أوصى أطباء بالحصول على لقاح ضد مرض الحزام الناري لمن تجاوز الـ50 عاماً، مؤكدين أن اتخاذ التدابير الوقائية، والوعي بخصائص المرض وأعراضه يقللان من تأثيره ويعززان النتائج الصحية الأفضل، وكشفت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن إدراج تطعيم الحزام الناري إلى «البرنامج الوطني للتحصين» لمن تجاوز الـ50عاماً.
وأكدت الدكتورة مريم السويدي استشارية الأمراض الجلدية أن الحزام الناري يعد من الأمراض المعدية التي تنتشر من خلال الاتصال المباشر مع الطفح الجلدي أو عن طريق استنشاق جزيئات الفيروس التي تختلط في الهواء، وذلك عند التنفس بالقرب من شخص مصاب بالحزام الناري، موضحة استهدافه بشكل مباشر كبار السن وذوي المناعة المنخفضة، حيث تظهر الإصابة بصورة مبدئية في مناطق الصدر والعنق، وتمتد إلى أي أجزاء أخرى من الجسم، ويحتاج المصاب إلى مدة تتراوح من 3 ـ 6 أسابيع للتعافي.
وأوضحت الدكتورة منى عبدالغفار أخصائية الأمراض الجلدية والليزر والتجميل ماهية المرض باعتباره مرضاً يسببه فيروس جدري الماء وهو نفس الفيروس المسؤول عن الإصابة بجدري الماء، وتتمثل أعراضه بظهور طفح جلدي يؤثر على الأعصاب، ويرافقه ألم شديد، ويظهر في جهة واحدة من الجسم على شكل حزام أو طوق من الطفح الجلدي، على خلاف جدري الماء الذي ينتج عنه ظهور طفح جلدي يسبب الحكة، ويظهر في جزء معين ثم ينتشر إلى باقي الجسم.
وأشارت إلى أن واحداً من كل 3 بالغين يصاب بالمرض. ويمكن أن يتطور عند أي شخص أصيب بفيروس جدري الماء أو تلقى لقاح جدري الماء.
وتحدثت عن بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة مثل: التقدم في العمر حيث وجد أن ما يقارب 50 % من حالات الإصابة تظهر عند كبار السن فوق 60 عاماً كما يمكن أن ينتج عن بعض الحالات المرضية، كالإصابة بالسرطان، أو الإيدز، أو الخضوع لعمليات زراعة الأعضاء أو نخاع العظم، إضافة إلى استخدام الأدوية المثبطة للمناعة أو العلاج بالكيماوي ومرضى السكري، علاوة على التعرض لضغط نفسي أو جسدي شديد، أو التعرض لإصابة جسدية خطيرة.
وذكرت أن الإصابة بالحزام الناري لا تحدث مباشرة نتيجة انتقاله من شخص مصاب، لكنه يصيب الأشخاص الذين لم يصابوا بجدري الماء، أو لم يحصلوا على لقاح الجديري المائي نتيجة حصول تلامس مباشر مع الحبوب النشطة على جسم شخص مصاب بالحزام الناري، تؤدي إلى إصابتهم.
وتتمثل أعراض الحزام الناري بحسب أخصائية الأمراض الجلدية بمضاعفات خطيرة، أبرزها: ألم عصبي شديد من الممكن أن يستمر سنوات طويلة بعد اختفاء الطفح والبثور بسبب قيام الأعصاب المتضررة بإرسال إشارات خاطئة ومبالغ فيها بالألم إلى الدماغ، كما يمكن أن تسبب الإصابة بالحزام الناري بالتهاب في الأعصاب المتأثرة بالفيروس كالأعصاب المغذية للأذن أو العين مما يسبب ضرراً بالغاً بهما مشاكل في البصر علاوة على الإصابة بالتهابات مؤلمة في العين، أو قرح بقرنية العين وهذا يؤدي إلى إلحاق الضرر بها، كما تسبب بثور الحزام إن لم يتم علاجها إلى تمزق الجلد وعدم شفائه لوقت طويل. ونصحت بسرعة التوجه لطبيب الجلدية المختص فور الشعور بالألم وظهور أي طفح جلدي.
ولا يصنف المرض برأي الدكتورة إيمان عبدالقادر أخصائية الطب الباطني بأنه مهدد للحياة أو خطير، لكنها ترى أنه قد يترك آثاراً بعد شفاء الإصابة الجلدية، مشيرة إلى أن أعراضه العامة تظهر على الجلد ويكون الطفح على شكل حويصلات صغيرة متقاربة، فيها حكة ومملوءة بسائل أصفر، تبقى لعدة أيام قبل أن تجف وتكون القشرة البنية علامة التشافي.
المصدر: جريدة البيان الاماراتية