أكدت الدكتورة ساميه خضر، أستاذ علم الإجتماع بجامعة عين شمس، في تصريحات خاصة ل رسالة السلام ، على رؤية الكاتب والمفكر العربى على محمد الشرفاء فى كتابه ” الطلاق يهدد أمن المجتمع ” قائلة : أن ظاهرة الطلاق المستوحشة داخل المجتمعات العربية والبيانات المزعجة عن ارقام الطلاق تنتج أطفال الشوارع وتؤثر بالسلب على النظام الأسرى مما يقوم بدوره فى تفكك النظام الأسرى والمجتمعي وانتشار الجرائم المتكررة والعداء المستمر بين العائلات مع أن الزواج بنائه الأساسي على المودة والرحمة كما أمرنا الله في النص القرأني الكريم ، مشيرة الى بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن وقوع حالة طلاق كل دقيقتين و11 ثانية فى مصر ويعد هذا إشارة خطر على المجتمع
وتابعت : أن هذه البيانات جاء نتيجة العولمة الشديدة التى لم تكن مصر وبعض الدول العربية مستعدة لها، حيث أن الفضائيات تقدم كل ماهو سىء وأيضا السوشيال ميديا التى أثرت بالسلب، والبرامج النسائية التى تتحدث عن التجميل وكيفية تعامل المرأة مع الرجل بندية فضلا عن برامج الطبخ المستمرة .
ولفتت خضر النظر أن هناك دور إعلامى يؤثر على الانتاج الاعلامى، حيث أن الدولة كانت تتابع المادة الاعلامية باستمرار مثل انتاج مسلسل “ونيس”، و”ربيات البيوت”، “كلمتين وبس”، موضحة أنه كان هناك جبهة تدافع عن العادات والتقاليد المصرية وبرامج الاطفال لتعظيم الدور الأسرى والنواحى الدينية التى تتحدث عن الأسرة.
واوضحت استاذ علم الاجتماع الى أنه لابد من معالجة انتشار الطلاق من الناحية الاعلامية بهدوء من خلال اعادة ترتيب البرامج النسائية والتربوية وبرامج المرأة التعليمية، فضلا عن تفعيل مادة علم الاجتماع فى المدارس مرة أخرى ، قائلة :” بناء المصانع سهل ولكن بناء الانسان صعب”.
ونوهت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أنه طبقا لما موجود في المحاكم وذكره الخبراء قد تكون الأسباب المادية وراء وقوع حالات الطلاق لأسباب عدة، فقد يبخل الزوج على أسرته ولا ينفق عليها، حينها يكون طلب الطلاق مقنعاً، لأن من واجبات الزوج على زوجته وأبنائه الإنفاق عليهم وسد حاجاتهم المادية بالمعتدل، وقد يمر الزوج في ظروف مادية تتسبب في وقوع الطلاق، كأن يفقد عمله لسبب ما، وقد يدخل في مشروعات تجارية، فيخسر وتتراكم عليه الديون، فيقع حينها في مأزق مالي، ما تضطر معه الزوجة لطلب الطلاق.
واضافت الدكتورة سامية خضر، إن لغة الحوار والنقاش بين الزوجين اختفت، وحلت مكانها ثقافة فرض الرأي، فبالتالي لا توجد لغة حوار والذي ينشئ حالة من الصراع والخلاف، موضحة أن من أحد الأسباب أيضًا عدم رضا أي من الطرفين عن العلاقة الحميمة، والتي ترجع إلى عدم الاهتمام بمعرفة الاحتياجات سواء للزوج أو الزوجة، ولأننا في مجتمع شرقي، يتجنب دائمًا البوح ومواجهة تلك المشكلة والتطرق لها على العكس من أنها محور أساسي ومهم لاستكمال العلاقة الأسرية”.
وأشارت الدكتورة سامية خضر، إلي ضرورة عمل دورة للمقبلين على الزواج قبل عقد القران يجب أن يحضرها الشاب والفتاة يتم شرح فيها أهمية الحياة الزوجية وتماسك الأسرة وتأثير الطلاق على الأبناء وتفكك المجتمع، وتثقيفهم في طريقة حل الخلافات الزوجية وأن يكون هناك طبيب مختص في العلاقات الأسرية يتم اللجوء له في حالة المشكلات الكبيرة قبل قرار الطلاق، مستكملة أن الدور الثقافي مهم في نشر التوعية من خلال البرامج الدينية والمسلسلات الاجتماعية التي تحث على تماسك الأسرة.
والجدير بالذكر أنه كانت قد أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وقوع 1.9 مليون حالة طلاق في مصر خلال الـ 10 سنوات الماضية، حيث يشير تطور الحالات منذ عام 2010 وحتى 2019 إلى أن الحالات بلغت 154.4 ألف خلال عام 2010 مقابل 154.9 ألف حالة خلال عام 2011 بنسبة ارتفاع قدرها 0.3%، وسجلت 158.8 ألف حالة خلال عام 2012 بنسبة ارتفاع قدرها 2.5% عن عام 2011، وبلغت 167.4 ألف حالة خلال عام 2013 بنسب ارتفاع قدرها 5.4 % عن عام 2012.