أوضح الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أن مصير القضية الفلسطينية لن يتأثر بالتقارب العربي الإسرائيلي في الفترات الأخيرة، وإن كان هذا التقارب يضع إسرائيل في موقف المعتدي، حيث يرى الرقب أن إسرائيل إعتمدت فى حياتها على نهج المظلومية .
ووجه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس فى حوار خاص ل ” رسالة السلام ” الشكر للمفكر العربى على محمد الشرفاء ومؤسسة “رسالة السلام ” على الاهتمام بالقضية الفلسطينية .
وأشار إلى أن الأراضة الفلسطينية تتعرض منذ تولى حكومة نتنياهو الجديدة إلى تصاعد فى جرائم الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني، وكان أخطرها هو إقتحام بلدة حوارة من قبل المستوطنين بحماية جيش الاحتلال ، ودعم وزراء في حكومة نتنياهو مثل وزير المالية المتطرف سموريتش بمحو بلدة حوارة ، حيث أدت هذه الجرائم المتكررة دعت الخارجية الفلسطينية أن تطالب أكثر من مرة بضرورة تدخل الأمم المتحدة لتوفير حماية دولية لشعبنا الفلسطيني وذلك للفصل بين المدن الفلسطينية والمستوطنات .
وأضاف أن الأمم المتحدة أصدرت أكثر من ثمانين قرارا من مجلس الأمن ومئات القرارات من جمعيتها العامة حول القضية الفلسطينية دون تنفيذ، رغم أن بمقدورها أن تطالب بتنفيذ قراراتها وأقلها وقف الاستيطان بناء على قرار 2334 والصادر في ديسمبر عام 2016 .
واتفق الرقب مع المفكر العربي على محمد الشرفاء الحمادي في أن عدم تحرك الأمم المتحدة يظهر دورها السلبي كمؤسسة دولية تمثل دول وسكان العالم أمام بطش إحتلال يهاجم كل يوم الشعب الفلسطيني وخاصة فى شهر رمضان، موضحا أنه يخشى أن يحمل الشهر الكريم مزيدا من هجوم الاحتلال ومستوطنيه على شعبنا .
وأكد أن اليوم يبدو “حل الدولتين”، وتطبيق حق العودة حلماً لدى السلطة الفلسطينية وكل الدول العربية، وسط استمرار منظمات فلسطينية تدعمها إيران، في التمسك بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر. ولا يزال باب “التخوين” والاتهام بـ”بيع القضية” مفتوحاً، من حرب 1948 واتفاقات الهدنة وكل الحروب العربية – الإسرائيلية، إلى معاهدة كامب ديفيد، واتفاق أوسلو، ومعاهدة وادي عربة، وصولاً إلى معاهدات السلام بين بعض الدول العربية وإسرائيل، لكن السجال المستمر في باب التخوين هجوماً ودفاعاً، ترك مع الوقت والتطورات، نافذةً مفتوحة للتفكير في ما لا يمكن التفكير فيه.
وفي سياق مختلف أوضح الرقب ان الاتفاق الإيراني السعودي له تداعيات كبيرة على صعيد قضايا المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وسياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني، لكن تلك التداعيات مرهونة بمدى نجاح الاتفاق وتطبيقه العملى، إضافة إلى الموقف الأمريكي من تلك التداعيات، وفي حال نجاح الاتفاق سواء الجزئي أو تكلل بالنجاح الكامل سنرى أثره ربما بتجميد مؤقت لقطار التطبيع مع الاحتلال، وانتهاء بروبوجاندا “العدو” الإيراني، وتوجيه الأنظار بشكل أكبر نحو القضية الفلسطينية، وخلق حاضنة شعبية عربية مساندة للحراك الوطني الفلسطيني فى مواجهة الاحتلال.
وهذا كله يوجب على الفلسطيني وقواه الحية، الاستثمار في التغيرات الاستراتيجية الكبيرة فى المنطقة لصالح القضية الفلسطينية، مع إبقاء أصول الصراع قائمة ومشتعلة مع الاحتلال، ودفع الأنظمة العربية للضغط على الاحتلال والملاحقة القانونية له، والحفاظ على الثوابت والعمل الإعلامي والسياسي والدبلوماسي لخدمة القضية، وفضح انتهاكات وجرائم الاحتلال، ومما يلزم تطوير أدوات الدبلوماسية بكافة أشكالها سواء الرسمية أو الشعبية والرقمية، وتعزيز أدوات القوة الناعمة في خدمة المشروع الوطني الفلسطيني.
وأوضح الرقب أنه يأمل أن تعيد ايران الجزر الى الإمارات ليعم السلام المنطقة ويتفرغ العرب لمواجهة الكيان الصهيوني.