ولد محمد الطراوي الفنان التشكيلي في 1956، وتخرج في بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم جرافيك 1980 القاهرة، كما حصل على الدكتوراة الفخرية من الأكاديمية الفنية بطشقند أوزباكستان 2005، وعمل رسامًا صحفيًا بمؤسسة روزاليوسف (مجلة صباح الخير)، وترأس تحرير مجلة «الخيال» التي كانت تصدر عن وزارة الثقافة ..,
شارك في عشرات المعارض الجماعية واقام عشرات المعارض الفردية .
يعتبر علامة من علامات الرسم بالالوان المائية في الفن المصري المعاصر، فقد بلغ تمكنه منها درجه عالية فهي خامة عنيده وصعبة الرسم بها والتمكن منها، الا انه عشقها فاعطته الكثير من اسرارها وتمكن منها وباتت شهرته في الألوان المائية مع المعدودين القليلين في الوطن العربي .
كان شديد الذكاء يفكر كثيرا واراءه دائما صائبة. يقرأ الناس بشكل جيد، يكتشف المعادن،صاحب موقف وكلمة، عنيد، واذا تبني قضية فهو صادق .
محمد الطراوي الفنان التشكيلي الذي لم أعرفه سوى عامين منذ أن أصبحت نقيب الفنانين التشكيليين،
وكان صباحا ومساء يرسل رسائل صوتية يبث فيها الأمل والقوة والدعم لي،، اسمعها حتي الأن،
لم اقترب منه كثيرا ولم أعرفه الا اخر ٤٠ يوما قبل رحيله، فكان متلازم معي تلفونيا وبالرسائل والزيارات في المستشفي، وكنت أعلم أنها النهايه من الاطباء ولكني كنت انكرها تماما، وكان لديه امل واحلام كثيرة كان يحلم بالخروج والعودة لمرسمه وفنه الذى قضى به حياته تقريبا كاملة، وكنت لا اعرف عنه سوى أنه فنان أصيل مبدع قوى وصديق صادق .
اكتشفت اشياء كثيرة اثناء مرضه وعرفت هذا الانسان .
صاحبته في رحلة مرضه وكانت استراحة محارب يودع كل الاصدقاء والاحباب ويتصل بهم ويأتوا اليه على مدار شهر في مستشفي بمدينه نصر وهو يتألم ولكنه قوى، تمكن السرطان من الرئه بالكامل ووصل الى العظام والعمود الفقري ونزفت الرئة ولم تتوقف، وتحمل خرطوم البذل داخل جنبه طوال ال٤٠ يوما وانتقل الى مستشفى ناصر، وكانت المرحلة الاخيرة ودخول الرعايه ١٠ ايام ثم الوفاة .
شاهدته اخر يوم وأدركت انه مغادر،، شرب اخر جرعة ماء وطلب مني أن أحضر صباحا ليخرج من المستشفى
وحضرت صباحا لاودعه ورأيته بعد أن كفنوه ورأيت وجهه مستريحا هادئا ،،تركت الروح الجسد بألامه وانتقلت الي خالقها، وسلمت عليه وبكيت كثيرا على فارس الألوان المائية .
نسأل الله في هذه الايام الكريمة أن يتغمدك برحمته .
ونسألكم جميعا الدعاء لمحمد الطراوى .
د. صفية القبانى نقيب الفنانيين التشكيليين .