أكد الدكتور حسام عمر، الباحث في الشريعة الإسلامية، بمعهد البحوث الإسلامية والعربية ، أن حصر فقه الواقع فى التمسك بالنص التراثي واهمال الاجتهاد الذي هو سمة في الظروف الحياتية والعملية للمسلمين حسب كل زمن وما تقتضيه احتياجاتهم، أفسد عليهم أمورهم بسبب التعصب المذهبي والميول السياسية . وأضاف عمر ، فى تصريحات خاصة ، أن هذا الجمود اثر سلبا على الحياة اليومية للمسلمين نتيجة التمسك بالجوامد من التراث لذا يجب اعمال المقاصد العامة للشريعة الاسلامية لحل مثل تلك الإشكالية من جمود بعض الفقهاء فى التمسك بالنصوص . وأشار الباحث فى الشئون الاسلامية الى أنه فى زمن سيدنا عمر بن الخطاب تم اسقاط حد السرقة في عام الجذب لأن من سرق ليسد رمقه ليس كمن سرق من مال المسلمين فى الاوقات العادية، وهذا الذى يطبق عليه الحد فورا ، لذا كان حتى فى النصوص القطعيه مجالا للاجتهاد بروح الشريعة الاسلامية وتقدير الظروف المحيطة لمسئلة المجتهد فيها، فاذا كان فى زمن الصحابة الذين تلوا عصر النبي كان الاجتهاد فيه سعة واريحيه فما بالنا بهذه الايام حيث تجمد بعض أراء الفقهاء أو طلاب العلم بما أصابهم من الجمود الذى وصلنا منذ عصور، لذا أصبح من الضرورى أهميه التجديد الفقهي والاجتهاد بروح العصر .
واضاف المحامي حسام عمر قائلا ان مقال الشرفاء يعد مقال ملفت للنظر يسلط الضوء على بعض الإشكاليات الرئيسية في التراث الإسلامي وتأثيرها على المجتمعات المعاصرة. وإن كان المقال يحمل بعض الحقائق المؤلمة، فإنه يستحق الدراسة والتأمل لفهم أعمق للمسائل الدقيقة التي يطرحها.
واكد انه لا يمكن أن ننكر أن التاريخ الإسلامي، كغيره من تاريخ الحضارات الأخرى، قد شهد فترات من التحريف والتأويل الذي يخدم مصالح معينة. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن التشكيك في صحة الروايات يجب أن يقترن بنهج علمي صارم وليس مجرد التشكيك للتشكيك.
مضيفا أود أن أشدد على أهمية التفريق بين النقد البناء والهجوم المبطن. يجب أن يظل حوارنا حول الدين وتراثه ضمن إطار الاحترام المتبادل والسعي للحقيقة بدلاً من السعي للإثارة أو التفرقة.
واختتم بقوله مقال الشرفاء يدعونا جميعاً للتفكير العميق في كيفية مواجهتنا للتحديات الفكرية والدينية في عصر يسوده التغيير المستمر. وإن كنت أختلف مع بعض النقاط التي أوردها، فإنني أثمن عالياً شجاعته في طرح قضايا حساسة قد تكون مؤلمة لكنها ضرورية لنضوج فكرنا الديني والاجتماعي.