قال الباحث اليمني فتح مسعود أن الله خلق العرش والسماوات والأرض ، وأوحى في كل سماءٍ أمرها ، وفي أصغر سماء خلق حوالى 400 مليار مجرة ، تضمّ أصغر مجرة حوالى 80 مليار نجم وكوكب، ويرى الشركاء وأتباعهم أنه بعد ذلك استوى على العرش ليراقب فقط من يلبس بنطلونًا أو ثوبًا طويلًا ، أو يسمع الأغاني ، أو يعارض أصحاب اللحوم المسمومة ، أو يكفر بطاغوت التراث ، وينكر خرافات الشركاء والأنداد، لكي يغضب عليه ويكتبه في النار مع النمروذ وفرعون وهامان وقارون وقوم عاد ولوط وثمود.
وتابع ” الشركاء وأتباعهم قالوا أيضا لو يؤمن الإنسان بالله واليوم الآخر ، ويصلي ويصوم ويحسن الدهر كله ، وينفق أمواله كلها ابتغاء وجه الله ، ثم يُقتل مظلومًا بين الركن والمقام فلن يقبل الله منه مثقال ذرة من ذلك ما لم يعترف بالشركاء والأنداد والوكلاء الحصريين في الأرض، ليقربوه إلى الله زلفى، ويمنحوه تصريح مرور ، وتأشيرة دخول الجنة.
أوضح مسعود أن بهذا الإرهاب الفكري والتكفيري نسفوا وحدانية الله وحكمته وعظمته وعدله ورحمته وحلمه وعفوه وشؤونه في مخلوقاته وملكوته العظيم، وصاروا يتكلمون عن الله وكأنه مدير شركة، أو شيخ تراثي يسكن معهم ويفكر بنفس عقلياتهم التكفيرية المتحجرة.
ويقول الباحث اليمني فتح مسعود ساخرا، أن من ينضم لأي تيار ديني تجاري فعليه أن يتخلَّى عن إنسانيته وضميره ، ويرمي عقله في أطرف قمامة، ويعلن التبعية المطلقة لأربابه، ويكون كأمثاله تبعًا مطيعين قابلين للحشو التراثي فقط، وأن يكون تكفيريًا مغتابًا حاذقًا، وكذابًا لامعًا ، وخداعًا بارعًا بالمستوى المطلوب لتسويق البضاعة وإقناع الزبائن بجودتها، بل ويأخذ ما يطرحه الناس من روائع أقوال المفكرين والأدباء والباحثين، ويتفنن في نسبتها لأصنامه المقدسة لتلميعهم، وأن لا يتفكر ويفكر خارج نطاق الدائرة التي رسموها له، فلديه أرباب يفكرون نيابةً عنه، ويأتونه بالأفكار جاهزة، ولا يجوز له كمخلوق من طين أن يعترض أو ينتقد أناسًا خُلقوا من عجين.