حينما قرر العالم إنشاء هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن استبشرت البشرية كلها بأن السلام والخلافات الدولية أصبح لها آليات لمنع الخلافات وإقرار السلام ومنع الحروب وعقاب الطغاة..
ولكن بكل أسف آمال الشعوب أصبحت «فنكوش».. فقامت دولة إسرائيل برعاية دولية من أمريكا وبريطانيا على جثث ودمار وخراب الشعب الفلسطينى ومازالت القضية أمام الأمم المتحدة منذ أكثر من ٥٥ عاما.. وقس على ذلك كل المشاكل العالمية فلم تنجح الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أن يحل معظم المشاكل والخلافات الدولية وخاصة بعد سيطرة الولايات المتحدة على شئون الأمم المتحدة فى كل أعمالها.
وانظروا الآن إلى الحرب الروسية الأوكرانية وهى تقترب من عامها الأول والتى دمرت اقتصاديات معظم دول العالم تحت لواء فشل الأمم المتحدة..
ولننظر إلى الحرب الحوثية فى اليمن التى حولت الشعب اليمنى إلى بقايا بشرية وتشوهات جسدية ونظرة إلى افغانستان التى احتلتها القوات الأمريكية لسنوات وتركتها دماراً فى دمار حتى أننا نسمع الآن حكومة أفغانستان وهى تمنع المرأة من دخول المدارس أو تولى الوظائف..
أما مصيبة المصيبات التى تقع تحت أعين البشرية كلها وللأسف لا أحد يحس بخطورتها هى ثورة الشعب الإيرانى على حكامه ومنذ ٥ أشهر والشعب الإيرانى فى الشوارع يعلن ثورته على حكامه ويحرق صورهم وصور قادة الحرس الثورى ويناضل الشعب الإيرانى من أجل حريته وتقود المرأة الإيرانية معظم المظاهرات احتجاجا على قهر الشعب وإدخال الدمار والحزن بيوت الإيرانيين بقتل ابنائهم وتطبيق عقوبة الإعدام على أى مخالف أو معارض وتتم محاكمات الإعدام فى ساعات أو أيام قليلة لتنفذ العقوبات..
وبل امتدت احكام الإعدام على بعض جنسيات من دول أخرى بتهمة التجسس والبعض الآخر من ذوى الجنسيات المزدوجة.. فماذا فعلت الأمم المتحدة، أصوات تعلو فى بعض الدول تطالب بفرض عقوبات اقتصادية على إيران.
وكان أضخم هذه الأصوات تجمع أكثر من ثلاثة آلاف شاب وشابة من الإيرانيين أمام البرلمان الأوروبى احتجاجا على وصول الضحايا فى إيران لأكثر من ٥٠٠ مواطن.. مأساة إنسانية أمام البشرية. وتتفرج عليها الأمم المتحدة بكل لذة.
نقلا عن أخبار اليوم.