عرضت دراسة بعنوان دور جامعة الدول العربية في حل القضايا العربية للباحث ” عماد عمر محمد عبد الكريم” تم مناقشتها بقسم العلوم السياسية بجامعة كلية الآداب والعلوم التابع لجامعة الشرق الأوسط حيث خلصت الدراسة الي ان الجامعة العربية ليست سوى انعكاس لأرادات الانظمة السياسية وحكامها، وليست انعكاسا لأرادات الشعوب بالمطلق حيث اشارت الدراسة الي ان من اسباب ضعف جامعة الدول العربية، هشاشة دور وجهود الأمين العام للجامعة في اتخاذ أي قرار عربي موحد، بالاضافة الى ضعف دور المنظمات العربية الخاصة التابعة لجامعة الدول العربية مع حالة من الضعف العربي العام السائدة بسبب جعل المصلحة القطرية أهم من القومية العربية، واصرار الدول الاعضاء على عدم تقديم أي من التنازلات عن بعض حقوقهم الوطنية للمصلحة العربية الشاملة والمتكاملة.
وهو ما يتفق مع رؤية المفكر العربي على محمد الشرفاء في كتابه ” ومضات على الطريق ” الذي أشار فيه الى ضرورة وضع أسس جديدة للعلاقات العربية، وإعادة النظر فى ميثاق الجامعة العربية ليكون معبرا عن مرحلة المستقبل للشعب العربي، يضمن له الأمن والسلام والاستقرار، ووحدة الصف والهدف، لحماية الأمن القومي للأمة العربية دون تمزقا، او تشرذما.
كما أشار الشرفاء الى ضرورة وقوف العرب صفا واحدا أمام اللصوص والثعالب والذئاب من أعداء الأمة العربية –بحسب وصفه- لإجبارهم على احترام العالم العربي، وعدم التفكير يوما بعدوان على أى قطر عربي، أو استلاب أي جزء من أراضيه.
في ذات الوقت الذي تناولت فيه الدراسة حلول حول وجوب ان تتحرك الدول العربية تحت منصة جامعة الدول العربية، باتجاهات ثنائية سواء بشكل مباشر أم غير مباشر في إشارة الي ضرورة قيام الدول العربية بدورها تجاه الجامعة، حيث يشير الدارس الى ان جامعة الدول العربية لا تملك صندوق مالي لتقديم المساعدات والدعم للدول العربية النامية او المنكوبة بعد تغير مساراتها السياسية وتدهور اقتصادها، بل ان معظم الدول الأعضاء في الجامعة العربية لا يقومون بدفع اشتراكاتهم المفروضة عليهم. تستخدم جامعة الدول العربية كأداة لتحقيق طموحات فردية، خاصة بدولة او توجه معين لعدة أطراف.
كما اشارت الدارس الي ان جامعة الدول العربية تفتقر الى آلية او قوى ملزمة في تطبيق قراراتها وتنفيذها من قبل الدول المعنية، مما يعتبر سبب اخر من فقدان الجامعة لهيبتها ولأهمية وجودها تعتبر جنسية الامين العام لجامعة الدول العربية وكذلك مقر الجامعة بالأضافة الى ميثاقها القديم، اشكاليات كبرى وفعلية في طبيعة وكيان جامعة الدول العربية .
واصبحت الشعوب العربية تواجه استعمار داخلي يتمثل في انظمة مستبدة طاغية، حتى فيما بعد الثورات العربية.
كما يشير الدارس الى ان العالم العربي أصبح أكثر انكشا ًفا و اشد عج ًزا بسبب الأطماع والتحديات الخارجية، وبدا هذا العجز بوضوح من خلال ابتزاز أميركي واضح واستهتار علني بالحقوق العربية.
وقد خلصت الدراسة الي
- يجب يبدئ العمل بشكل فعلي نحو التكامل الأمني والاندماج الاقتصادي بين الدول الأعضاء في الجامعة العربية، والذي لن يكتمل من دون توافر الإرادة السياسة.
- العمل علي تحديد مصادر التهديد للأمن القومي العربي والعمل على كيفية التصدي لها، خاصة في المستجدات على النظام الإقليمي العربي، التصدي للتحديات الخارجية والاطماع الدولية التي تعمل على ادارة الازمات العربية وليس حلها من اجل افشال العالم العربي وجعله غارق في صراعاته.
- الوقوف على حالة الشارع العربي الحقيقية والتماس اسباب معاناة الشعوب من صلب الواقع، من خلال ايجاد حلقة وصل لتكون شبكة تواصل بين جامعة الدول العربية والمجتمع العربي المدني ومؤسساته الحيوية.
- تعديل ميثاق جامعة الدول العربية بما يتوائم مع الأحداث التي استجدت على الساحة العربية وبما يتماشى مع المواثيق الدولية المعاصرة ومحاكاة التجارب الناجحة مثل الاتحاد الأوروبي.
- تحديد فترة زمنية موحدة لمنصب الامين العام لجامعة الدول العربية لا تتجاوز الاربع سنوات، وتوزيع هذا المنصب على جميع الدول الاعضاء بالتسلسل، بالإضافة الى العمل على تغير مقر جامعة الدول العربية لكي لا يقتصر على دولة واحدة ولا يحتكر لحساب اي دولة.
- العمل على إنشاء سوق عربية مشتركة لتنشيط حركة التجارة البينية العربية وتسهيل نقل رؤوس الأموال والافراد بسهولة من خلال الحدود، وانشاء بنك للتنمية العربية يساهم فيه كل الاعضاء الزاميا
وتاتي هذه التوصيات الستة كصورة لما صاغه المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي في كتابة ومضات علي الطريق العربي في مقاله المفتوح الي امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسي في اثناء توليه امانة الجامعة العربية