نُشر بحث بعنوان “الإرهاب صناعة غربية دخيلة على سماحة الإسلام” كتبه الباحث التونسي المولدي الشاوش والذي تأتي فكرته متوافقة مع ما قاله المفكر العربي الكبير على محمد الشرفاء الحمادي في كتابه ” ومضات على الطريق ” الجزء السادس بباب توظيف الروايات لتنافس القرآن، حيث أشار الشاوش أنه منذ الهجمة الإرهابية على مركز التجارة العالمي بأمريكا في سبتمبر (2001) والغرب أصبح يؤشر إلى الإسلام باعتباره دينا معادياً للمنطق والحداثة، ومتناقضاً مع مبادئ وأعراق التنوير التي تشكل المجتمع الحر، وهذه النظرة لا تخلو من التعصب والتضليل لأن هذا الفكر يريد اقصاء الإسلام وتأثير في المشاهد الإقليمية والدولية، والذي زاد هذا الغلو استشراء على الإسلام، سياسة بوش الإبن.
وهو الامر الذي يتفق جملة مع ما قاله المفكر على محمد الشرفاء حين أشار الى أن بعــض الــدول الاســتعمارية، ذات الاســتراتيجيات الخبيثــة والشــيطانية بأجهــزة ِ مخابراتهــا ومــا تملكه مــن َ وســائل علميــة متطــورة ساعدت فــى تشــكيل العقــل العربــي مــن خــلال مــا تنقلــه مختلــف وســائل الإعــلام والدعايــة والنشــر؛ لتحقيــق اســتراتيجية الــدول الغربيــة، التــي تســتهدف تدميـر الوطـن العربـي وتمزيقـه وتقسـيمه لكـي ّ يتحقـق لهـا اسـتغلال ثرواته، والســيطرة علــى منابــع البتــرول الــذي هــو مــن أهــم ِ العوامــل فـــي العصــر الحاضـر لاسـتمرار الحضـارة الإنسـانية ّ وتطورهـا، فاسـتطاعت َ اختراقنـا مــن خــلال هــذا الفكــر الخبيــث، مســتغلّين نشــر ّ الروايــات ِ الكاذبــة والتــي تدعــو لليــأس والاستســلام َومــا يســوقه الأعــداء للمســلمين مــن الصبــر علـى المذلـة والحرمـان مـن حقوقهـم طاعـة للرحمـن والرضـى بمـا يقدمـه المســتعمرون لهــم مــن ُفتــات الخبــز والاضطهــاد لهــم، واســتغلال الأوطــان واســتباحة أراضــي العــرب والمســلمين وســرقة الثــروات التــي َّ مــن الله بهــا علــى المســلمين، لتوظيفهــا فـــي خدمــة المســتعمرين علــى حســاب المغفلــين الذيـن أهملـوا أوامـر االله لهـم فــي كتابـه المبـين.
وفي بحثة ايضا أشار الكاتب التونسي الشاوش الى أن من التسامح فى الإسلام، إباحته لأكل طعام أهل الكتاب وأحل التزوج من نسائهم، كما أن التسامح الإسلامي، الذي تبناه السلف الصالح، وشهد به الأعداء، ليس من باب خفض الجناح للغير والذوبان في محيطه، وفكره، وثقافته، التي لا تتماشي مع موروثنا الحضاري، إنما التسامح الإسلامي هو الذي ينبع من شريعة القرآن التي تنبذ العنف، والظلم، والقهر.
وهو الامر الذي أشار اليه أيضا الكاتب والمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي في كتابه الى أن الإسلام دين للسماحة.
وختاماً توصل الباحث التونسي المولدي الشاوش إلى أن عدد المسلمين في أوروبا قد بلغ (38 مليونا) أي ما يمثل نسبة 10% من مجمل سكانها، وهذا ما يبين لنا أن الدين الإسلامي اليوم، لا يزال يستقطب البشرية في العواصم العالمية، بتعاليمه السمحة، وإنسانيته التي لا حد لها، فلا غرابة أن يغزو القلوب الخاوية من الروحانيات، ويقودها إلى كريم الأخلاق والسجايا، التي تنير الدروب وتقصي التعصب والعصبية.