أكدت هناء حسن سدخان البدري الباحثة في كلية الآداب قسم علم اجتماع بجامعة القادسية فى العراق أن الطلاق مشكلة اجتماعية ونفسية و ظاهرة عامة تزداد انتشارا في مجتمعاتنا العربية في الازمنة الحديثة، والطلاق هو” ابغض الحلال ” لما يترتب عليه من اثار سلبية في تفكك الاسرة وازدياد العداوة والبغضاء والاثار السلبية على الأطفال، ومن ثم الأثار الإجتماعية والنفسية العديدة بدء من الاضطرابات النفسية الى السلوك المنحرف والجريمة وغير ذلك.
وأشارت الباحثة الى أن تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة وتكوين الأسرة قد نال اهتمام المفكرين منذ زمن بعيد ونجد فى كل الشرائع والقوانين فصولا واسعة لتنظيم هذه العلاقة وضمان وجودها واستمرارها.
ويهتم الدين ورجال الفكر وعلماء الإجتماع وعلماء النفس بهذه العلاقة، وكلٌ يحاول من جانبه أن يقدم ما يخدم نجاح هذه العلاقة، لان فى ذلك استمرار الحياة نفسها وسعادتها وتطورها.
واستعرضت الباحثة فى هذا البحث بابين، احتوى الباب الاول على الجانب النظرى، وضم مشكلة البحث ومجموعة من التساؤلات وأهمية البحث وأهدافه وكذلك تطرق الى مفهوم الطلاق من الناحية اللغوية والقانونية والنفسية، وكذلك ضم البحث نظرة الاسلام الى الطلاق، وتناول كذلك اسباب الطلاق المتمثلة بالأسباب الثقافية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجيا، وضم الاثار المترتبة على الطلاق والمتمثلة باثر الطلاق على الأطفال والمرأة، أما الباب الثانى فقد ضم الجانب الميدانى ومنهجية البحث ومجتمعة وعينته وكذلك مجالات البحث واستمارة الاستبيان والوسائل الاحصائية وعرض البيانات وتحليلها ووضعنا مجموعة من النتائج والتوصيات، والمصادر، واختيرت عينة البحث من النساء المطلقات والبالغ عددهن (125) امرأة .
وأوضحت أن الطلاق من أهم أسباب الوضعيات غير السوية في المجتمع، حيث هو سبب مباشر في هدم المجتمع وتشتت أوصاله، كما هو سبب في انتشار الجهل والجريمة.
وهذا ما يؤكده المفكر العربى على محمد الشرفاء فى كتابه الطلاق يهدد أمن المجتمع من منظور معاصر ينطلق من القرأن الكريم .
ويلقي الكتاب نظرات مفصلة على حقوق المرأة ثم على الأضرار الكارثية للطلاق، وعلى خطورة الطلاق الشفوي، قبل أن يقدم خاتمة تلخص ما ورد فيه، ليلحق بالكتاب عقدا نموذجيا من مواد قانونية تلزم كل الطرفين بواجباته تجاه الآخر، وتجاه مؤسسة الزواج.
والحق أن المجتمع يؤسس أول ما يؤسس على حياة زوجية سليمة تضمن استمرار الأسرة وترقي الأبناء في وسط يكفل لهم تربية حسنة.
هذه التربية الحسنة ستمكنهم من تجاوز عتبات وعقبات الحياة السريعة المفرطة في الإسراع أحيانا، لدرجة أن القيم التي بها ترقي الأمم وتشيد الحضارات قد أصبحت مهزوزة كي لا نقول انها شبه معدومة حتى صار البعض يقول إن أزمة العالم اليوم أزمة قيم وأن المثقفين يحابون الناس في ذلك و يتسترون وراء الحقيقة فيقولولون : العولمة.
ألم يقل الشاعر أحمد شوقي
وانما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
مجتمعاتنا معرضة للتفكك بسبب انتشار ظاهرة الطلاق!
الطلاق منذر بتشتت الأسر ومخيب لآمال المجتمع في تربية الأجيال، وكيف يمكن حصول تربية نموذجية لأبناء يفتحون عيونهم ليل نهار على المشاداة والخصام وعلى حرب لا تهدأ بين الكبار سيقلدونها لا محالة.
المفكر والمصلح الاجتماعي علي محمد الشرفاء الحمادي، وهو أحد فرسان القلم يمتشق القلم ليفتح عيون العالم على خطر الطلاق و التشتت الأسري،، ويذكر بأن التشريع الإلهي يهدف لبناء أسرة آمنة مستقرة ومطمئنة محصنة و محصنة من المكائد يتربى فيها الأبناء على القيم الإسلامية الفاضلة والنبيلة وتسعى لتحصيل العلم والمعرفة خلفا عن سلف حتى يحققوا للامة وللوطن ما نسعى اليه في بناء أوطاننا و أمتنا.
الكتاب يمثل وصفة او عقدا اجتماعيا جدير بالمربين وقطاعات الشؤون الاجتماعية وخطباء المساجد ورجال الإعلام أن ينطلقوا منه لمحاربة هذه الظاهرة.