اتفق خالد فؤاد رئيس حزب الشعب الديمقراطي، مع رؤية الكاتب والمفكر العربي علي محمد الشرفاء في مقاله “المفسدون في الأرض: “داعش وأخواتها” ، موضحا أن ما حدث فى سوريا سيدعم عودة الإسلام السياسى وسيطرته، وسيكون له تأثير واضح فى دعم تيارات الإرهاب المتأسلم وتحفيزها على العمل حتى فى الساحات التى انسحبت منها، وهذا الأمر ينكشف بوضوح من خلال تصريحات الجولانى بأن الانتخابات فى سوريا تحتاج إلى أربع سنوات، وهو ما يثبت رغبة هذه التيارات فى الهيمنة على الحكم فى سوريا، مؤكدا أن تجربة حكم محلي محمية بالسلاح بدعم من بعض الدول للاستيلاء على المدن السورية يمثل خطرا كبيرا على مستقبل الشعب السوري.
وأشار خالد فؤاد رئيس حزب الشعب الديمقراطي إلى أن تنظيم داعش تم إضعافه خلال الفترة الماضية، ولكن تم إعادة إحياءه في بعض الدول العربية بأوامر إسرائيلية وضخ الدماء فى عروقه، لعودة جولات الإرهاب من جديد في المنطقة العربية، نظرا لأن له دورا كبيرا للغاية فى مشروع تقسيم الشرق الأوسط الجديد، حيث بعد أن يؤدي دوره المطلوب يختفى، ولكنه موجود وتحت أمر القيادة الأمريكية فى أى لحظة.
وأضاف رئيس حزب الشعب الديمقراطي أن الجماعات الإرهابية لعبت أدوارا عديدة لخدمة الغرب الذى استخدمها كأداة لتنفيذ مخططه، ومنها تحطيم نظام صدام حسين فى العراق، وفى ليبيا تحطيم نظام القذافى، ودورها فى نظام الأسد، لذلك الأوضاع فى سوريا لن تستقر وهى فى سبيلها إلى التقسيم، وبالفعل تقسمت حاليا جزء أمريكى وإسرائيلي، وجزء إخواني أعيد لإحياءه بعدما هُزم فى مصر.
وأشار فؤاد إلى أن تنظيم داعش سيطر في عام 2014 على مناطق واسعة في العراق وسوريا، وأعلن قيام ما يسميه الخلافة وأثار رعبا في المنطقة والعالم، وفي عام 2017، أعلن العراق دحر التنظيم بمساندة من تحالف دولي بقيادة واشنطن،ثم اندحر التنظيم المتطرف في سوريا في عام 2019 أمام المقاتلين الأكراد بقيادة قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن، مضيفا أن أكثر من 10 الاف عنصر من داعش في السجون وهؤلاء بمثابة جيش متكامل جاهز وعلاوة على ذلك، هناك ما يقرب من 60 ألف من عائلات وأقارب عناصر التنظيم يتواجدون في مخيمات النازحين في سوريا كمخيم الهول وغيره، موضحا أن الغرب لم يفقد علاقته بهذه التنظيمات على أى مستوى، متسائلا هل وقعت حادثة إرهابية فى بريطانيا؟ بالطبع لا، لأن بريطانيا احتضنت هذه الجماعات، وبعدها سلمت نفوذها لأمريكا، وأصبحت أمريكا هى التى تسيطر على هذه الجماعات والتنظيمات المسلحة، ولديها أجهزة استخبارات ضخمة مسؤولة عن هذا الملف .
ويرى فؤاد أن تنظيم داعش الإرهابي يسعى إلى استغلال العدوان الإسرائيلى على غزة لتحقيق حلم الخلافة العابرة للحدود فى سوريا والعراق ووسط آسيا وجنوبها وإفريقيا من شرقها إلى غربها، حيث تتنامى أنشطة التنظيم على أكثر من جبهة، ويستغل تركيز الدعم الأمريكى والأوروبى للجيش الإسرائيلى لشن هجمات إرهابية تربك العالم، وتعيد هيبة التنظيم بعد انحساره أعواما.
ولفت رئيس حزب الشعب الديمقراطي الى أن داعش يركز فى نشاطه الإرهابى، خاصة فى سوريا، على المناطق المهمشة أمنيا، ما يمثل بيئة خصبة للتنظيم للسيطرة، مثل مناطق البادية السورية التى تشمل محافظات دير الزور، والرقة، وحلب، وحماة، وحمص، وريف دمشق، والسويداء، كما أن استمرار الدعم القوى الذى تقدمه واشنطن لإسرائيل فى حربها يؤدى إلى تقليل جهودها لمكافحة الإرهاب، واستمرار الفجوات الأمنية.