أعرب الباحث والمتدبر المصري حمودة محمد حمودة، عن تأييده لرؤية المفكر العربي علي محمد الشرفاء حول أزمة الطائفية والانقسامات بين المسلمين في مقاله “من الفتنة الي الوحدة” .
وأوضح حمودة أن المسلمين بعد وفاة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وقعوا في فخ الشيطان، مما أدى إلى تشويه رسالة الإسلام وتحريفها عبر القرون. قال حمودة: “الشيطان بنى دينًا تراثيًا وتاريخًا مزيفًا باسم الإسلام، مما أدى إلى تضليل المسلمين وانحرافهم عن القيم الحقيقية للإسلام الأول، إسلام القرآن“.
وأضاف حمودة نحن اليوم في صراع عنيف مع تراث شوه معالم الإسلام الأول إسلام القرآن فكل ما حولنا من تصورات في عقول المسلمين ورجال الدين والمذاهب سنه وشيعة وصوفية ووهابيه تكفيرية وعقائدهم وعاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم وآدابهم وعلومهم والكثير الكثير مما نحسبه قيم ودين وعقيدة وشرع وثقافة وفلسفة اسلاميه هي من صنع هذا التراث الديني البشري الموروث والمخالف للقرآن وللعقل الحر المستنير ومخالف لأي منطق مجرد في هذا العالم.
وأشار حمودة إلى أن الإسلام الحقيقي الذي جاء به القرآن الكريم يقوم على قيم عظيمة مثل الصدق والعدل والحرية والمساواة. ولكن هذه القيم، للأسف، تم تهميشها أو محاربتها من قبل المشايخ والمذاهب والجماعات سواء كانت سنية أو شيعية. وأضاف: “المسلمون اليوم يتحدثون عن الحرية والعدالة والمساواة، لكن واقع الحال يكشف أنهم غير صادقين في التزامهم بهذه القيم. الإسلام الأول لا يخاف من الحرية أو الصدق، بل يبني عليهما، بعكس الإسلام المذهبي البشري الذي يخشى هذه القيم“.
وأكد حمودة أن الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو العودة إلى القرآن الكريم كمصدر وحيد للتشريع والهداية. وقال: “لا يمكن للمسلمين أن يراجعوا عن المذهبية بسهولة، ولكن يجب أن يبدأوا في النقد الذاتي والعودة إلى الإسلام الأول، إسلام القرآن، دون شريك أو تحريف. لقد تأخرنا كثيرًا في اكتشاف حقيقة ديننا وتاريخنا، والشيطان استغل هذا التأخير ليزرع الشقاق بيننا”. ودعا حمودة المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله من خلال التمسك بالقرآن الكريم، مشددًا على أن السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلا باتباع الهدى القرآني.
في سياق آخر، شدد الباحث المصري حمودة محمد حمودة على أهمية إعادة النظر في التراث والتاريخ الإسلامي الذي تم تحريفه على مر العصور. وأوضح أن الاعتماد على الروايات التاريخية المضللة قد أوقع المسلمين في فخ الشيطان، حيث استبدلوا القيم الحقيقية للإسلام بقيم مشوهة. وقال: “علينا أن نبدأ بعملية نقد ذاتي شاملة للتراث الإسلامي، والعودة إلى القرآن الكريم كمصدر وحيد للحقيقة. ففهمنا الصحيح للقرآن سيعيد إلينا روح الإسلام الأولى، القائمة على العدالة والرحمة والصدق“.
من ناحية أخرى، تناول حمودة مسألة القيادة الدينية والسياسية ودورها في توجيه الأمة نحو الوحدة. وأكد أن على القادة الدينيين والسياسيين أن يكونوا قدوة في الدعوة إلى الوحدة والاعتدال. وأضاف: “القادة لديهم مسؤولية كبيرة في توجيه الناس نحو التعاليم القرآنية الصحيحة. يجب أن يكون خطابهم مبنيًا على القيم الإسلامية الأصيلة، التي تدعو إلى الوحدة والتعاون. عندما يتحدث القادة بلغة واحدة تعزز الوحدة، فإن ذلك سينعكس إيجابًا على المجتمع ككل“.
وأخيرًا، دعا حمودة إلى تعزيز العمل الخيري والمبادرات الاجتماعية كوسيلة لتعزيز الوحدة بين المسلمين. وأوضح أن التعاون في المشاريع الخيرية يمكن أن يكون جسرًا يربط بين القلوب، ويعزز الشعور بالمسؤولية المشتركة. وقال: “العمل الخيري هو تطبيق عملي للقيم الإسلامية، عندما نتعاون في مساعدة الفقراء والمحتاجين، نبني مجتمعات أقوى وأكثر تماسكًا. أضاف أن الإسلام يدعو إلى التكافل الاجتماعي، وهذا يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية.