أكد الكاتب موفق شيخ إبراهيم في مقاله البحثي ” شرح باب جلاء الافهام في معني رب الانام واضربوهن” ، ما يتفق مع رؤية المفكر العربى على محمد الشرفاء الحمادى، حيث يرى الكاتب موفق ابراهيم أن فعل الضرب، مشتركٌ لفظيٌّ لمعانٍ عدَّة وضرب الضرب: إيقاع شيء على شيء، ولتصور اختلاف الضرب خولف بين تفاسيرها، كضرب الشيء باليد، والعصا، والسيف ونحوها، قـــال: ﴿فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان﴾ الأنفال/12 ﴿فضرب الرقاب﴾ محمد/4 ﴿فقلنا اضربوه ببعضها﴾ البقرة/73 ﴿أن اضرب بعصاك الحجر﴾ الأعراف/160 ﴿فراغ عليهم ضربا باليمين﴾ الصافات/93 ﴿يضربون وجوههم﴾ محمد/27، وضرب الأرض بالمطر، وضرب الدراهم، اعتباراً بضرب المطرقة، وقيل له: الطبع، اعتباراً بتأثير السِمَة فيه، وبذلك شبه السجيِّة، وقيل لها: الضريبة والطبيعة. والضرب في الأرض: الذهاب فيها وضربها بالأرجل. قال تعالى: ﴿وإذا ضربتم في الأرض﴾ النساء/101 ﴿وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض﴾ آل عمران/156، وقال: ﴿لا يستطيعون ضربًا في الأرض﴾ البقرة/273، ومنه: ﴿فاضرب لهم طريقا في البحر﴾ طه/77، وضرب الفحل الناقة تشبيهاً بالضرب بالمطرقة، كقولك: طرقها، تشبيها بالطرق بالمطرقة، وضرب الخيمة بضرب أوتادها بالمطرقة، وتشبيهاً بالخيمة قال: ﴿ضربت عليهم الذلة﴾ آل عمران/112، أي: التحفتهم الذلَّة التحاف الخيمة بمن ضربت عليه، وعلى هذا: ﴿وضربت عليهم المسكنة﴾ آل عمران/112، ومنه استعير: ﴿فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا﴾ الكهف/11، وقولـه : ﴿فضرب بينهم بسور﴾ الحديد/13، وضرب العود، والناي، والبوق يكون بالأنفاس، وضرب اللبن بعضه على بعض بالخلط، وضرب المثل هو من ضرب الدراهم، وهو ذكر شيء أثره يظهر في غيره. قال تعالى: ﴿ضرب الله مثلا﴾ الزمر/29 ﴿واضرب لهم مثلا﴾ [الكهف/32 ﴿ضرب لكم مثلا من أنفسكم﴾ الروم/28 ﴿ولقد ضربنا للناس﴾ الروم/58 ﴿ولما ضرب ابن مريم مثلا﴾ الزخرف/57 ﴿ما ضربوه لك إلا جدلا﴾ الزخرف/58 ﴿واضرب لهم مثل الحياة الدنيا﴾ الكهف/45 ﴿أفنضرب عنكم الذكر صفحا﴾ الزخرف/5.
وأضاف ان وأضربوهن!!! معنى رائع كنت أبحث عنه للرد على الذين يصورون للناس أن الإسلام يأمر أتباعه بضرب نساؤهم … فكان المعنى مختلف تماماً عما فسروا وفسره بعض المسلمين … وأليكم المعنى الحقيقي والمنطقي. ما هو المقصود بكلمة: “واضربوهن” في القرآن الكريم؟؟ سوف تندهش من الاجابة لا يمكن أن يُتصوَّر أن يأمر الله بالضرب لشريكة الحياة بمعنى: الجلد . وهذا المفسِّر يتعقب كلمة (ضرب) في القرآن ليأتي بمعنى جديد فيقول: كنتُ على يقين أن ضرب النساء المذكور في القرآن لا يمكن أن يعني ضرب بالمعنى والمفهوم العامّي، لأنّ ديناً بهذه الرِّفعة والرُّقي والعظمة (الدين الإسلامي) والذي لا يسمح بإيذاء قطة، لا يمكن أن يسمح بضرب وإيذاء وإهانة الأم والأخت والزوجة والابنة. يتابع المفسِّر كلامه ويقول: المعنى الرائع لكلمة (فاضربوهن) في القرآن ويفسّرها ولكن ليس كما يفسرها الآخرون … ماذا تقول الآية؟!!
{وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً} النساء٣٤.
“من خلال المعرفة البسيطة في اللغة العربية وتطوّرها وتفسيرها فإن العقوبة للمرأة الناشز أي المخالفة نراه في هذه الآية عقوبة تواترية تصاعدية:
بالبداية تكون بالوعظ والكلام الحسن والنصح والإرشاد”.
فإن لم يستجبن: فيكون الهجر في المضاجع أي في أسرّة النوم وهي طريقة العلاج الثانية ولها دلالتها النفسية والتربوية على المرأة والهجر هنا في داخل الغرفة.
أما (واضربوهن) فهي ليست بالمدلول الفعلي للضرب باليد أو العصا لأن الضرب هنا هو المباعدة أو ولما كانت معاني ألفاظ القرآن تُستخلص من القرآن نفسه، فقد تتبعنا معاني كلمة (ضرب) في المصحف وفي صحيح لغة العرب، نجد أنها تعني في غالبها المفارقة والمباعدة والانفصال والتجاهل .. خلافاً للمعنى المتداول الآن لكلمة (ضرب). فمثلا الضرب بإستعمال عصا يستخدم له لفظ (جلد) والضرب على الوجه يستخدم له لفظ (لطم) والضرب على القفا (صفع) والضرب بقبضة اليد (وكز) والضرب بالقدم (ركل). وفي المعاجم وكتب اللغة والنحو لو تابعنا كلمة ضرب لنرى مثلاً في قول: (ضرب الدهر بين القوم) أي فرّق وباعد بينهم. و(ضرب عليه الحصار) أي عزله عن محيطه. و(ضرب عنقه) أي (فصلها عن جسده). فالضرب إذن يفيد المباعدة والانفصال والتجاهل.
وهنالك آيات كثيرة في القرآن تتابع نفس المعنى للضرب أي المباعدة: {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لَّا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى} طه ٧٧ أي أفرق لهم بين الماء طريقاً. {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} الشعراء ٦٣ أي باعد بين جانبي الماء. {لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ} البقرة٢٧٣ أي مباعدة وسفر وهجرة إلى أرض الله الواسعة. {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ} المزمل٢٠ أي يسافرون ويبتعدون عن ديارهم طلباً للرزق. {فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ} الحديد ١٣أي فصل بينهم بسور. ويُقال في الأمثال (ضرب به عُرض الحائط) أي (أهمله وأعرض عنه). وذلك المعنى الأخير هو المقصود في الآية… أما الآية التي تحض على ضرب الزوجة {فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ} : فالآية تحض على الوعظ ثم الهجر في المضجع والإعتزال في الفراش، أي لا يجمع بين الزوجين فراش واحد ، وإن لم يُجْدِ ذلك ولم ينفع فهنا (الضرب) بمعنى المباعدة والهجران والتجاهل، وهو أمر يأخذ به العقلاء من المسلمين، وأعتقد أنه سلاح للزوج والزوجة معاً في تقويم النفس والأسرة والتخلص من بعض العادات الضارة التي تهدد كيان الأسرة التي هي الأساس المتين لبناء المجتمع الإسلامي والإنساني، ولدينا كلمات نمارسها أيضا مثل ( أضرب عن الطعام ) أى ( إمتنع عنه وتركه ) (والإضرابات فى الجامعات أو المعامل) مثلا فكل معناها هي ( ترك العمل أو الدراسة أو إهمالهما ).