أثار الزلزال القوي الذي ضرب جنوب شرق تركيا وامتدت ارتداداته إلى الشمال السوري وخلف آلاف القتلى والجرحى تفاعلًا دوليًا كبيرًا، فقد بادرت دول العالم بإرسال مساعدات إلى الدولتين، وعربيًا أقدمت الدول العربية على مد يد العون لمواجهة آثار كارثة الزلزال، وتوجه الدعم بشكل رئيسي في البداية إلى تركيا التي أطلقت في بداية الأزمة نداء للمساعدة الدولية قبل أن تحذو دمشق حذوها، وتتواصل حتى الأن العروض الدولية لإرسال المساعدات إلى أنقرة ودمشق.
وعن أسباب وقوع الزلازل بشكل متكرر في تركيا، يمكن القول إنه قدر الجغرافيا فتقع تركيا في واحدة من أكثر مناطق الزلال نشاطا في العالم، وقد تم استخلاص عدة دروس من هذه الأزمة، فمثلًا أظهرت دول العالم تكاتفًا واضحًا تجاه الأزمة الإنسانية في البلدين وبما يعد مثالًا للتأخي الإنساني الذي أغفل متعمدًا الخلافات الأيدولوجية بين الدول.
أيضًا تم استخلاص درس أخر وهو يتعلق بأهمية الاهتمام بأكواد المباني الخاصة بالزلازل وهذه اشارة هامة، نظرًا لحجم الضرر وكبر عدد الضحايا نتيجة عدم الالتزام بتلك الأكواد ولعل مقارنة حجم الخسائر الاقتصادية وفى الارواح لتلك الفاجعة الانسانية بمثيلتها في اليابان مثلًا نجد أن المقارنة توضح أن أساليب الوقاية والالتزام بالمعايير البنائية يؤدى إلى تخفيض حجم الأَضرار في الأرواح والهدر الاقتصادي.
كذلك أهمية إعداد كتيبات بالإرشادات العامة لتعامل المواطنين خلال تلك الأحداث
والاهتمام بالبرامج التعليمية للتعريف بهذه المخاطر والسلوكيات الواجب اتباعها حين وقوعها.
أيضًا استخدام التقنيات والتطبيقات التي تساعد في التفاعل مع الأزمة، ومن ذلك التفكير في تطبيقات خاصة لمواجهة الأزمات مثل الحرائق والزلازل أو تسرب غازات سامة، وقد بادرت شركات التقنية الدولية بعرض خبراتها وتطبيقاتها في ذلك المجال فقد بادرت عملاق التكنلوجيا في العالم شركة جوجل تواكبًا مع الأزمة بالتنويه على تطبيق يوجد على Google Play ويتعلق بالسلامة والطوارئ وقد سبق أن قدمت حلولا تكنولوجيه للتعامل مع أزمة كوفيد 19.
فهذه التطبيقات قد تساهم في تقديم حلول للمواطنين مثل التنبيهات عن الزلازل وطرق البحث عن ملاذ آمن بسرعة مثلًا، كذلك خدمة تحديد الموقع الجغرافي في حالات الطوارئ أو إرسال رسالة نصية من خلال التطبيق الذي يتفاعل مع الشخص المعرض للخطر من خلال الإدارة القائمة عليه .
وقد وجدنا حالات إنسانية لأحياء تم اكتشاف وجودهم تحت الأنقاض وقد مضوا أكثر من يوم بدون مياه وغذاء، وهنا يمكن لميزة خدمة تحديد الموقع الجغرافي في حالات الطوارئ إرسال الموقع الجغرافي ومعلومات أخرى تلقائيًا إلى جهات الاستجابة في حالات الطوارئ وبطريقة مباشرةً.
ويرى أن تلك الأزمة ستكون محل دراسة من العديد من الدول خاصة في منطقة الشرق الأوسط نظرًا لحجم قوة الزلزال والتي ظن البعض أن تلك المنطقة الجغرافية في منأى عن ذلك النوع من الزلازل، وأيضًا التدقيق في الاشتراطات البنائية والتي كان عدم تطبيقها السبب الرئيسي في ذلك الكم من الضحايا.