اتفق الباحث المصري الدكتور احمد فارس المتخصص في الشئون الاسرائيلية مع مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي “الموقف العربى وفرقاء فلسطين” والذي اكد فيه الشرفاء انه منذ بداية استعمار فلسطين التاريخية، تبنى المحتل الإسرائيلي سياسات ووسائل متعددة تهدف إلى تشتيت الشعب الفلسطيني وتفرقته. تنوعت هذه الأساليب من طرد السكان الأصليين وتحويلهم إلى لاجئين في مختلف بقاع الأرض، إلى إنكار حقوقهم الشرعية ومصادرة أراضيهم. الهدف كان واضحًا: خلق شعب مشتت، فاقد للأمل بالحرية، وغير قادر على مقاومة المستعمر واسترداد حقوقه. لكن، رغم تتابع النكبات، أظهر الفلسطينيون أن الحق أقوى من الظلم، وأن وحدة الشعب هي أهم خطوة نحو الحرية والعودة.
وحدة الشعب الفلسطيني: ضرورة ملحة
يقول الدكتور أحمد فارس، الخبير في الشؤون الإسرائيلية ومدير تحرير بجريدة البوابة نيوز، “تاريخنا الفلسطيني وواقعنا اليوم أكبر دليل على أهمية وحدتنا في وجه المستعمر”. ويضيف، “قصص أجدادنا مليئة بأمثلة على استهداف العصابات الصهيونية للفلسطينيين بغض النظر عن دينهم وملتهم منذ النكبة”.
يقدم الدكتور فارس أمثلة لبعض الطرق التي يمكن من خلالها تجسيد الوحدة الفلسطينية: حيث يقول يجب أن نؤمن بأن وحدتنا تجعلنا أقوى”، يقول الدكتور فارس. “بالتكاتف، يمكننا تحدي المستعمر، وحماية أرض فلسطين”.
كما يشدد الدكتور فارس على أهمية الذاكرة الفلسطينية كجزء أساسي من الصمود. “يريدنا المستعمر أفرادًا بلا ذاكرة، لكن قصص أجدادنا وتاريخنا الشفوي مليء بالدروس والعبر”.
“مضيفا انه يجب أن تعمل مؤسسات المجتمع المدني والشباب الفلسطيني ضمن مظلة فلسطينية شاملة”، يوضح الدكتور فارس. “مثال رائع على ذلك هو منتدى الشباب اللاجئ، الذي يهدف إلى إعداد جيل واعٍ بحقوقه وواجباته”.
“كل فلسطيني جزء من هذا المجتمع، ونحتاج إلى جميع لبناته ليكون البناء قويًا وصامدًا”، يقول الدكتور فارس. “يشمل هذا الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي أراضي 1948 والشتات”.
المصالحة الفلسطينية والوحدة الشعبية
رغم الاختلافات بين الحركات السياسية، يبقى هدف كل فلسطيني هو وحدة الوطن”، يضيف الدكتور فارس. “الانقسام الحالي لا يخدم إلا المحتل، وينعكس سلبًا على مستقبل القضية الفلسطينية”.
عدم الاستئثار بالقرار الفلسطيني “فلسطين وطن كل الفلسطينيين، ولكل منا الحق في الاختلاف طالما جمعنا هدف واحد هو حرية فلسطين واستقلالها”، يؤكد الدكتور فارس. “التغيير يبدأ بكل فلسطيني، من البيت والمدرسة والعمل”.
الإصرار على الحقوق التاريخية الشرعية
حقوقنا في عودة اللاجئين وحق تقرير المصير هي ملك لكل الشعب الفلسطيني”، يقول الدكتور فارس. “وحدتنا في وضوح أهدافنا السياسية والوطنية تقربنا من تحقيق تقرير المصير”.
وفي النهاية يؤكد الدكتور فارس أن الاستعمار الإسرائيلي يريد الشعب الفلسطيني أفرادًا بلا ذاكرة أو حقوق، لتسهيل مشروعه الاستيطاني. “أقوى رد فلسطيني على الممارسات الإسرائيلية هو الوحدة الوطنية، والسعي لكشف أهداف ومشاريع الاحتلال محليًا وعالميًا”، يختتم الدكتور فارس حديثه. “ستبقى فلسطين ما بقيت إرادة الحياة لدى شعبنا الفلسطيني، وبوحدتنا يمكننا إحداث تغيير حقيقي نحو الحرية واسترداد حقوقنا والعودة وتقرير المصير”.