قال الدكتور سعد الزنط مدير مركز الدراسات الاستراتيجية أن العراق مر بفترتين عصيبتين في تاريخه الحديث أديتا بالفعل إلي تدمير كل قدراته ” القدرة الشاملة “، لافتا إلى أنه من المثير للدهشة أنهما كانتا خلال حكم الرئيس الأسبق صدام حسين، حيث كانت الاولي حرباً طويلة ومكلفة ومرهقة مع الجمهورية الاسلامية الوليدة في إيران ؛ والثانية كانت بسبب المغامرة غير المحسوبة بغزو الكويت والتي خلفت وراءها خسارات ماحقة عسكرياً واقتصادياً وسياسياً .
أضاف الزنط فى تصريح خاص ل ” رسالة السلام ” أنه اذا كانت الاولى قد جمعت العرب بصور مختلفة فأصطف خلف العراق داعماً بلا حدود في حربه مع ” الفرس” فإن الثانية قد أجهزت على هذا الاصطفاف بل أحدثت صدعاً عربياً غير مسبوق ربما الا في عامي ١٩٧٨ و١٩٧٩ عقب زيارة الرئيس السادات للقدس ثم كامب ديفيد وتوقيع معاهدة السلام في مارس ٧٩ ، من هنا كانت البداية لترهل الدولة العراقية خاصة مع خطيئة غزو الشقيقة الكويت والآثار الكارثية التي نجمت عنها والتي انتهى بها المآل إلى احتلال القوات الأمريكية في مارس ٢٠٠٣ العاصمة العراقية ونهب ثرواتها وآثارها وتدمير كل ملامح الهوية الوطنية العراقية العظيمة ؛ وتمزيق النسيج الوطني والاجتماعي العبقري بل واذابه وقد ظل لقرون في غاية التماسك والقوة والتميز . وأوضح الزنط أن صدام حسين فقد حكمته في لحظة غاية في التعقيد استثمرها الامريكان لقلب العرب عليه وبكل وجع امسى العراق عدوا للعرب ونسي الجميع ان هناك ثأراً للفرس ليس مع الخوميني والملالي بل ثأر اعمق بكثير منذ ان هدم العرب المسلمون امبراطوريتهم في عهد عمر بن الخطاب، وبلا شكً فإن بعض العرب وضعتهم الظروف الاقليمية والدولية امام الخيارات الصعبة التي دفعتهم للتخلي عن العراق وتركته فريسة سهلة للفرس بل انهم قد اسهموا في تقديمه بخذلان واضح ومقصود على طبق من ذهب لايران . ولفت الزنط إلى أن امريكا لم تتخل للحظة واحدة عن مفاتيح الدولة العراقية حتي بعد أن فككتها ونهبتها ومزقت جغرافيتها وضيعت ملامح هويتها العروبية .