التنظيمات الإرهابية لها إستراتيجية في استقطاب الشباب ، وفي ظل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط منذ 2011 وحتى الآن تسعي هذه التنظيمات لاستقطاب الشباب وتجنيدهم لاستخدامهم كأداة لنشر الفوضى والفكر المتطرف لزعزعة أمن واستقرار أوطانهم.
وأكد الدكتور أحمد سلطان الباحث في الشأن الأقليمي والدولي لـ “رسالة السلام ،أن عملية استقطاب الشباب هي عملية مركبة ومعقدة تتم على مراحل ،وليست عملية لحظية ، ومسألة “غسل الدماغ ” يعتريها الكثير من الأخطاء والمبالغات مضيفاً : أنها في الحقيقة ليست عملية غسل دماغ تقليدية بل هي عملية تغيير قناعات ،وتغيير القناعات يجعل المستهدف أو المستقطب يدافع عن القناعة الجديدة التي تم غرسها في ذهنه وفي عقله، وكأنها من بنات أفكاره.
وأشار الباحث في الشأن الأقليمي والدولي ،إلي كيفية نجاة الشباب من فخ التجنيد الالكتروني، موضحاً أن التجنيد الالكتروني هو واحد من وسائل التجنيد العديدة ويتبع استراتيجيات من تقوم على الإقتراب من المجند معرفة دوافعه النفسية ومعرفة اهتمامات البحث عن ثغراته النفسية حتى يتم الولوج إليه من داخل هذه الثغرات ،لذلك النجاة في هذه الحالة تقتضي أولا العديد من الاجراءات على مستويات أو أكثر من مستوى.
وتابع سلطان ، المستوى الأول مستوى التوعية الشاملة الذي يقوم به الاعلام وتقوم به اجهزة الدولة المعنية، وهذه التوعية تتداخل فيها العوامل الدينية مع النفسية مع الاجتماعية ولابد لهذه العوامل أن تتضافر ويكون هناك توازن وتنسيق فيما بين القائم بالاتصال الذي يهدف إلى التوعية وما بين مرسلي الرسائل المختلفة.
وأكمل، الأمر الآخر هو إدماج الشباب في الأنشطة المختلفة والحرص على ايجاد مسارات تضمن لهم تحقيق الذات، خير ضمانة لإبعاد الشباب عن هذه التنظيمات ،وعن عمليات التجنيد الإلكتروني هي التوعية الإلكترونية بالاساليب التي تستخدمها هذه التنظيمات وما إلى ذلك وكيفية التصدي لها.
ويري سلطان ، أن وسائل التواصل الإجتماعي تغير السلوك والقناعات بالتأكيد ويحدث هذا دائما في العديد من الحالات تنشر الحملات بكثافة وهي جزء من الإستراتيجية نجحت في صياغتها دول واستخدمتها من أجل تغيير القناعات ،وكان جزء من تطور وسائل الاعلام أيضا كانت الاول هناك الدعاية التي تقوم بها الاذاعة والتليفزيون والصحف ثم تطورت لتصبح وسائل التواصل الإجتماعي جزء من أدوات الحرب الإعلامية
وبالطبع بعض المنظرين أعتبر إن هذا الجيل الرابع من الحروب ،ومن ثم تحدثوا عن الجيل الخامس المشترك ما بين هذه الأجيال وتأثير أو التركيز على استخدامه ببساطة شديدة ليس أمرا جديداً وكان من قبل يشار الى الجبهة الاعلامية باعتبارها الجبهة الخامسة بجانب الجبهة البرية والجبهة البحرية والجبهة الجوية.
وقال سلطان ان الاعلام في النهاية ومنه الأعلام الجديد مثل شبكات التواصل الاجتماعي جزء من هذه الحرب .
وبشأن دور الأحزاب الرئيسي يقول سلطان، الأحزاب السياسية في أي نظام سياسي لها دور وهي تعمل بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المختلفة سواء كانت مؤسسات دينية أو ثقافية أو هيئات وكيانات شبابية، ولكن هذا يقتضي أن تكون هذه الاحزاب فاعلة ولها التنظيم الذي يضمن إدماج الشباب في الانشطة المختلفة، فيما أكد إن كانت الأحزاب ضعيفة بالتأكيد لن تستطيع تأدية هذا الدور فالدور موجود لكن من يلعب الدور هو الذي يعول عليه.