للمرة الأولى منذ حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتى بدأت فى السابع من أكتوبر، أصدر مجلس الأمن الدولي قرارًا يطالب بوقف إطلاق النار في غزة بشكل فوري، وذلك بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت واستخدام حق الفيتو كما فعلت في المشاريع التي قُدمت على مدار شهور من الحرب.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أن إسرائيل لن تقبل مطالب حماس بوقف إطلاق النار بعد أن رفضت الحركة الاقتراح الأخير للهدنة.
ورفضت حماس الاقتراح الأخير لوقف إطلاق النار، في بيان اتهمت فيه إسرائيل بتجاهل مطالبها الأساسية، والتي تشمل إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من غزة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن إسرائيل لن تستسلم لمطالب حماس “الوهمية” وستواصل العمل على تدمير القدرات العسكرية، فضلا عن السعي لإطلاق سراح الرهائن المتبقين.
من جانبه صرح وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس لراديو الجيش الإسرائيلي أن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي وافق عليه والذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة شجع حماس على رفض الصفقة المقترحة، منتقدا الولايات المتحدة، الحليف الأكبر لإسرائيل، لعدم استخدامها حق النقض ضد القرار بسبب عدم إدانة حماس وهجومها في السابع من أكتوبر.
وقُتل أكثر من 32 ألف شخص في القطاع المحاصر، وأصيب أكثر من 74 ألفا آخرين، وفق وزارة الصحة في غزة، التى أعلنت أن النساء والأطفال يشكلون ثلثي القتلى.
مفكر العرب علي محمد الشرفاء الحمادي قد طالب منذ ايام قليلة بعقد مؤتمر عالمي تحت رعاية بريكس وزعماء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ودول أمريكا اللاتينية والدول الأعضاء في الجامعة العربية للنظر في اتخاذ إجراءات لإعادة هيكلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتنفيذ القرار 242.
واشار المفكر علي الشرفاء إلى قرار مجلس الأمن رقم 242 الذي يطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حرب يونيو 1967، متسائلاً عن سبب عدم إلزام إسرائيل بتطبيق هذا القرار واحترام الشرعية الدولية، منتقدا استمرار التحدي الإسرائيلي للشرعية الدولية.
وطالب الشرفاء، الدول العربية إلى الانسحاب من الأمم المتحدة ومجلس الأمن حتى يتم إعادة هيكلتها بما يحقق مصلحة السلام الدولي وحماية حقوق الشعوب.
كريم درويش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، قال إن قرار مجلس الأمن بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة بشهر رمضان يأتي استجابة للجهود العربية وخاصة المصرية التي بُذلت على كافة المستويات سواء متعددة الأطراف وفي مقدمتها قمة القاهرة للسلام، والثنائية التي قادها الرئيس عبدالفتاح السيسي في لقاءاته مع زعماء العالم، فضلا عن الجهود العربية المبذولة في الأمم المتحدة مع القوى الدولية المعنية بما فيها الأمريكية للوصول لقرار يستجيب لمطالب وقف إطلاق النار في القطاع.
وأشار درويش إلى أن ذلك القرار يتفق مع الرأى العام الشعبي الأمريكي الذي خرج في مظاهرات متعددة ضد الإدارة الأمريكية التي استخدمت الفيتو مرارا لعدم صدور قرار بوقف فوري لإطلاق النار، حتى باتت الإدارة الأمريكية معزولة عن العالم بمساندتها للعدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
واضاف رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب أن هذا القرار يتطلب استمرار الضغط الشعبي العالمي والرسمي من الدول العربية وفي مقدمتها مصر لتنفيذه وتحويله لوقف دائم بعد شهر رمضان، وكذلك لفضح الممارسات الإسرائيلية في كل المحافل الدولية لاستمرار الزخم الدولي إزاء الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
فى سياق متصل أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، على أهمية قرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، والذي يأتي نتاجا لجهود مصر الدؤوبة في حشد الرأي العام الدولي والإقليمي نحو وقف إطلاق النار، والذي لن تتواني فيه لحظة عن الانتصار للقضية الفلسطينية والسعي لإنهاء معاناة المواطن الفلسطيني مما يتعرض له من عدوان غاشم متكامل الأركان يعمد فيه إلى جرائم الإبادة الجماعية وإنهاء كل مقومات الحياة الرئيسية مع قصف المستشفيات ومقرات الأنروا.
وقال أبو الفتوح أن العبرة بتنفيذ القرار والتزام إسرائيل بتطبيقه خاصة وأن هناك قرارات أممية سابقة صدرت منذ اشتعال الأحداث عقب 7 أكتوبر الماضي ولم تنفذ من قبل الاحتلال.
وأضاف أن قرار مجلس الأمن يؤدي إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار، كما يطالب بالإطلاق الفوري وغير المشروط لجميع الرهائن، فضلاً عن ضمان وصول المساعدات الإنسانية لتلبية حاجاتهم الطبية وغيرها من الحاجات الإنسانية، وهو ما يعد اتساقا مع ركائز الدعوة المصرية لإنهاء نزيف الدم الفلسطيني، مؤكدا أن القرار 2728 ينتصر للأبعاد الإنسانية في محاولة لإنقاذ مئات الآلاف من الفلسطينيين، لاسيما في ظل التدهور الخطير والكارثي للوضع الإنساني في غزة، فضلا أنه كان المطلب الأكثر إلحاحًا من الجانب المصري والعربي والذي تأخر كثيرا حتى خرج للنور ليكون خطوة في الاتجاه الصحيح لوقف العدوان بشكل كامل ومستدام.
وطالب عضو مجلس الشيوخ بسرعة امتثال قوات الاحتلال لتطبيق القرار الذي جاء في توقيت مهم تعالت فيه تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ خططه بالهجوم البري على مدينة رفح، التى تعد الملاذ الأخير لأكثر من 1.5 مليون نازح فلسطيني، معتبرًا أن صدور هذا القرار بعد أكثر من 15 شهرا من العمليات العسكرية الإسرائيلية التي ألحقت أضراراً بالغة بالمدنيين في قطاع غزة وخسارة أكثر من 32 ألف شهيد وأكثر من 72 ألف جريح معظمهم من النساء والأطفال، بمثابة نقطة تحول في موقف الولايات المتحدة وخطوة مهمة نحو الوصول لإعادة الاستقرار في غزة، ووضع حد لسقوط الضحايا من المدنيين الفلسطينيين، وإتاحة الفرصة لدخول المساعدات الإنسانية.
وطالب أبوالفتوح مجلس الأمن بضمان تنفيذ هذا القرار، لإنهاء الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وإغاثة الشعب الفلسطيني بنفاذ المساعدات الإنسانية بشكل فوري إلى كامل قطاع غزة، ومن خلال جميع المعابر، لوقف المجاعة الحالية.