قال دكتور حسن ادريس الباحث والمتدبر السوداني أن مقال “لماذا تاه المسلمون؟” للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، تم تناول موضوع التشتت والانقسام الذي يعاني منه المسلمون اليوم، مع التركيز على الأحاديث والروايات المكذوبة التي أصبحت مرجعيات أساسية في بعض الأحيان، لافتا أنه كرجل علم متخصص في العلوم والتكنولوجيا، يرى أن هذه القضية تستحق نقاشاً مستمرا ومستفيضا، وعلي محمد الشرفاء مفكر يتصدى لتحديات الأمة الإسلامية بدعوة للعودة إلى الأصول.
وأشار الى انه من وجهة نظره، ينبغي أن يتم التعامل مع النصوص الدينية بطرق علمية دقيقة، حيث يمكن استخدام التكنولوجيا الحديثة للتحقق من صحة الأحاديث والروايات المنقولة، مؤكدا أن الاعتماد على القرآن الكريم كمرجع أساسي هو خطوة ضرورية، لكن يجب أن نكون حذرين في تفسير النصوص وتجنب القراءات السطحية التي قد تقود إلى المزيد من الانقسامات.
وأضاف ان الانقسامات الداخلية التي أشار إليها “الشرفاء” هي نتيجة طبيعية لتبني الروايات المكذوبة، وهذا يتطلب منا كأمة إسلامية أن نعزز مناهجنا التعليمية ونستخدم الأدوات الحديثة لنشر الفهم الصحيح للإسلام.
وتابع ” التكنولوجيا يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتحقيق هذا الهدف، من خلال توفير منصات تعليمية متقدمة تساهم في توحيد الفكر الإسلامي وتقديمه بصورة تتماشى مع متطلبات العصر”.
وفيما يتعلق بالروايات الشيعية التي تناولها الشرفاء، رأي ادريس أن التحليل العلمي لهذه الروايات يمكن أن يساعد في توضيح مدى صحتها وتأثيرها على المجتمع، إن استخدام منهجيات بحثية دقيقة يمكن أن يقلل من التشتت والانقسام، ويعزز من وحدة الأمة الإسلامية.
واكد ادريس إن العودة إلى القرآن الكريم كمرجع أساسي هو ما يؤمن به بشدة، لكن هذه العودة يجب أن تكون مدعومة باستخدام التقنيات الحديثة لتفسير النصوص القرآنية بطرق تتماشى مع الفهم العلمي والتكنولوجي المعاصر، ويجب أن نؤسس مراكز بحثية متخصصة في دراسة الأحاديث النبوية، تستخدم الأساليب العلمية للتحقق من صحتها وملاءمتها للعصر الحالي.
وأوضح ادريس أن آيات القرآن الكريم التي تتحدى الروايات الملفقة هي دليل قوي على أن الاعتماد على القرآن وحده كمرجع أساسي هو الطريق الصحيح، ويجب أن نستخدم التكنولوجيا لتوضيح هذه الحقائق ونشر الوعي بين المسلمين بأهمية العودة إلى الأصول.
وفيما يخص تبليغ الرسالة الإسلامية، يقول ادريس انه يجب علينا أن نعتمد على القرآن والسنة الصحيحة فقط، مع استخدام الوسائل الحديثة لضمان وصول الرسالة بوضوح ودقة، كما يجب أن يكون لدينا التزام قوي بتقديم الإسلام بصورته الحقيقية النقية، بعيداً عن التشويهات والتفسيرات المغلوطة.
في سياق الحديث عن أهمية العلم والتكنولوجيا في إعادة فهم النصوص الدينية، شدد ادريس على أن العصر الرقمي يوفر لنا فرصاً غير مسبوقة لتحليل ودراسة النصوص بطرق لم تكن متاحة من قبل، تقنيات الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، يمكن أن تسهم في تحليل الأحاديث والروايات بطريقة منهجية تضمن الدقة والتوثيق، مما يسهم في تنقية الموروث الديني من الشوائب والتفسيرات المغلوطة.
وأشار ادريس الى أن دور المؤسسات التعليمية والبحثية لا يقل أهمية في هذا السياق، ويجب أن تكون هناك مبادرات لدمج التكنولوجيا في مناهج الدراسات الإسلامية، بحيث يتعلم الطلاب كيفية استخدام الأدوات الحديثة في دراسة وتحليل النصوص، وهذا لا يقتصر على الجامعات فقط، بل يجب أن يمتد إلى كافة مستويات التعليم الديني، لضمان تنشأة جيل قادر على التفاعل مع النصوص بوعي وعلم.
من ناحية أخرى، أوضح ادريس انه يجب أن نتبنى رؤية شاملة للإسلام تأخذ بعين الاعتبار التنوع الثقافي والاجتماعي في المجتمعات الإسلامية، ويجب أن يكون هناك حوارا مفتوحا بين العلماء والمفكرين من مختلف المدارس والمذاهب، بهدف الوصول إلى فهم مشترك يساهم في تعزيز الوحدة والتماسك بين المسلمين، لافتا إلى أن التكنولوجيا يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتعزيز هذا الحوار، من خلال توفير منصات للنقاش وتبادل الأفكار بشكل حر وشفاف.
في الختام، أكد ادريس أن مستقبل الأمة الإسلامية يعتمد على قدرتنا على مراجعة مرجعياتنا الدينية والعلمية، والاعتماد على القرآن الكريم كمرجع أساسي، مع استخدام التكنولوجيا الحديثة لتحقيق الوحدة والتقدم، داعيا جميع المسلمين إلى تبني نهج علمي وتكنولوجي في فهم الدين الإسلامي وتطبيقه، لتحقيق الوحدة والتقدم المنشودين.