قالت وكالة أسوشيتدبرس إن ترشح نيكى هالى فى السباق الجمهورى نحو البيت الأبيض يظهر التوازن الحساس الذى يجب أن تتبناه النساء فى السياسة الأمريكية.
وذكرت الوكالة أن نيكى فى إعلان ترشحها أشارت إلى الطبيعة التاريخية للخطوة التى أقدمت عليها، حيث قالت فى فيديو لإعلان سعيها لأن تصبح أول مرأة تصل لمنصب الرئاسة الأمريكية، إنها لا تتعاطى مع المتنمرين، وأنه عندما ترد الركل، فإن الأمر يؤلم أكثر لو كنت ترتدى الكعب العالى، فى إشارة إلى كونها أنثى.
وتوضح الوكالة أن هالى لديها العديد من الإنجازات، فقد أصبحت أول امرأة يتم انتخابها حاكمة لولاية كارولينا الجنوبية، ومثلت الولايات المتحدة فى الأمم المتحدة. إلا ان المقدمة التى طرحتها فى إعلان ترشحها سلطت الضوء على التوازن الحساس الذى عادة ما تسلكه النساء، خاصة المحافظات، وهن يطمحن للمنصب الأعلى فى السياسة الأمريكية.
فيجب عليهن إظهار القوة لإثبات أن بإمكانهن منافسة خصومهن بقوة، وهم دائما رجال، على الوظيفة التى لم يشغلها سوى الرجال. لكن هناك أيضا شيئا من الخط غير المرئى الذى لا يمكن تجاوزه خوفا من أن ينظر إليها على أنها صارمة للغاية وتنفر الناخبين.
وتقول كيلى ديتمار، مدير البحث والعالمة فى مركز النساء والسياسة الأمريكية فى جامعة روتجيرز، إننا رأينا مستويات عليا من النساء الجمهوريات اللاتى يترشحن ويفزن فى الانتخابات الأخيرة. لكن ما رأيناه أيضا هو أن هؤلاء النساء يعملن بقوة من أجل مواجهة هذا الرابط المزدوج، كأن تقول أن قوية لكننى أيضا أنثى. وإننى أيضا أحقق توقعاتى الأنثوية.
وتقول أسوشيتدبرس إن الانحياز الجنسى فى السياسة لا يقتصر على حزب واحد، حيث عادة ما تتعرض النساء فى الحياة العامة لضغوط لتبدو أنها محبوبة بطرق ليست متوقعة من الرجال. وخلال السباق التمهيدى الديمقراطى عام 2008، ضغط مذيع على هيلارى كلينتون فى قضية “حيازة الإعجاب”، فيما يتعلق بمنافسها باراك أوباما. فقالت هيلارى: لا أعتقد اننى بهذا السوء، ليرد أوباما قائلا: أنى تحظين بالإعجاب بما يكفى هيلارى.
ولاحقا، سعت نساء ديمقراطيات بارزات لإظهار القوة فى حملاتهن. لكن الأمر يختلف فى الحزب الجمهورى، بحسب ما تقول ديتمار. حيث يتبنى الناخبون آراء تقليدية عن الأدوار النمطية للجنسين، وهو ما يمكن أن يحفز النساء الجمهوريات الساعيات لمناصب عليا لإظهار قوتهن وأنوثتهن أيضا.
وأشارت إلى أن حاكمة ولاية ألاسكا السابقة سارة بالين أعلنت ترشحها لمنصب نائب الرئيس فى انتخابات 2008 بمزحة تقارن أمهات الهوكى بكلب بأحمر شفاه.
وتعد هالى واحدة من خمس نساء جمهوريات دشن حملات انتخابية بارزة للرئاسة هذا القرن، مقابل 12 ديمقراطية ترشحن، بينهن 6 فى 2020. وتشمل النساء الإثنى عشر كلينتون التى كانت مرشحة الحزب فى 2016، وكامالا هاريس التى اصبحت أول سيدة تفوز بمنصب نائب الرئيس.
وتواجه النساء عقبات أخرى لا يتعرض لها الرجال، من بينها الإساءات الإلكترونية التى تستهدف النساء خاصة الملونات.
وتظل المنافسة الرئيسية لهالى حتى الآن مع الرئيس دونالد ترامب، الذى لديه سجل طويل فى إهانة خصومه، واستهداف النساء بهجمات تحمل تلميحات جنسية، بما فى ذلك انتقاد مظهرهم.
واتهمت حملة كلينتون ترامب خلال انتخابات عام 2016 بمقاطعتها مرارًا خلال إحدى المناظرات ، قائلة إنها تشبه تجربة محبطة للعديد من النساء مع الرجال.
وأشارت السناتور الديموقراطية إليزابيث وارين ، وهي الأخيرة من بين ست نساء خرجن من الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب لعام 2020 ، إلى التمييز على أساس الجنس كأحد الأسباب، مشيرة إلى أن المرشحَين المتبقيين كانوا من الرجال البيض. وقال ترامب إن مشكلتها كانت في الواقع “نقص في الموهبة” ووصفها بأنها لئيمة وغير محبوبة.
نقلا عن : اليوم السابع