يأتى جامع محمد على، على طراز المساجد العثمانية، ويقع إلى جوار قلعة صلاح الدين في القاهرة، وبدأ بناؤه
عام (1830م/ 1246ه) على أنقاض قصر الأبلق، وتبلغ مساحته 5 آلاف متر مربع، واستمر العمل في بناء الجامع بلا انقطاع منذ عام 1830م حتى وفاة محمد علي باشا عام (1849م) ودفن جثمانه في المقبرة التي أعدها لنفسه داخل الجامع.
ويسمى مسجد محمد علي “جامع المرمر”، وهو أحد أنواع الرخام النادر الذي كُسي به، ويكتسب هذا الجامع شهرة عريضة بين المصريين، إذ يخلط البعض بينه وبين قلعة صلاح الدين الأيوبي لشهرة المسجد بها.
يأتي تصميم الجامع على مساحة مستطيلة وتنقسم إلى قسم شرقي مخصص للصلاة، وقسم غربي وهو الصحن وتتوسطه “فسقية” للوضوء، ولهما بابان: أحدهما جنوبي والآخر شمالي، ويتسم بتفاصيل معمارية وفنية جميلة.
وتعتبر مئذنتاه الشاهقتان أعلى مئذنتين في مصر قديما، ويصل ارتفاعهما إلى 84 مترًا، ومع إضافة ارتفاع القلعة المشيد عليها الجامع يصل ارتفاع المئذنتين إلى نحو 164 مترًا، ويضم 365 مشكاة (مصباح متدل) بعدد أيام السنة.
وتقع المقصورة التي دفن بها جثمان محمد على باشا في الركن الجنوبي الغربي للجامع، وهي مقصورة نحاسية مذهبة، تجمع بين الزخارف المصرية والعربية والتركية، وتتوسطها تركيبة رخامية بها قبر محمد علي باشا.
ويوجد بصحن الجامع برج نحاسي، يضم ساعة أهداها ملك فرنسا لويس فيليب إلى محمد علي عام 1845م، وهي الهدية التي ردها محمد علي إلى ملك فرنسا بإهدائه مسلة رمسيس الثاني وتزين ميدان الكونكورد بباريس.
ويشتهر الجامع بقبابه المرتفعة كأكبر القباب في العمارة الإسلامية بمصر، ويأتي طرازه العثماني على غرار مسجد آيا صوفيا بإسطنبول، ومنبره كان يعتقد أنه الأعلى في العالم .
وتشير الروايات التاريخية إلى أن حاكم مصر عباس باشا الأول بدأ أعمال النقش ببوابات الجامع وأعمال الرخام، فيما زوّد الخديو إسماعيل باشا المسجد بأبواب جديدة بشماعات نحاسية ومصحفين مذهبين.
وتمهيدًا لزيارة السلطان العثماني عبدالعزيز الأول إلى مصر في النصف الثاني من القرن الـ19، أعد الخديو إسماعيل مقصورة بجوار المنبر كي يصلي فيها، كما أنشأ سورا يحيط بالمسجد وله دورة مياه خاصة.