العالم ينتظر تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، لترقب الكثير من القرارات التي سوف يتخذها رجل الصفقات ، والتي تنعكس بشكل أو بآخر على منطقة الشرق الأوسط.
ملفات ساخنة تنتظر سيد البيت الأبيض، روسيا، الصين، والشرق الأوسط، أبرزها الملف الصيني، حيث تعد الصين الخصم التجارى الأهم للولايات المتحدة، وقوة اقتصادية هائلة، وبالتالي فهي مصدر تهديد مباشر للمصالح الاقتصادية الأمريكية.
وعن آخر مستجدات الأوضاع بشأن اتفاق وقف إطلاق النار ودخولها حيز التنفيذ وتسليم وتسلم الأسري من الجانب الإسرائيلي وأيضا الجانب الفلسطيني، وهل تأثرت العلاقة بين ترامب و بنيامين نتنياهو ؟ وغيرها من التساؤلات، قال الدكتور أحمد سلطان الباحث في الشأن الأقليمي والدولي ، لـ “رسالة السلام” بالنسبة للعلاقة بين ترامب و نتنياهو، أن العلاقة ما بين الولايات المتحدة وإسرائيل علاقة إستراتيجية، وشراكة إستراتيجية حقيقية، وبالتالي لا يمكن القول أنها ستتأثر بهذا الأمر، مشيرا إلى أنه كانت هناك ضغوط من ترامب ومن مبعوثه ستيف ويتكوف لأن ترامب لديه فكرة وتصور تصفير الصراعات في الوقت الحالي والتركيز على الولايات المتحدة ، ومن جانب أخر نتنياهو لم يكن يريد أن يوقف الحرب في غزة، لذلك ، قاد هذا الأمر الى التوتر بين ترامب ونتنياهو.
وتابع ” شدد ستيف ويتكوف على أن ترامب سيعقد صفقة، فيما يلوح ترامب بالتهديد حتى يرغم الجميع أن يستمروا في مسار الصفقة”.
وفيما يخص إطلاق وقف النار، أكد د. أحمد سلطان ، أن هناك شكوك في أن تستمر عملية وقف اطلاق النار في الوقت الحالي، لأن اليمين الإسرائيلي يرى أنه لابد من مواصلة الحرب ، كذلك، إذا لم تكن هناك ضغوط كافية سواء من الجانب الأمريكي أو من الوسطاء في مصر وقطر على الجانب الاسرائيلي فقد نعود للحرب.
وأضاف، لكن وفق المؤشرات الأولية فما زال الأمر أمامه بضعة أيام، وسيكون هناك مباحثات ومفاوضات من أجل إنتقال المرحلة الثانية ،وإذا تم الإنتقال للمرحلة الثانية فالأرجح أنه سيكون هناك وقف مستدام للأعمال القتالية .
وأشار الباحث في الشأن الأقليمي والدولي الى أن حماس مسيطرة بالفعل. وستظل مسيطرة، وأزمة البديل دائما هي ما تبقى، موضحا انه كان هناك إتفاق على لجنة المساندة المجتمعية لإدارة الشئون المدنية، لكن خلافات الفصائل الفلسطينية ستبقى مؤثرة في هذا الأمر، ولاشك أن تكلفة إعادة الإعمار كبيرة جدا وإذا لم يكن هناك دعم من خارج القطاع فلن يتم اعادة الاعمار، كما أن المعركة الحقيقية هي معركة إعادة الإعمار أو المعركة المستقبلية.
وفي سياق متصل ، قال الدكتور أحمد سلطان ، أن حماس لم تختفي من على الأرض طوال الفترة التي كانت فيها إسرائيل تدمر قطاع غزة. حتى أن تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أشارت الى أن حماس موجودة وتمارس الحكم في ظل العمليات العسكرية لأنه ببساطة ليس هناك بديل لحماس في قطاع غزة، ومن المعروف أن غزة كان العامل العشائري فيها والقبلي مؤثر للغاية، فحدث أن حماس قاومت هذه السلطة وظلت السلطة مركزية في يد الحكومة في قطاع غزة، وما حدث أن هذه الحكومة المقالة أو هذه السلطة ظلت تدير الأمور لسنوات طويلة من 2007، ومن ثم إكتشاف حماس واستبدالها ببديل آخر أمر يتطلب جهد ووقت ليس لدى إسرائيل، ومن جانب آخر، حماس هي جزء من الشعب .
وبشأن صفقة إيران، يرى الدكتور أحمد سلطان أن ترامب سيعقد صفقة مع إيران لكن وفق شروط خاصة، لأن ترامب أمامه اختيارات محدودة في التعامل مع إيران، إما أن يعود لسياسة الضغط الأقصى التي اتبعها في الفترة الأولى، أو أن يلجأ لعقد صفقة جديدة مع إيران، وببساطة شديدة مسألة الصفقة ستخضع لشروط وإلي ضغوط كثيرة جداً يريد ترامب منها أن يحصل على أكبر مكاسب ممكنة .
وأخيراً، بالنسبة للملف الصيني الأبرز من بين كل هذه الملفات، قال د. أحمد سلطان ،أن ترامب يركز بشكل أساسي على منافسة الصين. لأنه يرى أن الصين هي التهديد الأخطر للولايات المتحدة، وأنها يمكن أن تزيح أميركا عن سيادة العالم، لافتا الى أن عقيدة الأمن القومي التي اعتمدتها إدارة ترامب في الولاية الأولى كانت تعتبر أن الصين هي التهديد الأبرز، كما اعتبرت أيضا أن روسيا تهديد ثانوي لا يرقى الى درجة الصين، ولذلك، قبل أن يصل ترامب إلى البيت الأبيض كان هناك تصريحات من نوعية التهديد والتلويح للتصعيد مع الصين ومن بينها الإستيلاء على قناة بنما والسيطرة على جرين لاند، وهو ما يبرر التنافس الجيواستراتيجي مع الصين.
وتابع ” من المحتمل أن يرفع التعريفات الجمركية ،لكن في هذه الحالة سيعاني الشعب الأمريكي، ومع ذلك لا يمكن التنبؤ بمغامرات ترامب فيما يتعلق سواء بالتعريفة الجمركية مع الصين أو مع دول الإتحاد الأوروبي .