في تعليقه على المقال الأخير للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، أكد الباحث محمد أبو عنزة دعمه للنقاط التي طرحها المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي حول التأثيرات الخارجية على الفقه الإسلامي والنزاعات الطائفية داخل العالم الإسلامي.
في حوار خاص شرح أبو عنزة كيف أن التفسيرات المتعددة للنصوص الدينية والاختلافات بين المذاهب قد ساهمت في تعميق الانقسامات داخل المجتمعات الإسلامية. “الروايات الدينية المختلفة والمتناقضة قد أوجدت أرضية خصبة للصراعات الطائفية التي استغلها الأعداء ببراعة لتحقيق مصالحهم الخاصة،” قال أبو عنزة.
أضاف أبو عنزة أن التأثيرات الخارجية على العالم الإسلامي ليست مجرد نظرية مؤامرة بل حقيقة يمكن تتبعها عبر التاريخ. وأشار إلى أن “الشرفاء الحمادي قد وضع الأصبع على جرح عميق في جسد الأمة الإسلامية، وهو الابتعاد عن النصوص القرآنية الصريحة والانجرار وراء تفسيرات قد لا تعكس الفهم الصحيح لهذه النصوص.”
في معرض رده على سؤال حول الحلول الممكنة لهذه المشكلات، أكد أبو عنزة على أهمية العودة إلى القرآن كمصدر أساسي للتشريع والهداية في الإسلام. “يجب على المسلمين استعادة الفهم الصحيح لدينهم من خلال الاعتماد على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، مع الحرص على تجنب الأحاديث والروايات المشكوك في صحتها التي ساهمت في تفرقة الأمة.”
من جانب آخر، ناقش محمد أبو عنزة الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات الدينية في إعادة توحيد الأمة الإسلامية وتقويض الانقسامات الطائفية. أكد على أن “المؤسسات الدينية يجب أن تعمل على تعزيز الوحدة من خلال التركيز على المشتركات بين المذاهب المختلفة وتشجيع الحوار بين العلماء من مختلف الطوائف.” وأضاف أن الجهود يجب أن تكون موجهة نحو تعليم الشباب وتحصينهم ضد الأفكار المتطرفة التي تفسد الفهم الصحيح للإسلام.
كما أشار إلى أهمية الإعلام في تشكيل الوعي الديني والثقافي. وقال أبو عنزة: “الإعلام له دور كبير في تشكيل آراء ومعتقدات الناس، ويجب على وسائل الإعلام الإسلامية أن تتخذ دوراً أكثر فعالية في نشر الفهم الصحيح للإسلام وتعزيز الوحدة بين المسلمين بدلاً من الترويج للانقسامات.”
إضافة إلى ذلك، تطرق الباحث إلى الحاجة الماسة للإصلاح الديني الذي يشمل تجديد الخطاب الديني والتفسيرات التي تواكب العصر وتحترم أساسيات الدين وقيمه العليا. وأكد أن “التجديد في الفقه الإسلامي يجب أن يراعي السياقات المعاصرة والتحديات التي يواجهها المسلمون في العالم اليوم، مع الحفاظ على الروح الأصلية للإسلام.”
وأخيراً، دعا محمد أبو عنزة إلى التعاون الدولي بين العلماء والمفكرين الإسلاميين من مختلف الدول لتوحيد الجهود في مواجهة التحديات المعاصرة، مثل الفقر والجهل والاستغلال السياسي والاقتصادي. وأشار إلى أن “الوحدة والتعاون بين المسلمين على مستوى العالم قد يمثل الخطوة الأولى نحو معالجة العديد من المشكلات التي تواجه الأمة الإسلامية والعالم بأسره.”
وختاماً، أكد أبو عنزة على أهمية التعليم والوعي الديني الصحيح كأدوات رئيسية لمواجهة التحديات التي تواجه العالم الإسلامي، ودعا العلماء والمفكرين الإسلاميين إلى تحمل مسؤولياتهم في توجيه الناس نحو الفهم الصحيح للإسلام.