في دراسة حول الأمن الفكري يقول الكاتب الدكتور عادل عامر، دكتور في الحقوق وخبير في القانون العام، إن الجهد الأمني ليس كافياً وحده للحد من ظواهر الانحراف في الفكر، والحاجة قائمة لتضافر الجهود في مختلف المجالات عبر خطط وطنية شاملة تراعي العوامل والأوضاع والظروف الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية المؤثرة في أحداث ظواهر الانحراف. بل إن إشاعة الفكر الآمن عامل أساس لتعزيز الوحدة الوطنية
ويضيف الدكتور عادل في بحثة ان ومن هنا الاهتمام بما يسمى الأمن الفكري يتزايد ، سعياً إلى حماية الفكر من أي انحراف قد يتحول إلى سلوك إجرامي يهدد الأمن. كما يوضح إن تحقيق الأمن بمعناه الجامع الشامل لا يمكن أن يكون مسؤولية الجهات الأمنية فقط، مهما بلغت كفايتها وقدرتها، وذلك لأن كل جريمة أو انحراف سلوكي، يسبقه نوع من الانحراف الفكري، أو خلل في التفكير، أو قصور في التربية. ومن هنا تزايد الاهتمام بما يسمّى الأمن الفكري، سعياً إلى حماية الفكر من أيّ انحراف قد يتحوّل إلى سلوك إجرامي يهدّد الأمن.
وهو ما يؤكد رؤية المفكر العربي على محمد الشرفاء الحمادي في روشتة مناهضة الإرهاب من خلال العودة لمنهج الله عز وجل وترك الروايات التي تم تألفيها لتنافس القرآن، وتكون الروايات هي المصدر الأساسي لدين الله الإسلام، على الرغم من أن القرآن يتضمن تشريعات وأحكاما تهدف لسلامة الإنسان ومنفعته وحماية أمنه وإرشاده لطريق الحق، حتى لا يضل في حياته وتضيع منه خارطة الطريق الإلهية ليواجه حياة الضنك والشقاء، وتلك هي تفاصيل ما طرحه المفكر علي الشرفاء ، والذى يؤكد عليه دراسة الدكتور عادل عامر والتي عنونها بـ” الأمن الفكري في مواجهة الفكر المتطرف” حيث يؤكد ان من دوافع الأمن الفكري ذلك الزّخَم الهائل من وسائلِ الغزوِ الفكريّ والثقافيّ ممن يبثون سمومهم القاتلة في عقول الناشئة ولا سيما من ذوي الاستِلابِ الثّقافيّ وضحايا الغزوِ الفكريّ من بني جِلدةِ المسلمين ومَن يتكلَّمون بألسنتهم حيث يؤكد الدكتور عادل عامر أن الغزوُ الثقافيّ أوجَدَ مناخًا يتَّسِم بالصراع الفكريّ الذي يجرّ إلى نتائجَ خطيرةٍ وعواقبَ وخيمة على مقوِّمات الأمّة وحضارتها، وكان من نتيجةِ ذلك أن تُسمَع أصوات تتَعالى عبرَ منابرَ إعلاميّةٍ متعدّدة تدعو وبكلِّ بجاحةٍ إلى التخلّي عن كثيرٍ من الأمور الشرعية والثوابِتِ المرعيّة والمعلومَةِ من دين الإسلامِ بالضّرورة ، خاصّةً في قضايا المرأة . ولا يخفي الدور التربوي الذي تقوم به الأجهزة الإعلامية في الجانب التربوي ، وهي تقوم بدور الأبوين في تربية النشء وكل هذه المؤسسات هي التي تقوم بمفهوم الأمن الشامل وهي التي تعمل في خندق واحد مع المؤسسات الأمنية التقليدية.
وهو الامر الذي يتفق مع رؤية المفكر العربي على محمد الشرفاء فى روشتة لمواجهة الإرهاب حين قال ” أصبح من الضرورة بمكان للمحافظة على أمن أبناء الشعب المصري من القوات المسلحة ووزارة الداخلية وأفراد أجهزة الأمن ولحماية كافة المواطنين، طلب اتخاذ إجراءات التفتيش على المناهج الدراسية في كافة المدارس والجامعات لإزالة كافة أنواع التحريض على القتل والتمييز بين أفراد المجتمع المصري على مختلف أديانهم ومذاهبهم، وذلك لسد كافة الذرائع لارتكاب الجرائم ضد الإنسان تحت أي مسميات تراثية أو أقوال محرَّفة ومزورة تنال من دعوة الرسول عليه السلام الناس جميعًا لنشر السلام وتحقيق الحياة الكريمة المطمئنة للناس جميعًا، ليحل الأمان والتعاون والإحسان في المجتمع، في ظل الاستقرار الذي يساهم في تحقيق التقدم والتطور نحو الأفضل لكل إنسان، واجتثاث الأفكار الشيطانية من عقول الشباب وتحصينهم بدعوة السلام والتكافل الاجتماعي ليساعدوا بعضهم بعضًا ويواجهوا التطرف بكل أشكاله بقوة الإيمان والعمل الجاد لتطهير الوطن من المفسدين”
وهو ما يؤكده البحث حين يشير الي ان من أهم تلك المقومات التعليم الإسلامي الصحيح واللغة العربية، فإنه المقوم الأول لحماية الهوية الدينية واللغوية للأمة من الضياع والاستلاب. حيث يوضح الدكتور عادل عامل انه من الضروري أن يكون في كل بلد من بلاد الإسلام، جهات متخصصة تولي التعليم الإسلامي اهتماماً خاصاً، بالقدر الذي يحتاج إليه أبناء الأمة من الناشئة والشباب، سواء بإدخاله في مناهج التعليم العام، أو بإنشاء المعاهد والكليات، التي تهدف إلى تخريج المتخصصين في الفتوى وتدريس علوم الشرع، والإمامة والخطابة والدعوة العامة.