تناول الباحث محمد أبو اليزيد بتقدير كبير مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي بعنوان “لمن تُصرف الزكاة؟”. حيث اشاد بجهوده في تسليط الضوء على أهمية الزكاة كأحد أركان الإسلام الخمسة، مؤكدًا على دورها الحاسم في تحقيق العدالة الاجتماعية والتخفيف من حدة الفقر في المجتمعات.
يؤكد الباحث أبو اليزيد على النقاط الهامة التي طرحها الشرفاء حول الفئات المستحقة للزكاة، وفقاً للأدلة القرآنية والسنة النبوية، مشيرًا إلى أن تحديد هذه الفئات يأتي في إطار توجيه الدعم لمن هم في أمسّ الحاجة إليه، مما يعكس عدالة الإسلام ورحمته.
يستفيض الباحث في شرح الأسس القرآنية التي استند إليها الشرفاء، مثل قوله تعالى في سورة البقرة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ”، وكذلك الآية في سورة التوبة التي تحدد الفئات المستحقة للزكاة. يشيد بالتحليل العميق الذي قدمه الشرفاء لهذه الآيات، مؤكدًا على أهمية التأمل فيها لفهم دور الزكاة في بناء مجتمع متماسك ومتكافل.
كما يشدد أبو اليزيد على البعد الروحي والأخلاقي للزكاة الذي أبرزه الشرفاء في مقاله، موضحًا أن الزكاة ليست فقط واجبًا ماليًا، بل هي أيضًا طريقة لتطهير النفس والمال، وسيلة لتقوية الروابط الاجتماعية، وإعمار الأرض بالعدل والخير.
ويستكمل الباحث محمد أبو اليزيد رده بدعوة المجتمعات الإسلامية والعلماء والمفكرين إلى الاستمرار في تعزيز فهم الزكاة وتطبيقها بالشكل الأمثل، معتبرًا أن مقال الشرفاء يمثل خطوة مهمة في هذا الاتجاه. يؤكد على أن الزكاة هي جسر للرحمة والتكافل يعكس جوهر الإسلام كدين يسعى لتحقيق العدالة والسلام بين الناس جميعًا، مؤكدا انه بما أن الزكاة تُعد ركنًا أساسيًا في بنية العقيدة الإسلامية، فانه من الضرورة تجديد النظر في أساليب توزيعها وإدارتها لتعظيم فائدتها الاجتماعية والاقتصادية. يقترح إنشاء مؤسسات متخصصة تعنى بجمع الزكاة وتوزيعها، مستخدمة أحدث الوسائل التكنولوجية لضمان الشفافية والفعالية في وصولها لمستحقيها، بما يتماشى مع ما ذكره الشرفاء حول الفئات المستحقة.
كما يُبرز الباحث أهمية تثقيف المجتمعات الإسلامية حول الزكاة وفضائلها والحكمة من تشريعها، بما يساهم في تعزيز الوعي الجمعي بأهميتها كوسيلة للتخفيف من حدة الفقر وتحقيق التوازن الاقتصادي في المجتمع. يدعو إلى إعادة إحياء الدور الذي تلعبه الزكاة في النسيج الاجتماعي والاقتصادي، وكيف يمكن لها أن تكون محورًا للتنمية المستدامة والشاملة.
من جانب آخر، يُشير الباحث إلى أهمية التنسيق بين المؤسسات الإسلامية العاملة في مجال الزكاة على مستوى العالم لتوحيد الجهود وتبادل الخبرات، مما يُسهم في تعزيز كفاءة جمع الزكاة وتوزيعها. يُعلق على دور الدولة في تنظيم شؤون الزكاة وضمان وصولها للمستحقين دون تفريق أو تمييز، مشددًا على أهمية العدل والشفافية في هذا الإطار.
في ختام رده، يُثمن الباحث محمد أبو اليزيد مساهمة المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي في إثراء الحوار حول الزكاة وفهمها بشكل أعمق، معتبرًا أن مقاله يُمثل دعوة للتأمل والعمل نحو تحقيق أهداف الزكاة العليا، معربا عن أمله في أن تُلهم هذه المناقشات المزيد من البحث والتفكير في كيفية تطبيق تعاليم الإسلام بشكل يخدم الإنسانية ويُعزز من قيم التكافل والرحمة بين الناس.