دعت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة «الجامعة الأمريكية في الشارقة» رئيسة «مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار» قادة الشركات العاملة في قطاع التكنولوجيا إلى أن يكونوا أكثر تنوعاً وشمولاً من خلال مراعاة احتياجات المرأة في التفكير المؤسسي واتخاذ القرارات بشأنها منذ البداية.
جاء ذلك خلال كلمتها في افتتاح فعالية «المرأة العربية في مجال التكنولوجيا» التي نظَّمتها مجلة «وايرد» في دبي احتفاءً بالذكرى الثالثة لتأسيسها حيث شددت فيها الشيخة بدور القاسمي على ضرورة أن تتعلّم البشرية من أخطائها وتتقدّم بطريقة تضمن تحقيق الشمول والتنوع مستحضرة حكاية ظهور الوسائد الهوائية في وسائل النقل لأول مرة، حيث أدت في ذلك الحين إلى ارتفاع نسبة الإصابات والوفيات بين النساء والأطفال عند وقوع الحوادث بسبب إهمال الفروق الجسدية واختلاف أمكنة مقاعد المركبات أثناء اختبارات السلامة وأوضحت أن هذا الدرس التاريخي يثبت الأضرار الكبيرة من التقدّم والتطور الذي لا يمكن إلا أن يكون شاملاً للجميع ويراعي الاختلافات الطبيعية بين الجنسين والفئات العمرية.
وحول دور النساء العربيات على المستوى الإقليمي أوضحت الشيخة بدور القاسمي، أن نسبة خريجات الجامعات الحكومية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بدولة الإمارات بلغت 56%، بينما ارتفعت نسبة النساء في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالمملكة العربية السعودية من 7% إلى 28% منذ عام 2018 متجاوزة متوسط الزيادة في دول الاتحاد الأوروبي ومجموعة العشرين التي وصلت إلى 17.5%.
وأشارت إلى أن كلية الهندسة في «الجامعة الأمريكية في الشارقة» شهدت زيادة ملحوظة في نسبة التحاق الفتيات حيث بلغت 36% من الطلاب الجامعيين الجدد، فيما بلغت نسبة الفتيات من طلاب الدراسات العليا 47% لفصل الربيع في الجامعة في حين تشكل النساء أكثر من نصف القوى العاملة في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار بما في ذلك الأقسام التقنية والهندسية والمختبرات.
وأكدت الشيخة بدور القاسمي، أنه رغم هذه النجاحات تتلقى الشركات الناشئة التي تقودها النساء في الشرق الأوسط 2% فقط من نسبة تمويل أصحاب رؤوس الأموال، كما أن 38% فقط من النساء اللواتي درسن علوم الكمبيوتر يعملن في هذا المجال مقارنة بنسبة 53% من الرجال.
ودعت الشيخة بدور القاسمي الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا إلى إزالة الحواجز التي تحول دون تعزيز مشاركة المرأة في هذا القطاع من خلال النظر في احتياجاتها على مستوى صنع القرار لأن الفرص تحقق الشمول والتنوع فقط عندما يكون الوصول إليها متاحاً للجنسين.
وطالبت رئيسة الجامعة الأمريكية في الشارقة بتوفير أماكن عمل وثقافة مؤسسية تعزز التنوع والشمول، وتنفيذ برامج إرشاد للنساء والسماح بالعمل المرن وضمان المساواة في الأجور وفرص التقدم ودعت إلى تسهيل وصول المرأة إلى قيادة شركات التكنولوجيا، حيث إن استبعادهن المستمر «يرسخ التحيّزات بين الجنسين ويحد من وجهات النظر المتنوعة في صنع القرار».
وأضافت لدى النساء احتياجات فريدة ويواجهن تحديات محددة مثل التوازن بين مسؤوليات العمل والأسرة والتعامل مع الحمل والأمومة ولا يمكننا أن نتوقع منهن تحقيق الأداء والنمو في حياتهن المهنية ضمن بيئات عمل لم تأخذ احتياجاتهن بعين الاعتبار وأعتقد أنه من خلال تعزيز ودعم التقدّم الوظيفي للمرأة في قطاع التكنولوجيا، يمكننا زيادة حضورها في الأدوار القيادية والاستفادة من أفكارها في وضع حلول مبتكرة لتحديات الصناعة.
وكانت الشيخة بدور القاسمي قد انتخبت رئيسة للاتحاد الدولي للناشرين في الفترة الواقعة بين 2021 إلى عام 2022، لتكون أول عربية وثاني امرأة تترأس أكبر منظمة غير ربحية للنشر في العالم عبر تاريخها الممتد على مدار 126 عاماً.
وفي سياق مساعيها نحو تمكين المرأة في قطاع النشر أطلقت الشيخة بدور القاسمي مبادرة «ببلش هير» (PublisHer) في عام 2019 انطلاقاً من وعيها بأهمية التنوع وتكافؤ الفرص لتعزيز مرونة القطاع والارتقاء بكفاءة المرأة، وفي عام 2021 أصدرت المبادرة «دليل التنوع والشمول في صناعة النشر» والذي يضم إرشادات تنظيمية لمساعدة الشركات العاملة في هذا القطاع على التقدّم في تطبيق سياسات تستجيب لحاجات المرأة وطموحاتها.
المصدر:جريدة الخليج الاماراتية