واجهت الحكومة الإسرائيلية دعوات لوقف إطلاق النار في غزة من بعض أقرب حلفائها الأوروبيين، ومن محتجين في الداخل، أمس، بعد سلسلة من عمليات إطلاق النار، بما في ذلك ثلاثة أسرى إسرائيليين لوحوا بعلم أبيض، ما زاد من المخاوف المتزايدة بشأن سلوك الجيش الإسرائيلي في الحرب المستمرة، منذ عشرة أسابيع في غزة.
حث المتظاهرون الحكومة على استئناف المفاوضات بشأن الأسرى مع حركة «حماس»، وقد تواجه إسرائيل أيضاً ضغوطًا لتقليص العمليات القتالية الكبرى، عندما يزور وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تل أبيب هذا الأسبوع، حيث أعربت واشنطن عن استيائها المتزايد من سقوط ضحايا من المدنيين حتى أثناء تقديم الدعم العسكري والدبلوماسي الحيوي.
وفي إسرائيل، دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، أمس، إلى «هدنة فورية» تهدف إلى الإفراج عن المزيد من الرهائن، وإدخال كميات أكبر من المساعدات إلى غزة، والتحرك نحو «بداية حل سياسي».
ودعا وزيرا خارجية المملكة المتحدة وألمانيا إلى وقف «مستدام» لإطلاق النار، قائلين «لقد قُتل عدد كبير جداً من المدنيين»، وكتب وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في صحيفة صنداي تايمز البريطانية: «لن تفوز إسرائيل بهذه الحرب إذا دمرت عملياتها احتمالات التعايش السلمي مع الفلسطينيين».
مواصلة القتال
رغم ذلك، قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو: إن إسرائيل «ستواصل القتال حتى النهاية»، بهدف القضاء على «حماس». وتعهد بإعادة ما يقدر بنحو 129 رهينة ما زالوا في الأسر. ومن المرجح أن يؤدي الغضب من قتل الرهائن عن طريق الخطأ إلى زيادة الضغوط عليه، لتجديد المفاوضات مع «حماس» بشأن مبادلة المزيد من الأسرى المتبقين بالأسرى الفلسطينيين في إسرائيل.
وقالت «حماس»: إنه لن يتم الإفراج عن المزيد من الأسرى حتى انتهاء الحرب، وإنها ستطالب في المقابل بالإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين، مستخدمة تعبير «تبييض السجون».
ودعا البابا فرنسيس، أمس، إلى السلام، قائلاً: إن «المدنيين العزل يتعرضون للقصف وإطلاق النار، وقد حدث هذا حتى داخل مجمع أبرشية العائلة المقدسة، حيث لا يوجد إرهابيون، بل عائلات وأطفال ومرضى من ذوي الإعاقة وراهبات».
حمام دم
وفي جنيف، أكدت منظمة الصحة العالمية أمس، أن قسم الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة استحال «حمام دم»، وبات يحتاج إلى «إعادة تأهيل»، بعد تعرضه لأضرار بالغة جراء القصف الإسرائيلي.
وأوضحت المنظمة أن فريقاً منها، ومن وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة، تمكّن السبت من إيصال مواد طبية إلى مجمع الشفاء الواقع في غرب مدينة غزة (شمال)، وهو أكبر مستشفيات القطاع، قبل تدمير جزء كبير منه من قبل إسرائيل.
وأشارت في بيان إلى أن «عشرات الآلاف من النازحين» لجأوا إلى هذا المجمع، الذي يفتقر إلى المياه والغذاء، وأضافت: إن «الفريق (الذي زار المجمع) وصف خدمات الطوارئ بأنها (حمام دم)، مع وجود مئات المرضى المصابين داخله، ووصول مرضى جدد في كل دقيقة».
وتعرضت البنية التحتية الصحية بأكملها في القطاع لأضرار بالغة جراء القصف والعمليات البرية، التي نفذها الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر.
ومنذ ذلك الحين، يقصف الجيش الإسرائيلي القطاع بلا هوادة، مما أسفر عن مقتل 18800 شخص، 75 في المئة منهم من الأطفال، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.
أكبر نفق
وقال الجيش الإسرائيلي، أمس، إنه عثر خلال هجومه على «أكبر نفق» حفرته حماس تحت قطاع غزة، وينتهي على بعد مئات من الأمتار فقط عن معبر بيت حانون «إيريز» في مشارف القطاع.
وقال تقرير: إن عرض النفق وارتفاعه يسمحان بمرور المركبات الصغيرة، وأشارت القوات الإسرائيلية في بيان إلى أن «هذه الشبكة الضخمة من الأنفاق المتشعبة إلى عدة فروع تمتد على مسافة تزيد على أربعة كيلو مترات، ولا تبعد سوى 400 متر عن معبر إيريز».
المصدر: جريدة البيان الاماراتية