وسط حضور لافت ومشاركة من شخصيات عامة، إستضاف صالون الدكتور صديق عفيفى الثقافى مساء أمس الاثنين، عالم المصريات الشهير الدكتور وسيم السيسي رئيس اللجنة العلمية بمؤسسة يارو للحضارة المصرية.
تحدث ضيف الصالون الاستاذ الدكتور وسيم السيسي ليرد على إدعاءات الافروسنتريك “الحركة المركزية الأفريقية ” حيث رد علي المزاعم والأكاذيب التى حاولوا ترويجها ضد الحضارة المصرية القديمة.
وجاء انعقاد هذه الندوة الموسعة فى إطار التعاون المُشترك بين مؤسسة “يارو” للحضارة المصرية برئاسة الأستاذ الدكتور صديق عفيفى ومؤسسة “مصر الخير”برئاسة الأستاذ الدكتور على جمعة وتنفيذاً للخطة المُشتركة بين المؤسستين وتفعيلاً للبروتوكول الموقع بينهما بهدف تثقيف وتوعية الشعب المصري بكل فئاته بتاريخه وآثاره وهويته المصرية الحضارية وتنفيذاً لمبادرة مؤسسة يارو “إحنا مين” وقد حرص عدد من الشخصيات العامة وأساتذة الجامعات والمثقفين وخبراء وأساتذة الٱثار على الحضور وكان من بين الحضور الموسيقار الكبير هانى شنودة والدكتورة عزة الدرى وكيلة وزارة الشباب والرياضة واللواء محمد الفنجرى من ابطال حرب اكتوبر والاستاذ الدكتور حافظ الغندور نقيب التجاريين والاستاذة الدكتورة سهير السكرى الاستاذ بكلية الٱثار.
ضمت منصة الندوة ضيف الصالون عالم المصريات الشهير الاستاذ الدكتور وسيم السيسي رئيس اللجنة العلمية بمؤسسة يارو للحضارة المصرية والاستاذ الدكتور محمد البنا الأستاذ بجامعة المنوفية وأمين الصالون والاستاذة الدكتورة هالة الطلحاتى المدير التنفيذي لمؤسسة يارو للحضارة المصرية.
تحدث فى بداية الندوة امين الصالون الأستاذ الدكتور محمد البنا الذى وجه للجميع تحياته وتحيات الاستاذ الدكتور صديق عفيفى الذى حالت ظروف دون حضوره واضاف :باسمكم جميعا نرحب بعاشق مصر الاستاذ الدكتور وسيم السيسي الذى سيتولى الرد على إدعاءات الافروسنتريك واضاف أن خطورة الأمر أن هذه الادعاءات ليست جديدة.
ثم أعطى الكلمة للاستاذ الدكتور وسيم السيسي عالم المصريات ورئيس اللجنة العلمية بمؤسسة يارو الذى أشار فى بداية كلمته أن إدعاءات الافروسنتريك ليست حديثة فقد بدأت تلك الادعاءات بمقال هزلى فى بداية القرن العشرين من صحفى أمريكى وكان وقتها تتم معاملة الزنوج فى أمريكا أسوأ معاملة حتى أنه لم يبدأ السماح بدخولهم المدارس والمطاعم الا بدءا من 1950.
وأشار أن مقال الصحفى الأمريكى فى بداية القرن العشرين جاء فيه أن الزنوج أصحاب الحضارة المصرية ومن هنا بدأت قصة الادعاءات المتتالية واضاف الأستاذ الدكتور وسيم السيسي أن هناك شخص خطير اسمه انتا ديوب قدم رسالة دكتوراة لجامعة السوربون عن الجذور الزنجية فى الحضارة المصرية وظلت الرسالة مرفوضة عشر سنوات وفى النهاية بضغوط من اليهود حصل على الدكتوراة.
وقال أن الأمريكان والأوروبيين أرادوا أن يتخلصوا من الزنوج فروجوا لكذبة أن الزنوج أصحاب الحضارة المصرية وساعد ومازال يساعد فى ذلك الصهيونية العالمية بكل انواع المساندة وبمليارات من الدولارات خاصة أن الصهاينة أساتذة فى سرقة التاريخ والجغرافيا.
وأشار أن أمريكا والصهيونية العالمية ترحب بهذه الادعاءات لأسباب عديدة منها التخلص من الزنوج وأن يصبح لهم دولة كما أن إسرائيل تريد أن يكون جيرانها الزنوج الأمريكيين وليس شعب يرفض التطبيع معها.
ونوه إلى حركة الافروسنتريك تدعى أنهم أصحاب الحضارة المصرية وتدعى كذبا أننا أحفاد الغزاة الذين طردوهم
وأشار الاستاذ الدكتور وسيم السيسي أننا لابد أن نرد على هؤلاء رد علمى وأنه جهز مقالا باللغة الانجليزية سيتم نشره للرد عليهم.
واضاف أن أبرز الردود على هذه الأكاذيب ان هناك عالمان ألمانيان هما وولف هاك ويوهانس كراوس من معهد برلين زارا مصر عام 1902 وذهبا إلى منطقة بنى سويف وعدة مناطق وجاءوا بمومياءات من عام 1200 قبل الميلاد وقاموا بتحليل الجينات ولم يجدوا من بينها اى جين اسود مع العلم أن الحضارة المصرية 30اسرة انتهت 332 قبل الميلاد بمجيىء الاسكندر الاكبر
أيضا دراسات معهد ماكس بلانك اثبتت أنه بعد تاريخ انتهاء الحضارة المصرية وجد أن العرق الاسود فى مصر كان 8% فقط ويعود ذلك إلى تجارة العبيد والتجارة البينية بين مصر وافريقيا.
واضاف الاستاذ الدكتور وسيم السيسي أن المجلة الأمريكية للوراثة البشرية ذكرت بتاريخ 24يونيو 2015 أن جينات المصريين فينا جميعا واضاف أن القصة هى أن هناك ثلاث علماء من جامعة كمبردج البريطانية اشتغلوا عشر سنوات ليعرفوا تاريخ البشرية وقام بإجراء ابحاث علميه على اقدم هيكل عظمي عمره 3 مليون سنة وظلوا يدرسوا موضوع الجينات حتى أثبتوا أن جينات المصريين موجودة فى ٱسيا وأوروبا منذ 55 ألف سنة وهكذا شهد شاهد من اهلها ومن ثلاث علماء عظام
واضاف الاستاذ الدكتور وسيم السيسي أن جامعة ستانفورد وجامعة برشلونة توصلتا من خلال ابحاث علميه أن الجين الاسود لم يظهر في مصر إلا منذ 750 عاما اى منذ عام 1300ميلادية.
وأشار أن جامعة هارفارد الأمريكية أجرت دراسات وأبحاث حيث ذهبت إلى منطقة بجوار السودان بها مومياءات كثيرة وجاءت بعينات ودرست الجينات واكدت أن الجينات اقرب للمصريين من النوبيين.
وقال الأستاذ الدكتور وسيم السيسي ان جامعة هارفارد قالت أيضاً أن الأفارقة في القرن العشرين والواحد والعشرين ليسوا الأفارقة الذين كانوا من قبل ، ولا علاقه لهم بالمصريين ،واشار أنه أيضاً في عام 2010 قام الدكتور يحيي زكريا والدكتورة سمية اسماعيل والدكتور زاهي حواس ودرسوا الملكة تي التي يدعى الآفروسنتريك انها من الزنوج وقد قام العلماء الثلاث بعمل خريطة جينية للملكة تي وتم عمل جينات توت عنخ آمون وجينات المصريين حالياً ووجدوا أن 88,6% من المصريين حالياً يحملون جينات توت عنخ آمون.
واضاف الأستاذ الدكتور وسيم السيسي ان الآفروسنتريك يدعون أن أقباط مصر والنوبيين هم أحفاد المصريين ،أما المسلمين فيدعون انهم أحفاد العرب الغزاه وردا علي ذلك أيضاّ بالإضافة الي ما سبق فقد حضرت لمصر عالمة اسمها مارجريت كمبل فى الفترة من عام 1994 وحتي عام 1999 وأخذت عينات من كل مناطق مصر مسلمين ومسيحيين وظهرت النتيجة ان 97,5% من الجينات، أكدت جيناتهم أنهم شعب واحد والدكتور طارق طه قام بنفس الأمر علي اعداد أكبر وظهرت نفس النتيجة.
وعقب ذلك قام الاستاذ الدكتور وسيم السيسي بالرد علي بعض الأسئلة ومن بين الأسئلة ان البعض يدعي ظهور اهرامات في أفريقيا وردا على ذلك
قال ان كل هذه الأهرامات قصيرة ولا تقارن بعظمة أهرامات مصر ، اكبر هرم ارتفاعه 6 أمتار ، أما اهرامات مصر فإنها ضخمة وغير مسبوقة.
واكد اهمية ان يقوم العلماء وخبراء الاثار والمثقفين وقيادات التعليم بنشر المعلومات التي ترد علي هذه الأكاذيب
وفي تعليق له أيضاً قال الدكتور وسيم السيسي يجب أن نحذر من ملايين (اللاجئين) الموجودين في مصر خاصة من السودان، مؤكدا أن أهمية أن نحذر لان هناك أسباب لتواجدهم ، وعلق الموسيقار هاني شنودة علي ذلك أننا جميعاً نحب مصر وانه عندما أطلق علي فرقته اسم فرقة المصريين ،كان ذلك بعد فترة طويلة من تغيير اسم مصر للجمهورية العربية المتحدة وكانت مصر الإقليم الجنوبي وسوريا الإقليم الشمالي ولذلك عندما عبرنا في حرب أكتوبر عام 1973 قال الرئيس السادات اننا جمهورية مصر العربية لذلك أطلقت هذا الإسم رمزاً لمصريتنا وفي ختام الصالون قام الأستاذ الدكتور محمد البنا ، بتسليم الأستاذ الدكتور وسيم السيسي شهادة شكر وتقدير وتم التقاط بعض الصور التذكارية.