لا اعرف السبب وراء انتشار هذه الموجة الجديدة من وباء كورونا في الصين دون سائر بلدان العالم بعد ان كانت منظمة الصحة العالمية قد اعلنت منذ فترة ان هذا الوباء اللعين قد انتهي ولم يعد يشكل خطرا علي صحة وسلامة العالم.. وبعد ان تنفس العالم الصعداء ، كما يقولون ، وبعد انتهاء سيناريو الرعب والفزع الذي عاشه العالم معه ليل نهار لاكثر من عامين كاملين ، تفاجئ الصين العالم من جديد باخبار هذا الوباء القاتل وبما اقدمت علي تنفيذه من تدابير حمائية بالغة الشدة والصرامة لاحتوائه وتحجيم اخطاره وتقليل اعداد ضحاياه.. وهي التدابير التي اثارت استياء الصينيين منها واحتجاجاتهم الغاضبة ضدها لما تسببت فيه من تقييد تحركاتهم داخل بلادهم ومراقبتها ورصدها بصورة لم يسبق لها مثيل ومعاقبة مخالفيها باعنف العقوبات.. هذا فضلا عن تقييد السفر من والي الصين لاجل غير مسمي الي ان تزول الاسباب التي دعت الي هذا الحظر أو التقييد لحرية السفر والانتقال….او هذه هي الصورة كما تبدو لنا حتي الآن وكما تتناقلها وسائل الاعلام الدولي….
وهذا التطور الذي جاء ضد كافة التوقعات في بلد متشدد كالصين وهي التي لم نسمع عن مثل هذه الارقام عن إعداد الضحايا في ذروة اشتداد الوباء وحيث كانت الصين تهون دائما من اعداد ضحاياها ربما لتبرهن للعالم أنها لم تكن هي منشأ هذا الفيروس وانه لم تكن لمراكز بحوثها علاقة به ، وهو ما يدعونا للتساؤل : هل ما يحدث الآن هناك هو نتاج ظروف واسباب بيئية طبيعية لا علاقة للخارج بها ، ام انه بفعل فاعل وأن للخارج يد فيه ؟ فإذا كان للسبب الاخير، فاننا قد نكون بصدد تطور فيروسي جديد، تطور قد يفاجئ العالم بما ليس في حسبانه، وليخيم كابوس كورونا علينا من جديد… ولان الصينيين غامضين، فإن حقيقة ما يحدث عندهم تظل غامضة مثلهم….وما يساعدهم علي ذلك ان منظمة الصحة العالمية تلتزم الصمت التام ولم تعلق علي ما يحدث في الصين من قريب او بعيد…يبقي احتمال آخر خارج هذا كله ، وهو ان التقييد قد يكون لاسباب ودوافع امنية بحتة وان الزعم بانتشار كورونا قد يكون من قبيل التمويه وقطع الطريق علي التكهنات والمراهنات الخارجية في فترة تردت فيها العلاقات الصينية الامريكية الي ادني مستوياتها.