نشرت الدورية العلمية المرموقة (Nature Neueoscience) هذا الأسبوع نتائج دراسة علمية هامة قد تلقى بطرف خيط هام ربما يؤدى إلى بداية التفكير فى أسلوب جديد مختلف لعلاج أمراض الذاكرة.
الدراسة تدور حول دور بالغ الأهمية يلعبه مركب بروتينى فى أنسجة المخ يعرف باسم (Arc Protein). يتعلق دور هذا البروتين بعملية ترجمته ما يتعلمه الإنسان إلى إدراك فى ذاكرته بعيدة المدى.
يشرح د. ستيف فينك بينر (Dr. Steve Fink Beiner) أهمية ذلك البروتين بأثره على ذاكرة فئران التجارب قائلا: «يعرف العلماء أن لذلك البروتين أثرا فى الذاكرة البعيدة إذ إن تجارب المعمل تشير إلى أن الفئران التى تفتقد عنصر ذلك البروتين فى أنسجة المخ تتعلم المهام التى تطلب منها لكنها تنساها تماما فى اليوم التالى».
تشرح الدراسة أن هناك جينات وراثية مسئولة عن إنتاج ذلك البروتين فى عمليات بيولوجية (on and off) أى أنها تتسبب فى إنتاجه وقت الحاجة إليه أثناء الفترة التى تتحول فيها المعلومات المكتسبة إلى ذاكرة تستقر فى وجدان الإنسان لتستقر إلى أمد طويل وتبقى مسجلة لحين استدعائها وقت الحاجة إليها.
الدراسة تربط بين غياب هذا البروتين وما يحدث فى ظاهرة معروفة يرتبط فيها الإعاقة العقلية بالتوحد أيضا فى حالات الألزهايمر التى تشير الأبحاث الحديثة حاليا إلى انحسار نسبة هذا البروتين فى خلايا المخ العصبية.
أمراض انحسار الذاكرة وفقدانها وإن كانت تلقى من العلم اهتماما دءوبا ومن العلماء اجتهادا عظيما إلا أنها ما زالت لغزا محيرا. وإن كانت النتائج المتتابعة للدراسات العلمية تشير إلى حقائق قد تكتمل بها صورة الحل قريبا.
يأمل فريق البحث بجامعة كاليفورنيا ــ أصحاب الدراسة ــ فى أن يستهدف فى مرحلة قادمة معلومات أكثر دقة عن هذا البروتين فى صحة الإنسان ومرضه الأمر الذى تبدو فيه المقارنة وسيلة لإلقاء الضوء على طبيعة عمله بصورة تسمح باستنتاج استراتيجيات علاج ووقاية جديدة لأمراض فقدان الذاكرة.
نقلاً عن بوابة الشروق