أصدر المنتدى الاقتصادى العالمى دافوس التقرير الثامن عشر من تقرير المخاطر العالمية، ووفق التقرير فيتوقع أكثر من 1200 من الخبراء الذين تم استطلاع رأيهم بأن تستمر أزمة الطاقة والغذاء خلال العاميين المقبلين،
وتضافرت عوامل عدة أسهمت في ارتفاع أسعار السلع والخدمات، منها استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي والحرب في أوكرانيا واستمرار الاضطراب في سلاسل التوريد حول العالم.
وأدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز والكهرباء، وبالتالي ارتفاع أسعار السلع والخدمات والمواد الغذائية في معظم أنحاء العالم مسببة موجة تضخم عالمية لا تزال آخذة في التفاقم، ولم يشهد العالم مثيلاً لها منذ عام 2008.
وتسبّبت العقوبات على روسيا في ارتفاع أسعار الطاقة بشكلٍ كبير ووصول التضخم إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقود في الاقتصادات الكبرى، ما دفع البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة في محاولة لتهدئة الأسعار الجامحة.
وقد قام البنك الفيدرالي الأمريكى بزيادة الفائدة على الودائع بمقدار 0.25 نقطة وعلى غير المعتاد منه وبما يشير إلى التحوط تجاه تأثيرات السياسات السابقة والتي تتعلق برفع سعر الفائدة على الايداعات في محاولة للحد من تأثير الانهيار الذي حدث في عدد من المصارف.
وجاء قرار الاحتياطي الفيدرالي برفع تكاليف الاقتراض في محاولة منه لتحقيق الاستقرار في الأسعار، لكن الزيادة الحادة في أسعار الفائدة التي بدأت منذ العام الماضي تسببت في ضغوط على النظام المصرفي، وانهار بنكان أمريكيان، بنك سيليكون فالي وبنك سغنتشر، وساهم في هذا جزئيا المشكلات الناجمة عن ارتفاع أسعار الفائدة.
وفي استطلاع رسمي وجد أن أكثر من 90% من الأوروبيين يقلقهم ارتفاع تكلفة المعيشة، ففي الاستطلاع الصادر عبر سلسلة “يوروبارومتر” التي تصدرها المفوضية الأوروبية، أشار إلى أن 7 من كل 10 مواطنين في الاتحاد الأوروبي، أو 93%، يرون أن ارتفاع تكلفة المعيشة هو مصدر القلق الأكثر إلحاحاً.
وفي التقرير السنوي لوحدة تحليل معلومات الإيكونوميست بعنوان “مسح تكلفة المعيشة حول العالم، تصدرت سنغافورة ونيويورك قائمة مدن العالم الأكثر ارتفاعاً في تكلفة المعيشة عام 2022، وذلك من بين 172 مدينة كبرى حول العالم تناولها التقرير.
ويأتي شهر رمضان المبارك ليعظم من صور التعاون والتكافل التي تنتشر في شهر رمضان وتتمثل في تقديم الطعام للفقراء والمساكين، فشهر رمضان من المواسم المباركة التي تسهم في غرس وتقوية مفهوم التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع.
فالتكافل الاجتماعي هو صمام الأمان الشعبي الذي يعكس مدى التواصل بين الأسر المستقرة اقتصاديا والأسر الأقل حظا، خاصة في الظروف الاقتصادية العالمية التي يعاني منها الجميع.
فالأزمة الاقتصادية الحالية لا تخص منطقة بذاتها بل هى أزمة عالمية ورصدتها كافة التقارير الدولية ومنها تقرير المخاطر العالمية، واكدتها استطلاعات الرأى المختلفة والتى أشارت إلى معاناة كافة دول العالم منها، ويدعو الشهر الفضيل إلى التكافل والتعاضد، فشهر رمضان هو شهر الخير والبركات.
د. رافت محمود
كاتب وخبير متخصص فى الڜأن الافريقي