أكد د. حيدر حسن اليعقوبي أستاذ علم النفس بشعبة الإرشاد النفسي الجامعي في جامعة كربلاء، أن الطلاق حل أخير لرحلة زواج وبداية عذاب تلجأ الزوجة لطلبه بعد أن تتعرض لكافة صنوف الترهيب من قبل زوجها ورب أسرتها الذي يعنفها بضرب أو لفظ، وهو إجراء يلجأ له الطرفان كلا بحسب ما يراه من أسباب تعرقل مواصلة السير للعيش ضمن إطار الأسرة، بسبب سوء سلوك أحدهما ، فالزوج قد يكون مدمن مشاهدة الأفلام الإباحية، أو شرب الكحول، أو قد يكون سبب الطلاق هو ضعف المستوى الاقتصادي.
واتفق استاذ علم النفس فى تصريحات خاصة ل ” رسالة السلام ” مع ما كتبه المفكر العربي على محمد الشرفاء الحمادي، فى عدد من كتاباته والتى تحتل قضية المرأة أهمية خاصة، حيث لا يكاد يخلو كتاب من كتاباته من التعرض لقضايا المرأة العربية، حيث يؤكد الكاتب أن من يضع المرأة فى موضع تحقير يخالف المنهج الآلهى فى وحدة الخلق والمساواة التامة بين الذكر والانثى، ويبدو أن الدافع الذي حدا بالمفكر العربي الشرفاء والدكتور اليعقوبي إلى الاهتمام بأزمة المرأة هو ما تعانيه المرأة المسلمة من ظلم ومن قسوة ومن تحقير نتيجة للمعالجة الدينية الخاطئة لوضعية المرأة في المجتمع العربي– الإسلامي خاصة فيما يتعلق بحق الطلاق.
حيث يقول أستاذ علم النفس أنه كما أن الطلاق عملية هدم لبناء الأسرة قد يكون مبكرا أو متأخرا أى قبل إنجاب الأبناء أو بعدهم، ويحدث بعد تراكم المشاكل وتوترها، وشدد على أن «العنف الجسدي واللفظي والنفسي» من أهم الأسباب لطلب الطلاق للضرر الناتج من قوة العنف الواقع عليهن، وبعض مشكلات الأمراض النفسية «الشك والغيرة الشديدة» ويلعب ضعف المستوى الاقتصادي والمشاكل المادية كأحد الأسباب المؤدية للطلاق».
وأرجع اليعقوبي تفشي ظاهرة الطلاق إلى ضعف الوازع الديني والسيطرة التكنولوجية الحديثة بوسائل التواصل الاجتماعي التي أهملت القيام بالواجبات الأسرية، ولفت إلى تأثير الطلاق على كل من المرأة والرجل ويختلف مدى تأثيره وحجم المعاناة على كل منهما، موضحا أن المعاناة بالنسبة للمرأة تبدأ من الضغط النفسي الناتج من تحمل مسئولية أبنائها وزيادة الأعباء المالية عليها وقد تلجأ إلى أشباع وملء فراغها العاطفي بطرق غير مشروعة أحيانا أو إلى الحرمان من الأطفال في بعض الأحيان ، أما بالنسبة للرجل فتبدأ معاناته مع بعض الأمراض النفسية ويشعر بالضعف وفقدان دوره كأب وفقد أولاده في حالة حصول الأم على الحضانة.
وللطلاق تأثيره على الأطفال من حيث تأثيره على عملية تنشأتهم «النفسية والاجتماعية» في بناء الشخصية السوية وفقدان الحصول على حاجاتهم الطبيعية من الشعور بالراحة والأمان وعدم الاستقرار، ويولد لديهم شعورا بالاستعداد للانحراف كونهم طعما سهلا لأماكن جذب الانحراف، كما يولد الخوف وبعض الاضطرابات النفسية ونشوء بعض العقد غير السوية لديهم كالانعزال والاكتئاب جراء الوضع الأسري المتفكك.