حذر الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، من تأثير السوشيال ميديا السلبي على الصحة العقلية والنفسية على الشباب، لافتا إلى نتائج دراسة حديثة أشارت إلى أنه قد يصل للإصابة بالهوس والإدمان، فضلا عن العزلة وبعض الأعراض الجسدية مثل آلام الظهر والرقبة.
وقال المهدي في تصريحات خاصة لـ “رسالة السلام ” أنه كان هناك في الماضي حالة من الجدل حول تسمية التصفح على السوشيال ميديا والإنترنت لساعات طويلة، بأنه “إدمان”،مضيفا أن استخدام الإنترنت بغرض مهني ليس معيار قوي للإدمان لأنه يتصفح الإنترنت بحكم عمله، كما أن الاستخدام في إطار العمل لا يصل لدرجة الإدمان، لكنه يتصفح ساعات طويلة على الانترنت، وينفصل عن الواقع، ولكنه يحاول السيطرة على هذا الانفصال.
وأوضح أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر ، أن تعريف “الإدمان” لوسائل التواصل الاجتماعي يعني أن الشخص يفقد السيطرة تماما، ويتصفح ليلا ونهارا، “حتى اذا نام يستيقظ أثناء النوم عدة مرات ليتصفح الانترنت، وإذا ابتعد عن الموبايل لأى سبب ” مضطر ” تجده منزعج وعصبي ويدخل في النهاية إلى مضاعفات مثل القلق والعصبية الشديدة.
وتابع المهدي ” في عام 2018، وضعت التقسيمة الدولية الأخيرة ألعاب الفيديو، ضمن أنواع الإدمان، مثل إدمان المخدرات وإدمان القمار”.
وأوضح المهدي أن التواصل مع الإنترنت والسوشيال ميديا من فئة الشباب أصبح أمرا في غاية الخطورة، وأصبح الشباب والأطفال أيضا فريسة للعالم الإفتراضي، مؤكدا على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا على الصحة العقلية، بالإضافة لخلق حالة من عدم الرضا سواء عن المظهر أو عن مستوى الحياة الاجتماعية أو غير ذلك، وما يتبعها من مشاكل أسرية .
وأضاف المهدي، بالنسبة للأشخاص المتفاعلين على السوشيال ميديا وينشرون أحداث حياتهم وصورهم بشكل مستمر، يصابوا باضطراب عقلي يدعى النوموفوبيا، وهو ما بعنى فقد العلاقات الإنسانية، مشيرا إلى أن 89% من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أصيبوا بمتلازمة نفسية تسمى متلازمة الاهتزاز الوهمي وهي الشعور الوهمي المتكرر بأن المستخدم قد تلقى إشعارا.
وأكد الدكتور محمد المهدي أن الحل يكمن في ممارسة الحياة بشكل طبيعي باتباع سلوكيات كممارسة الرياضة، والمناقشات الأسرية والخروج من المنزل أو مشاهدة أفلام سينمائية دون استخدام الهاتف، حيث يساعد ذلك على التعافي من الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي، موضحا أن من بين المخاوف الرئيسية الأخرى المرتبطة بالإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تأثيرها على الصحة البدنية، فالساعات الطويلة التي يقضيها الأطفال و الشباب على الأجهزة الرقمية تساهم في نمط حياة خامل، مما يقلل من الوقت الذي قد يقضيه الأطفال والشباب في الأنشطة البدنية، وقد ارتبط قلة النشاط البدني في مرحلة الطفولة بقضايا صحية طويلة الأمد، بما في ذلك السمنة، وضعف صحة القلب والأوعية الدموية، وضعف العضلات، حيث أن تلك الوسائل الافتراضية تخلق شعورًا زائفا بالألفة والتواصل، مما قد يؤدي إلى عزل المستخدمين عن العلاقات وجها لوجه، وقد يصبح المستخدمون الأصغر سنا، الذين لا يزالون يتعلمون الإشارات الاجتماعية ومهارات الاتصال، معتمدين بشكل مفرط على التفاعلات الرقمية، مما يؤدي إلى صعوبات في تكوين العلاقات والحفاظ عليها في الحياة الواقعية.