في حديث مطول مع الباحث طلعت عبد الخالق حول مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي “من الفتنة إلى الوحدة” قال”أود أن أعبر عن إعجابي الكبير بمقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي الذي يتناول بعمق وجرأة قضية الفُرقة والتنازع بين المسلمين من أهل السُنة والشيعة، فالمقال يقدم رؤية نقدية واضحة تعتمد على الأسس القرآنية لتعزيز الوحدة بين المسلمين والتأكيد على أن الابتعاد عن القرآن الكريم هو السبب الجوهري في تفاقم الفتن والصراعات الدموية التي أرهقت الأمة الإسلامية على مر العصور.
واعتبر عبد الخالق أن علي الشرفاء يرى ، بمنتهى الشفافية والوضوح، أن المسلمين انجرفوا وراء روايات ومرجعيات دينية متضاربة، مما أوقعهم في فخ الكراهية والاقتتال، بعيدًا عن القيم الحقيقية لشريعة الله ورسالة الإسلام، ويستشهد بآيات قرآنية ليوضح كيف أن تحذيرات الله عز وجل من التفرق والتحزب لم تجد آذاناً صاغية بين المسلمين، مما أدى إلى واقع مؤلم من الصراعات والدمار.
وأضاف عبد الخالق قائلا “من جهتي، أشارك المفكر رؤيته حول ضرورة العودة إلى القرآن الكريم كمنهج وحيد وواضح لتوجيه الأمة نحو الوحدة والابتعاد عن الفتن.
أضاف أن إهمال المسلمين لتعاليم القرآن والتشريعات الإلهية أدى إلى حروب وصراعات استنزفت مقدراتهم ودفعتهم إلى الارتماء في أحضان الأعداء الذين استغلوا تلك الفُرقة لزرع المزيد من الكراهية والدمار بين صفوفهم.
واكد عبد الخالق أن الشرفاء يسلط الضوء على أهمية الالتزام بأمر الله بالاعتصام بحبله المتين وعدم التفرق، وهو ما يتفق تمامًا مع قوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: 103)، وهذه الدعوة الربانية لو التزم بها المسلمون، لكان حالهم مختلفًا تمامًا عمّا يعانونه اليوم من تشتت وضعف.
كما دعى عبد الخالق المسلمين إلى نبذ الروايات البشرية المتضاربة والتمسك بالخطاب الإلهي كما جاء في القرآن الكريم. ويرى أن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق الوحدة والعودة إلى القيم الإسلامية الحقيقية التي تقوم على العدل والرحمة والإحسان في المعاملات الإنسانية.
يرى الباحث طلعت عبد الخالق أن وحدة الأمة الإسلامية هي المفتاح للتغلب على الفتن والصراعات التي عصفت بالمسلمين على مر العصور. يؤكد عبد الخالق أن المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي قد وضع يده على الجرح حين أشار إلى أن الفرقة بين السُنة والشيعة ليست سوى نتيجة لانحراف المسلمين عن تعاليم القرآن الكريم. ويشير الباحث إلى أن الحمادي يدعو المسلمين إلى نبذ الخلافات المذهبية والتمسك بالهوية الإسلامية المشتركة التي تدعو إلى التآخي والتراحم بين المؤمنين، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: 103).
يلفت طلعت عبد الخالق النظر إلى تحذير علي محمد الشرفاء الحمادي من مخاطر التحالفات مع القوى الخارجية، سواء اليهود أو النصارى، التي تستغل الفرقة بين المسلمين لمصالحها الخاصة. يشير الباحث إلى أن الحمادي يستشهد بالآية القرآنية: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ (المائدة: 51)، ليؤكد على أن الاعتماد على هؤلاء الأعداء يعمق جراح الأمة الإسلامية ويزيد من تفرقها وتشرذمها، مما يؤدي إلى استنزاف الموارد وتدمير الأوطان.
يدعو الباحث طلعت عبد الخالق، متفقًا مع رؤية المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، إلى العودة إلى القرآن الكريم كمنهاج شامل للحياة. يؤكد أن القرآن هو الحل الأمثل لمواجهة التحديات الحالية التي تواجه الأمة الإسلامية، بدءًا من الفتن الداخلية إلى المؤامرات الخارجية. ويبرز عبد الخالق أن الحمادي يرى في التمسك بالقرآن السبيل الوحيد لتحقيق العدل والرحمة في المعاملات الإنسانية، والتعاون والتآزر بين المسلمين، مما يؤدي في النهاية إلى بناء مجتمع قوي ومتماسك قادر على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية بنجاح.
في الختام، أثني عبد الخالق بشدة على المقال وأعتبره نداءً صادقًا لكل مسلم للعودة إلى الأصول الحقيقية للإسلام كما نزلت في كتاب الله، والابتعاد عن كل ما يفرق الأمة ويدمر وحدتها، مؤكدا أن تحقيق الوحدة الإسلامية ليس مستحيلاً إذا ما توحدت القلوب والعقول على كلمة سواء، وهذا ما قدمه المفكر الحمادي بكل وضوح وإخلاص في مقاله القيم.