يمثل جامع الحاكم بأمر الله نقطة البداية لواحد من أجمل شوارع القاهرة، وهو شارع المعز لدين الله الفاطمي، فعند الدخول من باب الفتوح وهو أحد أبواب القاهرة العتيقة يجد الزائر جامع الحاكم بأمر الله القائم منذ ما يزيد على 1000 عام بهيبته وجمال معماره على يسار الطريق كبداية مبهرة لرحلته وكان يعرف أولاً (بجامع الخطبة) ويعرف اليوم
(بجامع الحاكم) ويقال له (الجامع الأنور).
وجامع الحاكم بأمر الله هو ثاني أكبر مساحة في جوامع القاهرة القديمة بعد جامع أحمد بن طولون، والتخطيط الرئيس له يتكون من صحن مكشوف تحيط به من جهاته الأربع أروقة مسقوفة، وتضفي العرائس الحجرية المحيطة بجوانبه حال روحانية فريدة عندما تتخللها أشعة الشمس وتعكس روعة الفلسفة المعمارية التي يمثلها البناء.
وينسب المسجد إلى الخليفة الفاطمي الثالث الحاكم بأمر الله وهو من أتم بناءه، أما بانيه الأول فهو والده العزيز بالله ابن المعز لدين الله الذي ولد بالمغرب وبقي فيه حتى شبابه الباكر ليشارك أباه بعد ذلك في مسؤوليات الحكم، إذ كان هناك هدف لمد النفوذ الفاطمي إلى الجزيرة العربية وبلاد الشام حتى تحل الدولة الفاطمية محل الدولة العباسية التي أصابها الضعف، ويذكر أن المصريين رحبوا بقدوم المعز لدين الله لمصر حين أملوا في أن يكون تغيير الحكم وسيلة لتحسين أوضاعهم التي ساءت في نهاية زمن العباسيين، خصوصاً أن الفاطميين عهدوا بتأمينهم وتحسين أوضاعهم وحمايتهم.
أن من التجليات المميزة لعمارة مسجد الحاكم بأمر الله هو مدخله البارز، فهو أول مسجد في القاهرة يكون مدخله بارزاً عن واجهته، وكانت هذه الظاهرة ليس لها نظير سوي في جامع المهدية بتونس الذي يرجع بناؤه لأوائل القرن الرابع الهجري، ثم وجدت بعد ذلك في جامع الظاهر بيبرس البندقداري، وتنتهي واجهة مسجد الحاكم بأمر الله ببرجين يتكون كل منهما من مكعبين يعلو أحدهما الآخر، وقد نقش على المئذنتين زخارف هندسية في غاية الدقة زينت بكتابات بالخط الكوفي المزهر.
وكان جامع الحاكم بأمر الله يقع خارج أسوار القاهرة بداية إنشائه، وفي عهد الخليفة المستنصر تم تجديد سور القاهرة الشمالي لتوسعة مساحة القاهرة وأدخل الجامع داخل الأسوار، وقد شهد عام 702 للهجرة زلزالاً شديداً أدى لتصدع بعض جدران المسجد ليرممها الأمير
“ركن الدين بيبرس الجاشنكير”، وتم تجديد الجامع في زمن “الناصر حسن بن محمد بن قلاوون”.
وفي عام 1222هـ جدده نقيب الأشراف “عمر مكرم” ليشهد ترميمات وإصلاحات متتالية في عصور مختلفة كان آخرها ترميم شهده المسجد ليتم إعادة افتتاحه أخيراً ويشهد إقامة الصلوات ومن بينها تراويح رمضان بعد انقطاع لسنوات.
وقد تعرض الجامع للإهمال ولحوادث عدة كان لها تأثير كبير على حاله،
فإبان الحملة الفرنسية على مصر اتخذ جنودها جامع الحاكم بأمر الله مقراً لهم حيث رابطوا فيه واستخدموا مئذنتيه العاليتين كأبراج لمراقبة القاهرة،
ومن بعدها حوله بعض الشوام إلى مكان لصناعة الزجاج ونسج الحرير،
ثم قامت مصر باستخدامه كمتحف إسلامي هو الأول من نوعه وأطلق عليه اسم “دار الآثار العربية”، إذ جمعت الآثار والتحف الإسلامية من المباني الأثرية الإسلامية المختلفة للحفاظ عليها من السرقة ومن تجار الآثار الأوروبيين الذين كانوا منتشرين بمصر وقتها حتى تم بناء متحف الفن الإسلامي الواقع بمنطقة باب الخلق ويعتبر أكبر متحف إسلامي في العالم.
وقد تحول الجامع لاحقاً إلى مدرسة السلحدار الابتدائية، لينتهي به الحال إلى مخازن لتجار المنطقة المحيطة، وبقي الجامع على هذا الوضع حتى قامت لجنة حفظ الآثار العربية ببعض الإصلاحات في بعض أجزائه، لكن لم تكن تقام فيه الشعائر.
وفي عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات جاءت طائفة البهرة من الهند لإحياء العمارة الفاطمية وترميم آثارها في مصر، وتقدمت بطلب إلى الحكومة المصرية لترميم الجامع بجهودها الذاتية فكان ذلك، ودعي الرئيس السادات إلى افتتاحه وعادت الصلوات تقام فيه بعد انقطاع طويل .
يمثل جامع الحاكم بأمر الله نقطة البداية لواحد من أجمل شوارع القاهرة، وهو شارع المعز لدين الله الفاطمي، فعند الدخول من باب الفتوح وهو أحد أبواب القاهرة العتيقة يجد الزائر جامع الحاكم بأمر الله القائم منذ ما يزيد على 1000 عام بهيبته وجمال معماره على يسار الطريق كبداية مبهرة لرحلته وكان يعرف أولاً (بجامع الخطبة) ويعرف اليوم
(بجامع الحاكم) ويقال له (الجامع الأنور).
وجامع الحاكم بأمر الله هو ثاني أكبر مساحة في جوامع القاهرة القديمة بعد جامع أحمد بن طولون، والتخطيط الرئيس له يتكون من صحن مكشوف تحيط به من جهاته الأربع أروقة مسقوفة، وتضفي العرائس الحجرية المحيطة بجوانبه حال روحانية فريدة عندما تتخللها أشعة الشمس وتعكس روعة الفلسفة المعمارية التي يمثلها البناء.
وينسب المسجد إلى الخليفة الفاطمي الثالث الحاكم بأمر الله وهو من أتم بناءه، أما بانيه الأول فهو والده العزيز بالله ابن المعز لدين الله الذي ولد بالمغرب وبقي فيه حتى شبابه الباكر ليشارك أباه بعد ذلك في مسؤوليات الحكم، إذ كان هناك هدف لمد النفوذ الفاطمي إلى الجزيرة العربية وبلاد الشام حتى تحل الدولة الفاطمية محل الدولة العباسية التي أصابها الضعف، ويذكر أن المصريين رحبوا بقدوم المعز لدين الله لمصر حين أملوا في أن يكون تغيير الحكم وسيلة لتحسين أوضاعهم التي ساءت في نهاية زمن العباسيين، خصوصاً أن الفاطميين عهدوا بتأمينهم وتحسين أوضاعهم وحمايتهم.
أن من التجليات المميزة لعمارة مسجد الحاكم بأمر الله هو مدخله البارز، فهو أول مسجد في القاهرة يكون مدخله بارزاً عن واجهته، وكانت هذه الظاهرة ليس لها نظير سوي في جامع المهدية بتونس الذي يرجع بناؤه لأوائل القرن الرابع الهجري، ثم وجدت بعد ذلك في جامع الظاهر بيبرس البندقداري، وتنتهي واجهة مسجد الحاكم بأمر الله ببرجين يتكون كل منهما من مكعبين يعلو أحدهما الآخر، وقد نقش على المئذنتين زخارف هندسية في غاية الدقة زينت بكتابات بالخط الكوفي المزهر.
وكان جامع الحاكم بأمر الله يقع خارج أسوار القاهرة بداية إنشائه، وفي عهد الخليفة المستنصر تم تجديد سور القاهرة الشمالي لتوسعة مساحة القاهرة وأدخل الجامع داخل الأسوار، وقد شهد عام 702 للهجرة زلزالاً شديداً أدى لتصدع بعض جدران المسجد ليرممها الأمير
“ركن الدين بيبرس الجاشنكير”، وتم تجديد الجامع في زمن “الناصر حسن بن محمد بن قلاوون”.
وفي عام 1222هـ جدده نقيب الأشراف “عمر مكرم” ليشهد ترميمات وإصلاحات متتالية في عصور مختلفة كان آخرها ترميم شهده المسجد ليتم إعادة افتتاحه أخيراً ويشهد إقامة الصلوات ومن بينها تراويح رمضان بعد انقطاع لسنوات.
وقد تعرض الجامع للإهمال ولحوادث عدة كان لها تأثير كبير على حاله،
فإبان الحملة الفرنسية على مصر اتخذ جنودها جامع الحاكم بأمر الله مقراً لهم حيث رابطوا فيه واستخدموا مئذنتيه العاليتين كأبراج لمراقبة القاهرة،
ومن بعدها حوله بعض الشوام إلى مكان لصناعة الزجاج ونسج الحرير،
ثم قامت مصر باستخدامه كمتحف إسلامي هو الأول من نوعه وأطلق عليه اسم “دار الآثار العربية”، إذ جمعت الآثار والتحف الإسلامية من المباني الأثرية الإسلامية المختلفة للحفاظ عليها من السرقة ومن تجار الآثار الأوروبيين الذين كانوا منتشرين بمصر وقتها حتى تم بناء متحف الفن الإسلامي الواقع بمنطقة باب الخلق ويعتبر أكبر متحف إسلامي في العالم.
وقد تحول الجامع لاحقاً إلى مدرسة السلحدار الابتدائية، لينتهي به الحال إلى مخازن لتجار المنطقة المحيطة، وبقي الجامع على هذا الوضع حتى قامت لجنة حفظ الآثار العربية ببعض الإصلاحات في بعض أجزائه، لكن لم تكن تقام فيه الشعائر.
وفي عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات جاءت طائفة البهرة من الهند لإحياء العمارة الفاطمية وترميم آثارها في مصر، وتقدمت بطلب إلى الحكومة المصرية لترميم الجامع بجهودها الذاتية فكان ذلك، ودعي الرئيس السادات إلى افتتاحه وعادت الصلوات تقام فيه بعد انقطاع طويل .