أنا اللغة التى قال عنها أ. د. ميسرة عبدالله حسين، الأستاذ بجامعة القاهرة: إنها أغنى لغة على سطح الكرة الأرضية بالرغم من أن البعض يراها لغة ميتة، ذلك لأن عدد كلماتها أربعة ملايين وأربعمائة ألف كلمة!. لقد جمع أحمد كمال باشا ستة عشر ألفًا من الكلمات المصرية القديمة مازلتم تقولونها فى لغتكم العربية!. منها: دين، صوم، حج، ماعون، كعبة، موت، حساب، آخرة، استخارة، حنف، أى الخاضع للإله الواحد، آمين «آمون».. إلخ.
أنا أعجب من أمركم، تدرسون العبرية، ولا تدرسون حتى قراءة الهيروغليفية، تسمون أولادكم يعقوب وهارون، ولا تسمونهم تحوتمس أو أحمس أو حتشبسوت!. لقد قرأت فى أهرام 23 ديسمبر 2022 مقالة للكاتب الموهوب، صاحب الرؤية الثاقبة للتاريخ، أ. محسن عبدالعزيز، بعنوان: تدريس اللغة الهيروغليفية والقطيعة الحضارية، يقول: «السبب الحقيقى لتخلفنا هو القطيعة الحضارية التى حدثت لمصر سنة 415م عقب مقتل الفيلسوفة العظيمة هيباتيا عندما أصدر الإمبراطور الرومانى ثيوديسيوس الثانى أمرًا بإغلاق المعابد والمعاهد والمدارس المصرية، ومنع التعليم باللغة والكتابة الهيروغليفية، لغة العلم والحضارة، ومنذ تلك اللحظة، دخل العالم فى ظلام العصور الوسطى.
ملحوظة: حكم ثيوديسيوس الثانى مع أخته الكبرى التى دفعته إلى المسيحية وعمره 7 سنوات من 408 إلى 416م، ثم حكم منفردًا بعد ذلك حتى 450م.
أصبحنا غرباء عن حضارتنا وتاريخنا المصرى، كان عصر الشهداء دفاعًا عن القومية المصرية تحت ستار دينى، شعرنا بالفراغ الحضارى، نسينا أبطالنا، تمسكنا بأبطال المسيحية والإسلام، أبطالنا هم مَن يدافعون عن تراب مصر مثل كاموس وأحمس. تعليم الهيروغليفية فريضة قومية لنقضى على الفجوة الحضارية التى جعلتنا نهبًا للتخلف والغزاة».. إلى هنا انتهى ما اخترته من مقال الأستاذ محسن عبدالعزيز الرائع.
العالم الألمانى بارتلوت عرف سر زهرة اللوتس من جدارية فى هرم أوناس، وأصبح هذا القرن يسمى: قرن زهرة اللوتس!. تيودور بلهارز قرأ البرديات الطبية، عرف مرض ع ا ع، «البلهارسيا»، وعرف الأنتيمون، الذى عالجت مصر به هذا المرض، وعرف فيلكس هوفمان الأسبرين من لحاء شجرة الصفصاف، الذى عرفته مصر من قبل بآلاف السنين، كما أخذ العالم عنكم عمليات التربنة، البتر، المياه البيضاء، زراعة الأسنان، مسامير العظام، المواد المشعة، وأنتم نيام، دراويش، كأهل الكهف أو يزيد!. أنا أعذر وزراء التربية والتعليم، الثقافة، الآثار، السياحة، أعذرهم لأن فاقد الشىء لا يعطيه.
قالها فرويد: عقدة اليهود الأزلية هى الحضارة المصرية القديمة، رعاة غنم أمام أساتذة فى المعمار، الطب، الفلك، الرياضيات، الفنون، حتى أعلنها أفلاطون: ما من علم لدينا إلا وقد أخذناه عن مصر. ويظهر لنا الممولون المُغيَّبون الفاسدون والمفسدون العرائس فى يد العم سام يقولون: أنتم أحفاد الغزاة، أما نحن أصحاب هذه الحضارة «أفريكا سنتريك»، وتصفعهم على قفاهم الذى يشبه قفا الحمار، مارجريت كندل، ومعها لواء طبيب طارق طه، رئيس قسم البصمة الوراثية والمناعة بالقوات المسلحة: ٨٧٫٦٪ من المصريين يحملون جينات توت عنخ آمون، كما يهدّ كيانهم المبنى على الذلة والصغار، تقرير جامعة كمبردج فى المجلة الأمريكية العلمية للوراثة البشرية تحت عنوان: جينات المصريين فينا جميعًا كأوروبيين وآسيويين، منذ 55 ألف سنة مضت، صحيح اللى اختشوا ماتوا، والست الوقحة سيدة جيرانها!!.
نقلا عن المصرى اليوم .