مع انزلاق السودان إلى أتون القتال الأسبوع الماضي ومحاصرة المدنيين في أحياء مدنهم ونقص المياه والغذاء والرعاية الصحية، ظهرت جهود مجتمعية ومواقع إلكترونية وتطبيقات لحشد المساعدة الطبية وتوفير الإمدادات الأساسية. وتحولت إحدى هذه المجموعات إلى تقديم نوع من الخدمات الصحية الشعبية. واستخدم أفراد في أماكن أخرى التكنولوجيا لتوفير مخزونات محلية من الغذاء والمياه العذبة والأدوية للأحياء المحتاجة. وقالت عزة سوركتي، وهي عضو في لجان مقاومة المعمورة التي ساعدت في تنظيم الإغاثة في حي المعمورة بالعاصمة خلال فترة وباء «كوفيد» والفيضانات «بمجرد بدء الحرب، في نفس المساء اجتمعنا لبدء بحث كيفية التطوع». وحشدت لجان مقاومة المعمورة فريقاً من الجراحين والمسعفين الآخرين، وأعادت فتح مركز صحي محلي للحالات الطارئة، وأنشأت خطاً ساخناً للحالات الأقل إلحاحاً. وقالت عزة إن المركز عالج 25 حالة على الأقل منذ بدء القتال. وأضافت «الأطباء يساعدوننا في علاج كثير من الحالات، بمن فيهم المصابون بطلقات نارية. لكن الأمر يصبح صعباً عندما يعاني المريض نزيفاً شديداً، وهو ما يحتاج إلى مستشفى»، موضحة أن مصابين فارقا الحياة بسبب نقص الإمدادات الكافية. ومن منزله، قام مطور مواقع «الإنترنت» فريد عادل (30 عاماً) بتحويل موقعه الإلكتروني الشخصي إلى منصة يمكن للناس من خلالها إما طلب المساعدة أو تقديمها بناء على موقعهم. وقال عادل «كان فيه عدد من الحوجات (الاحتياجات) بيتم مشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفيه ناس تانيين بيكون عندهم حاجات متوفرة برضه بيعلنوا عنها بيقولوا متوفر عندهم كذا، مويا (مياه)، كهربا وكذا. فأنا جاءتني فكرة يعني أنه ممكن الحالات دي كلها تتجمع في مكان واحد». وساعد موقعه في الغالب أناساً في الخرطوم، حيث اندلع الكثير من أشرس المعارك. وقال عادل «أغلب الحوجات بتكون إما طبية بسبب إنه فيه نقص في المستشفيات، في الكادر الطبي، الناس ما قادرة تتحرك ع المستشفيات».
* متطوعون في مكان آخر بالخرطوم، أنشأ الطبيب مكرم وليد (25 عاماً) مجتمعاً على تطبيق «واتساب» يضم 1200 فرد من مناطق مختلفة في الخرطوم لتبادل المعلومات حول توفر المواد الأساسية. وقال وليد «كلما وقعت عيناي على منطقة معينة، أجد الناس يتواصلون بالفعل وتمكنا من توفير الدواء والطعام للبعض». وأضاف أن المطلب الأساسي لمعظم الأفراد يتمثل في توفير مياه الشرب، مشيراً إلى وجود طلبات أخرى تتعلق بتوفير الأدوية خاصة لمرضى السكري وضغط الدم. وتابع قائلاً «ليس لدينا أموال أو مساعدات مالية. نحاول فقط تسهيل التواصل بين الأفراد». وزاد الطلب على الخدمات الطبية مع إغلاق معظم مستشفيات الخرطوم التي لا يزال القليل منها مفتوحاً، لكنه لا يقدم سوى خدمات محدودة. وتحول تطبيق (دكتور بيز)، وهو تطبيق صحي يديره أحمد مجتبى وكان يضم في السابق 30 طبيباً، من مساعدة السودانيين على التعامل مع المشكلات القائمة المرتبطة بالفقر إلى مساعدة المتضررين من العنف. وقال مجتبى الذي يعيش في كندا، إن عشرات الأطباء من أنحاء متفرقة من العالم سجلوا أسماءهم منذ اندلاع القتال في 15 أبريل، متطوعين لتقديم المشورة للسودانيين الذين هم بحاجة ماسة إلى مساعدة طبية باستخدام التطبيق. وقال مجتبى «لسوء الحظ، رصدنا في اليومين الماضيين بضع حالات عاجلة. لم يكن من الممكن علاجها من خلال الرعاية الصحية عن بُعد وإنما احتاجت في الواقع للذهاب إلى المستشفى».
المصدر: جريدة الاتحاد الاماراتية