قال الدكتور عصام خليل، عضو مجلس الشيوخ، ورئيس حزب المصريين الأحرار، ردا على رؤية المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي للإستفادة من الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، إن تعزيز التعاون الاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي فكرة هامة وطموحة ويجب أن يستغلها العالم العربي في ظل التوترات الأمريكية الأوروبية، مؤكدا على أهمية تعزيز فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وإحياء فرص التكامل التنموي بين الجانبين، إذ أن التجارة والاستثمار يمكن أن يكونان قوة مهمة لتكوين وتدعيم العلاقات السياسية بين الدول.
أضاف أن الوطن العربي يعد من أغنى مناطق العالم في احتياطي البترول الخام، إذ تشكل حصة الدول العربية من إجمالي الاحتياطي المؤكد العالمي 55.7 في المائة، وتشكل حصته 26.5 في المائة من إجمالي الاحتياطي المؤكد من الغاز الطبيعي عام 2020، كما بلغت مساحة الأراضي القابلة للزراعة في الدول العربية نحو 197 مليون هكتار، ويشكل إجمالي مساحة المراعي الطبيعية نحو 375.9 مليون هكتار، بينما قدرت مساحة الغابات بنحو 37.4 مليون هكتار، ويعد الوطن العربي سوقا واسعة قوامها 361 مليون نسمة، وهي سوق مؤهلة لتحقيق التكامل الاقتصادي، وناتج محلي إجمالي للدول العربية بلغ 2.43 تريليون دولار أميركي عام 2020 .
وأوضح عضو مجلس الشيوخ أن الاتحاد الأوروبي يعد ثاني أغنى وأكبر اقتصاد في العالم، بعد الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن مصر اتخذت خطوات جادة في هذا الإطار مع الاتحاد الأوروبي، لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، في مجال الصناعة وجذب الاستثمارات الأوروبية، خاصة مع التركيز على القطاعات ذات الأولوية مثل قطاع الطاقة، والتحول الرقمي، والنقل والخدمات اللوجستية ومشروعات معالجة المياه والري الحديث والبتروكيماويات والصناعات الغذائية وقطاع النسيج والملابس .
وأكد عضو مجلس الشيوخ، على أهمية الشراكة بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، في ظل التغيرات التي يمر بها العالم، منوها على أن الاتحاد الأوروبي، يمثل أحد المستثمرين الرئيسين في مصر بعد الدول العربية، حيث تعتبر البلاد ثاني أكبر متلق للاستثمار الأجنبي المباشر من الاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تبلغ 30% من إجمالي الاستثمارات الوافدة إلى مصر يستحوذ عليها الاتحاد الأوروبي خلال العام المالي2021-2022، مضيفا أن تاريخ العلاقات بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي تعود إلى عقود سابقة، ففي عام 1987 قررت أمانة مجلس التعاون الدخول بمفاوضات رسمية مع التكتل الأوروبي، وتم توقيع اتفاقية تعاون بين الجانبين، ليصل حجم التجارة بينهما في 2022 إلى 174 مليار يورو ليصبح الاتحاد ثاني أكبر شريك تجاري لدول الخليج بعد الصين .
ويرى الدكتور عصام خليل ، أن الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي أهم تكتلين على المستوى العالمي في الوقت الراهن بالنظر إلى ما يمتلكانه من قدرات وموارد ضخمة إذ يمثل الجانبان قوة اقتصادية هائلة تقدر بأكثر من 20% من الناتج الإجمالي العالمي، إذ يبلغ الناتج الإجمالي لدول مجلس التعاون، أكثر من 2.4 تريليون دولار، فيما يبلغ الناتج الإجمالي لدول الاتحاد الأوروبي نحو 18.3 تريليون دولار، موضحا مدى قوة الاتحاد الأوروبي المؤثرة في المستوى العالمي، سواء بالنظر لإمكاناته العسكرية الكبيرة، أو من حيث مستوى التطور التكنولوجي والاقتصادي لدوله الأعضاء الـ27، وقوته البشرية الكبيرة التي تبلغ أكثر من 450 مليون نسمة، وتضعه في المرتبة الثالثة عالميا كأكبر تكتل بشري، لافتا إلى أن هذه الإمكانات تجعل الاتحاد يؤدي دورا قياديا في التعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والمناخية التي تواجه أوروبا والعالم .