اتفقت باحثتان إماراتية وكورية على أن الشعر الإماراتي والكوري ينبع من المجتمع ويقرأ تطلعاته وهمومه، ويستخدم أساليب مختلفة في التعبير عنها، وأشارت الباحثتان إلى أن اهتمام البلدين بالثقافة والمعرفة والأدب شكل قاعدة صلبة لترسيخ العلاقات بينهما، وفتح الباب على تواصل مثمر في مختلف الميادين والمجالات.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «الشعر الإماراتي والكوري بين الماضي والحاضر»، تحدثت خلالها الشاعرة والباحثة الدكتورة عائشة الشامسي، والشاعرة والكاتبة الكورية لي جياه، وأدارتها كانغو وان، ضمن فعاليات برنامج «الشارقة ضيف شرف معرض سيول الدولي للكتاب 2023»، وبحضور نخبة من الأكاديميين والشعراء والإعلاميين من الإمارات العربية المتحدة وكوريا.
تاريخ الشعر الإماراتي
وفي حديثها خلال الجلسة، أكدت الباحثة والشاعرة الإماراتية الدكتورة عائشة الشامسي، أن الشعر الفصيح في دولة الإمارات له تاريخ عريق ومتنوع، وقد تأثر بالتطورات الاجتماعية والثقافية في دولة الإمارات والوطن العربي، وأن من العوامل التي عززت حضور الشعر في الإمارات أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان شاعراً ومهتماً بالشعر، ودعم الشعراء والأدباء، لافتة إلى أن أحمد بن ماجد يعد من أوائل كتاب الشعر الفصيح في دولة الإمارات، وكذلك برز الشيخ سيف بن بطحان الهاملي، الذي كتب في التصوف والغزل والوصف، وهؤلاء يمثلون رواد للشعر الفصيح في الإمارات.
وأوضحت الشامسي، أن جيل المدرسة الكلاسيكية في الشعر الفصيح الإماراتي ضم مجموعة من الشعراء الذين اتسم شعرهم بالالتزام بالقواعد والأوزان والبحور، مثل مبارك العقيلي وسالم العويس، وغيرهما، والذين ظهرت معهم القصيدة الفصيحة المتكاملة، وكانوا يعايشون هموم وآمال الوطن العربي، ويعبرون عن آماله وتطلعاته بأسلوب رصين وجميل. وأشارت إلى أن مرحلة التجديد والتجريب تميزت بالانفتاح على التيارات الشعرية العالمية والتنوع في الأساليب والموضوعات، ومن رواد هذه المرحلة أحمد المدني، الذي كان من أوائل من كتب شعر التفعيلة في دولة الإمارات. كما أكدت أن الشعر الإماراتي بلغ مرحلة من النضج، وتمت ترجمة بعض قصائده إلى لغات أخرى، مثل الكورية، وأن التجارب الشعرية في دولة الإمارات ازدهرت بظهور قصيدة النثر.
شعر متطور
بدورها، قالت لي جياه: «إن الشعر الكوري شعر متنوع ومتجدد، وقد انعكس فيه تاريخ كوريا ومجتمعها وثقافتها، ففي تاريخ الشعر الكوري، نجد قصائد تنتقد الواقع والمجتمع، وتعبر عن المقاومة والحرية، وهؤلاء هم الشعراء المقاومون، ونجد أيضاً قصائد تعبر عن المشاعر الداخلية، وتتغنى بالفرح والحب والصداقة والتعاطف، وهؤلاء هم الشعراء الوجدانيون، كما أن هناك قصائد تستخدم الخيال والتجريد، وتبتكر إيقاعات جديدة للشعر الكوري، وهؤلاء هم الشعراء التجريبيون».
وأوضحت لي، أن الشعر الكوري في القرن الماضي شهد تغيراً في لونه وأسلوبه، بناءً على تغير المراحل التاريخية والثقافية، فأصبح الشعراء يركزون على الحياة اليومية، ويكتبون شعرهم بشكل إيقاعي على شكل أغنية، وهذا هو الاتجاه العصري الحديث في الشعر الكوري، بعد أن كان الأدب متأثراً بالتاريخ السياسي والثقافي لكوريا، التي مرت بحقبة الحكم الاستعماري الياباني، الذي أنتج آداباً تطالب بأن تعود كوريا للعالم، مشيرة إلى أن الشعر الكوري يعكس ما يحدث في المجتمع، ويزيد من قيمة الأحداث، وأن الشعراء الكوريين يحاولون ترجمة طموحات الشعب وهمومه وآماله من خلال آدابهم.
المصدر: جريدة الاتحاد الاماراتية