يتميز معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام بوجود آلاف الكتب التي تحمل عديد الأفكار في شتى المجالات؛ لكن اللافت وسط هذا الزحام أنّ مؤلفي الكتب أصبحوا أكثر من القرَّاء الذين يتناقص عددهم في مصر والعالم العربي بصورة تدعو للخوف والقلق على المستقبل.
وسط هذا الزحام، لفت نظري بعض العناوين الجذابة لمجموعة كتب في الفكر الديني، صادرة عن «دار النخبة للنشر»، منها على سبيل المثال «الدولة الإسلامية بين الحق والباطل» و«القرآن شِرعةً ومنهاجًا» للمؤلف الإماراتي علي محمد الحمادي.
الكتاب الأول يركز على قضية في غاية الأهمية تدور حول جوهر الرسائل الإلهية التي أرسلها الله إلى البشر عبر الرسل والأنبياء منذ (نوح عليه السلام حتى خاتم النبيين محمد عليه السلام)، يخاطب الله الناس برسالاته لإعداد الإنسان بالأخلاق القرآنية وصفات المؤمنين في المنهاج الإلهي ليكون فردًا صالحًا في المجتمع الذي يعيش فيه، ويرى المؤلف أنّ صلاح أي مجتمع يكمن في تحقيق العيش الكريم لأفراده، وأنّ استقرار الأوطان يبدأ من مشاريع التنمية والتعمير للارتقاء بمستوى الحياة الكريمة للإنسان.
ويحذّر المؤلف من التوظيف الخاطئ والخادع للشعارات الإسلامية لخدمة أهداف وطموحات سياسية زائفة، فكانت نتيجتها سفك دماء الأبرياء وتشريد الناس من أوطانهم، وتمزيق المجتمعات.
ويؤكد الحمادي أنّ ظهور التنظيمات الهدامة التي تتستر خلف شعارات إسلامية، الإسلام منها بريء.
ويري أنّ الدمار والتمزق الذي عاشته بعض البلدان العربية كان نتيجة للسلوك المنحرف لبعض المنظمات والطوائف والفرق والأحزاب التي ترفع شعار الإسلام؛ أمثال ما يُسمى بالدولة الإسلامية (داعش)، وما يقوم به منتسبوها من نشر الخوف والفزع في المجتمعات الإنسانية، بتفجير أعضائها في الآمنين، ثم تليها القاعدة والإخوان والتكفيريون وغيرهم من أتباع الشيطان الذين يستمتعون بقتل الأطفال واستنباحة حق الحياة للنساء.
ثم يتساءل الحمادي: هل ما يقوم به أولئك الضالون هي مبادئ الإسلام التي تدعو للرحمة والعدل والحرية والسلام والإحسان؟.
أما الكتاب الثاني للمؤلف نفسه «القرآن شِرعةً ومنهاجًا» فيركز على كيفية حماية المجتمعات العربية والإسلامية من خطر تفشي الفكر المنحرف بين الأجيال الجديدة، عبر اجتثاث الفكر التكفيري من المناهج التعليمية في الدروس الدينية، ومن الجامعات والمعاهد التي تدرّس الروايات المنسوبة زورًا وبهتانًا للرسول الكريم عليه السلام، كما يتضمن الكتاب أفكارًا لحماية المجتمعات الإسلامية من خطر وتوغل الفكر المضلل بين عموم الناس، مؤكدًا أن رسول الإسلام (عليه الصلاة والسلام) بعثه الله إلى الناس ليرشدهم إلى طريق الحق باتباع شِرعة الله ومنهاجه في القرآن الكريم؛ ليحقق للناس حياة طيبة في ظل السلام والرحمة والعدل والإحسان دون استثناء.