وقفت الرائدة الاجتماعية آلاء الله صلاح الدين وبجانبها ابنتها، لتعلن أمام الحاضرين للاحتفال من أهالي قرية بنبان بأسوان، بأنها قد حمت ابنتها البالغة 9 سنوات من الختان، بعد أن أقنعت والدتها بأنها لا يمكن أن تجرى لها هذه الجريمة، التى تعذبت هي نفسها بها، واستطاعت ووالدتها أن تحمي أختها الأصغر منها بعد أن عرفت الحقيقة.
الرائدة آلاء الله صلاح الدين التى تبلغ 30 سنة، تعمل في قرى الوحدة الاجتماعية بكركر بإدارة أسوان للتضامن الاجتماعي، والقرى تتبعها 8 قرى، وهي قرى الأسر التى كانت تسكن في النوبة قبل بناء السد العالي.
وقد مست كلمات آلاء وهي تضع يدها على كتف ابنتها، قلوب الحاضرين للقاء الذى نظمه برنامج وعي للتنمية الاجتماعية بوزارة التضامن الاجتماعية، بقرية بنبان بأسوان، ضمن أنشطة حملة مناهضة العادات الاجتماعية الضارة بالنساء والفتيات، بحضور قيادات القرية وسفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة كريستيان برجر، وممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر إليساندرو فراكاسيتي.
آلاء خريجة كلية الخدمة الاجتماعية وتدرس الماجستيرواصطحبت ابنتها “أرين” للقاء، وتحرص على أن تشاركها الإعلان على الملأ دائما أنها حمتها من الختان، كما حمت بنات أختها الثلاثة.
” قلت لزوجي لن أعرض ابنتي لما تعرضت له، وأن العفة بالتربية الأسرية السليمة، وبأن تقترب الأم من ابنتها في كل مراحل عمرها، وتصادقها لتحكي لها الابنة كل مايحدث لها، فتكون بالقرب منها في أى موقف والناصح الأمين لها، وتحرص الأم دائما على بقاء الثقة بينها وبين ابنتها قوية، وبعد أن كان يرى أن هذه الجريمة عادات علينا المحافظة عليها، اقتنع برأيي”.
والدة آلاء هي الأخرى، وقد عرفت مبكرا مشاكل ختان البنات، وبعد أن ختنت آلاء، ثقفت نفسها وحمت أختها الصغرى التى تبلغ الآن 26 سنة، من الختان.
استفادت آلاء من الدورات التدريبية التى تنظمها وزارة التضامن الاجتماعي بأسوان للرائدات الجدد، في كيفية إقناع الأسر بالتخلي عن حرمان البنات من التعليم والتخلي عن التمييز بين البنت والولد، والتخلي عن ختان البنات، وتستعد آلاء دائما بالاجابات العلمية الموثقة، لتجيب عن أسئلة الأسر، خاصة الأسر المستفيدة من برنامج الدعم النقدى تكافل وكرامة، والذى من شروطه الإلتزام بتعليم الأبناء حتى المرحلة الثانوية، وعدم تزويجهم –إناثا أو ذكورا- قبل بلوغهم 18 عاما، ومتابعة نموهم صحيا في الوحدات الصحية، وعدم تعريض الابنة للختان أبدا.
خلال اللقاءات التى تنظمها آلاء لتوعية أهالي قرى كركر ضد ختان البنات، وقفت إحدى الأمهات وقالت:” ختنت ابنتي قبل سنوات وكانت الفتاة في سن 8 سنوات، وحدث للفتاة صدمة نفسية كبيرة، ولم تستطع أن تعيش معى وفضلت أن تعيش مع جدتها، لست سنوات كاملة بعيدة عني ولا تكلمني، فلم تستطع أن تنسي ما حدث مني وأنا التى كنت أحذرها دائما من أن يقترب أى شخص من ملابسها في المدرسة أو في أى مكان، وأنا التى عريتها بنفسي أمام الطبيب الذى ختنها، بعدها لم أجرؤ على أن أعرض البنت الصغر ابنتي الصغيرة للختان، وأقول لكل أمهات القرية احمي بنتك من الختان”.