يبدو أن خطبة الجمعة في مختلف مساجد الجمهورية كانت عن هذا الموضوع! وهو توجه محمود إذا ما تم استثماره لعلاج قضايا الوطن وحل مشكلاته، لانني على يقين بأن خطبة الجمعة نعمة كبيرة إذا ما أحسنا شُكرها واستثمارها.
المهم، هو أن الخطيب وعلى غير عادته، كان يقضي في الخطبة الاولى ساعة الا ربع يكرر فيها المكرَر، وجدته بعد دقائق، ونحن نستعد لاستطراده، إذا به يقول ادعو الله وانتم موقنون بالإجابة!!
المهم، هو أنه في تلك الخطبة المهمة تمنيت أن يركز الشيخ على مقاصد الآية الحقيقية، وليس المقصد الأجوف الشائع! وجدته يقول بوضوح ان المقصود بالقوة قوة الدين والأخلاق!!!!
وهذا – في اعتقادي – غير صحيح بالمرة، وتوظيف للنص في غير مقاصده وأهدافه. فكلمة قوة وردت منكرة وليست مُعرَفة اي بألف ولام التعريف!!! فكلمة القوة المُعرَفة أقرب للقوة العسكرية، ولكن ورودها منكرة هكذا يجعلها تشمل كل أسباب القوة العسكرية والبدنيّة والعلمية والثقافية…..الخ. وهذا سر من أسرار عظمة كتاب الله العظيم.
كل ما طلبه المولى عز وجل من عبادِه أن يُعِدو ما استطاعوا!!! والمقصود بالإعداد والاستعداد هو الاستعداد “العلمي” في المقام الأول، الذي هو اساس القوة، وليس مجرد التفسير الأجوف بالحديث عن الاستعداد الديني….لانه من المفترض أن الخطاب تجاوز تلك المرحلة…فالمولى يخاطبك كمؤمن به أن تُعِد، لا أن تكون مؤمنا! فلماذا ندفِن الآية العظيمة ومقاصدها في ذلك التفسير القاصر؟!
فعدوك على سبيل المثال، تجاوز مرحلة الاستعداد الديني الذي تحدث عنه الشيخ (ومفترض انك أنت ايضا تجاوزته كمؤمن)، وانشغل بما غاب عن أمتنا العربية والإسلامية النائمة والغائبة، اذ انشغل عدونا بالاستعداد العلمي، فحقق التفوق والقوة الحقيقية، وهاهو يصطاد من يشاء كما تُصطاد العصافير!!!! مش كده ولا أيه؟!
إذا مقصد الآية – والله أعلم – هو الأخذ بكافة اسباب القوة وفي المقام الاول إعلاء دولة القانون والعلم والقيم والثواب والعقاب والكفاءات، وهذا ما ركز عليه عدونا خلال العقود الماضية.
ما عرضت له هو اجتهاد مني…يقبل القبول او الرفض والتصويب، وفقني الله واياكم لصائب القول والعمل…وجمعة مباركة علينا وعليكم.