اتفق السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الأسبق ، مع الكاتب والمفكر العربي علي محمد الشرفاء في مقاله : “الشعب السوداني يدفع ثمن النفاق وسيطرة الأطماع ” مؤكدا أن إيقاف الحرب في السودان بحاجة إلى مخاطبة أطراف الحرب بشكل مباشر بين الجيش وقوات الدعم السريع ، مشيرا إلى تمدد الصراع في 14 ولاية من ولايات البلاد الـ 18بما في ذلك ولايات دارفور والخرطوم والجزيرة التي يعيش فيها نصف سكان البلاد المقدر تعدادهم بنحو 48 مليون نسمة، لذلك تزايدت الخسائر البشرية بشكل كبير.
وقال السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الأسبق ، في تصريحات خاصة لـ ” رسالة السلام ” أنه على الرغم من نزيف الدم والمأساة الإنسانية الكبيرة والخسائر الاقتصادية الضخمة، إلا أن الجهود الإقليمية والدولية المستمرة لم تنجح حتى الأن في وقف الحرب ، وفشلت حتى الآن 10 مبادرات لوقف الحرب، كانت اخرها اجتماعات جنيف، التي عقدت خلال الفترة من 14 إلى 24 أغسطس.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الأوضاع في السودان تنذر بكارثة إنسانية حيث وصل عدد الضحايا من المدنيين منذ اندلاع الصراع في منتصف ابريل 2023 وحتى الآن نحو 150 ألف قتيل ، لذلك فإن الحرب دمرت 20 في المئة من الرصيد الرأسمالي للاقتصاد السوداني والمقدر بنحو 600 مليار دولار، كما أدت إلى تآكل أكثر من نصف الناتج القومي الإجمالي الذي يبلغ متوسطه السنوي نحو 33 مليار دولار.
وإلى نص مقال الكاتب والمفكر العربي علي محمد الشرفاء بعنوان :الشعب السوداني يدفع ثمن النفاق وسيطرة الأطماع،،
إذا حل النفاق في وطن ومات الضمير في الإنسان وترك لشهوة النفس أطماعها في القوة والمال والسيطرة على حقوق الشعوب وسرقة أموالهم ونسى الله وحسابه في الدنيا والآخرة وسولت له نفسه استباحة كل المحرمات ويشبع أتباعه من الجهلاء بالمال ليسيروا معه كما تسير الأنعام مع رعاتها يؤكلونهم الكلأ ويشربونهم الماء وهم مستعدون للتنازل عن أرواحهم وعن دينهم ويعيشون لحظة الجائزة المادية ومستعدون لسفك الدماء بعدما توحشت نفوسهم وباعوا أوطانهم ليسخروهم في تخريب بيوتهم وهدم ما تم تعميره على مر السنين من قبل أجيال جاءت للحياة وذهبت بخفي حنين إلا من ذكريات سطرها التاريخ إن أحسنوا لأوطانهم فسيشكرون كلما ورد ذكرهم، أما غيرهم الذين استباحوا أوطانهم وباعوا عرضهم بثمن بخس فهم يلعنون بما ارتكبوه من غدر وخيانة وجرائم ضد إخوتهم في الوطن فسيلعنهم التاريخ وسيكتبون فيه الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ويحكم الله عليهم بالتشرد والبؤس والفقر والشقاء حين باعوا تراب الوطن بثمن بخس ساء ما يبيعون.
انظر كيف يساوي العرب بين القاتل والمقتول، بين المعتدي والمعتدى عليه، بين الظالم والمظلوم، ففي أي دستور أو شريعة تتساوى الضحية والمجرم، يتساوى من غدر بقيادته وارتهن لغيره ولتدمير دولته مثل الدعم السريع حين تجرأ وقرر أن يسقط النظام ويقاتل حامي السيادة وحماة الوطن القوات المسلحة؟ كيف من قرر سقوط الوطن يتساوى مع من يحمي الوطن؟ وكيف يستقيم العدل وتعود الأمور إلى طبيعتها إذا كان أساس الموقف العربي التبست عليه الوقائع وتعامل مع القاتل بنفس الحكم مع المقتول؟ ولا تنتظروا عودة السودان إلى ما كان عليه فقد تكالبت عليه الذئاب والثعالب والغربان وقطاع الطرق طمعاً في ثرواته.
الشعب السوداني يدفع الثمن
شعب السودان يعيش أكثر من قرن في حروب وعصبيات ودماء سالت على ترابه ليظل متخلفاً محافظاً على ثرواته ليأتي قطاع الطرق ينهبون ثرواته فمنعوه من استغلالها لتطوير التنمية في دولته والمنافقون عديمو الضمير يساهمون في بلوته ويتعاونون مع ألد أعداء الإنسانية في العصر الحديث الذين أسقطوا القنابل الذرية على الشعب الياباني في هيروشيما ونجازاكي والذين دمروا العراق وسرقوا ثرواته وآثاره ثم أعدموا قيادته لتكون تلك الجريمة رسالة للعرب حتى لا يرفع رأسه طالماً عصابات الكاوبوي تتحكم في مصير العالم تعاقب وتراقب، ومن يخالف أمرهم، يحكم عليه بأنه يهدد أمنهم، ومن المضحك والمبكي أنهم يتحدثون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وينسون كم سفكوا وأحرقوا وقتلوا مئات الآلاف من بني الإنسان.
العقاب الإلهي يهدم الظالمين
فيا أيها العرب تذكروا أن من يحكم السماوات والأرض خالقها الله سبحانه، فكم من إمبراطوريات ذهبت أدراج الرياح قبل الميلاد وبعد الميلاد استمر العقاب الإلهي يهدم كل الظالمين ويبيد كل المجرمين، ولم تكن الإمبراطورية البريطانية عنا ببعيد، التي لا تغرب عنها الشمس حتى آل بها الحال أن يترأس حكومتها رئيس وزراء هندي التي كانت تسيطر على دولته بريطانيا والتي نهبت من كنوز الهند ما لا يقدر بثمن، وسرقت ما طالت له يدها، وخلقت الفتنة بين الهنود، مسلمين وهندوس، وكانت الدماء تسيل دون ذنب ليسهل له بنظرية (فرق تسد) السيطرة على مئات الملايين من الشعب الهندي، ثم وقع العقاب وأرسل الله لهم واحدا من الذين ظلمتهم بريطانيا وسيطرت على مقدراتهم ليحكمهم من لندن، تلك عبرة لكل ظالم، فالله ينصر المظلوم مهما طال الزمن ليحل المظلوم مكان الظالم ليتعظ الناس، فللكون رب يحكمه بالعدل ولا يحب المعتدين.