قالت الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بفرع جامعة الأزهر بالإسكندرية وعضو مجلس النواب السابق فى تصريحات خاصة ل” رسالة السلام ” أن الدين صالح لكل زمان ومكان وكون ان هناك من يقول ما اخذناه من العلوم يكفينا ولا يجب التحديث، فهذا هوى في نفوسهم على الارض التي يريدون ان يجعلوها لعقولهم المتحجرة ونفوسهم المريضة، وهذه للأسف حقيقة يجب ان ندركها على سيكولوجية اجرام هذا العصر”
وتابعت”واذا اردنا ان نتبين حقيقة هذا الدين الذي يصلح لكل زمان ومكان والحياة كل يوم في شأن فكيف نقول انه صالح ثم نجمد ما هو صالح عند عصر بذاته وهذا سؤال نطرحه على المتمسكين بالتراث وأجيبهم أن هذا ضد طبيعة الدين وما يفعلوه اجرام”
وأضافت أستاذة العقيدة والفلسفة ان هناك من ينظر للتجديد على أنه تبديد للدين، فالتجديد لا يعنى مس المصادر الشرعية بالنقص ولا يعنى استدعاء أقوال من 1440 عام لا تناسب العصر، بل إن التجديد مطلب نبوى، وتنقية التراث «فريضة غائبة»، وليس كل ما ورد فى «البخارى ومسلم» يناسب العصر.
وأضافت الدكتورة آمنة نصير انه “ورغم الدعوات المستمرة الا ان هناك – للأسف الشديد، تخاذل أمام تجديد الخطاب الدينى، فلدينا مستجدات كثيرة فى المشهد الدعوى ، لم يتم استيعابها بعد بالأصول المرعية لحقائق العقيدة، ولأصول الفكر الذى يتواكب مع عصرنا.
وفي ذات السياق اشارت عضو مجلس النواب السابق الي ان “الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكن ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر”، فالوراثة لها مسئولية، وللأسف نحن كرجال دين لم ننشر الثقافة اللازمة والواجبة لمستجدات العصر، ولم نراعِ كيف ننشر الثقافة التي تنبع من مصادرنا الإسلامية والتى تتواءم وتتلاءم مع المستجدات، وهذا هو بيت القصيد.
واختتمت الدكتورة كلامها قائلة ما اقره العلماء والجمهور فيما سبق كانت تتسق مع زمنهم والوقوف عندها يشجع علي تطويع الدين حسب مفاهيم من ينتقد التجديد وهي مفاهيم جامدة وعفنة.
واضيف أيضا ان هذ الجمود يهدم المجتمع ويوقف تطوره ويظلم هذا الدين العظيم الذي يصلح لكل زمان ومكان .
جاء ذلك ردا على مقال ” أهل السنة وأهل الجماعة ” للمفكر العربى على محمد الشرفاء ، هذا نصه ،،
بدعة وخدعة من بعض شيوخ الدين لتمرير فتاويهم التي تتعارض مع شرعة الله ومنهاجه في القرآن الكريم، لتحقيق مآربهم وإقناع المسلمين بتقبلها، لأنه تم اعتمادها من أهل السنة والجماعة، فمن ياترى أهل السنة ومن هم أهل الجماعة؟!
أليست تلك سبوبة لكي يجعلوا المسلمين يصدقون فتاوي مرجعيتها غيبية ودليلهم عليها مجهول المصدر؟! وهل أمر الله سبحانه بأن يبلغ الرسول الناس شرعة ومنهاجاً غير ما جاء في قرآنه؟!
ألم يأمر الله رسوله عليه السلام بالتمسك بالقرآن في قوله مخاطباً رسوله: “فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ” (44)( الزخرف (٤٣/٤٤)
فالله يأمر رسوله في هذين الآيتين بالتمسك بالقرآن الكريم ، وأنك يا محمد إذا تمسكت بآيات الذكر الحكيم فإنك على الصراط المستقيم، وأن الله سيسأل المسلمين يوم القيامة عما اتبعوا في كتابه من شرعته ومنهاجه، وعلى نتيجة الإجابة سيتم الحكم عليهم إما جنات النعيم وإما نار الجحيم.
ثم إن الله أمر رسوله عليه السلام عند تكليفه بحمل خطاب التكليف ليبلغ الناس بآيات القرآن الكريم، ويعلمهم شرعته ومنهاجه ليطيعوا الله في تطبيق مراده في الحياة الدنيا في قول الله سبحانه مخاطبا رسوله : (كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}(الأعراف (٢) وكما أمر الله رسوله أيضاً بالتذكير بالقرآن فقط في قوله سبحانه: (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ) (ق (٤٥)، وتكفي هاتان الآيتان ألا يستجيب المسلم لفتاوي وروايات وما سمي بأحاديث وما اتفق عليه الأشباح من المسلمين باتباع ما أفتى به أهل السنة والجماعة.
علماً بأنه لا يوجد نص في القرآن يشير إلى من يسمونهم (أهل السنة والجماعة ) أولئك الأشباح الذين قدسهم الفقهاء وشيوخ الدين ، وهم أنفسهم لايعرفون من هم أهل السنة والجماعة، وكلهم يرددون كالببغاء نفس المصطلح، دون أن يحاول أي منهم البحث الأمين عن أولئك المجهولين ، ليظل الجهل يعشعش في العقول ويظل المسلمون نائمين كما نام أهل الكهف.
فمتى يستيقظ المسلمون ويعودون لكتاب الله المبين ، ويتبعون الرسول الأمين ويصدقون ما بلغهم رسول الله من آيات الذكر الحكيم التي ستحييهم حياة طيبة في الدنيا ويرضى الله عنهم ليجزيهم جنات الفردوس ويعيشوا خالدين في النعيم
لذا فإنني أنصح المسلمين بعدم اتباع شيوخ الدين، وألا يسيروا خلف أشباح أهل السنة والجماعة ولو تساءل المسلمون كم عدد المنظمات المختلفة من أهل السنة فمثلا(داعش القاعدة / الإخوان / السلفيين / الصوفية / الوهابية / التكفيريين ) وغيرهم كثير .
لقد عرفنا بعض السنة فمن هي المنظمات التي انتسبت (للجماعة) ؟ وإلى متى سيظل الجهل مخيماً على العقول؟! وإلى متى سيظل الناس مبتعدين عما بلغهم الرسول عليه السلام من آيات الكتاب المبين ،وأن المسلم غير ملزم باتباع كل أئمة الفرق من المسلمين، بل سيحاسبهم الله يوم القيامة هل اتبعوا ما بلغهم الرسول وهو الإمام الأوحد للإسلام ، وما يحمله من آيات القرآن الكريم .
فلا يجوز للمسلمين الاعتراف بغير إيمانهم بالله الواحد الأحد وبكتابه وآياته في الذكر الحكيم، وبإمام المسلمين ورسول الله محمد عليه السلام إن كانوا حقاً مسلمين فلن يقبل منهم عند السؤال عن الأعمال يوم الحساب بمن يقول أنا اتبعت فلان وحين تفتح أبواب جهنم لهم فيسألهم خزنتها في قول الله سبحانه ؛ (وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَآ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَتۡلُونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِ رَبِّكُمۡ وَيُنذِرُونَكُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَاۚ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَٰكِنۡ حَقَّتۡ كَلِمَةُ ٱلۡعَذَابِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾( الزمر :٧١)
فلن تسألهم الملائكة عن أئمتهم وفتاويهم الضالة ولكن ستسألهم عن الرسل الذين كلفهم ربهم بأن يتلون على الناس آيات ربهم ويبينوا لهم شرعة الله ومنهاجه ليحصنوهم من عذاب يوم القيامة ، فاعترف المتكبرون على آيات الله بقولهم ( وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ )(71: الزمر )
ذلك تحذير الله لكل من لا يتبع كتاب الله ورسوله ولم يطع الله فيما أمره ليحقق له السعادة في الدنيا والنجاة من النار في الآخرة ،فويل للذين كذبوا بآيات الله واتبعوا أهل السنة والجماعة، ونسوا الله فأنساهم أنفسهم حين وصاهم ربهم بقوله سبحانه : ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ ولا يَشْقى﴾ ﴿ومَن أعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ونَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيامَةِ أعْمى﴾ ﴿قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أعْمى وقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا﴾ ﴿قالَ كَذَلِكَ أتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنْسى﴾ ( طه) والسلام على من اتبع كتاب الله وصدق بآياته واتبع هدي الرسول عليه السلام وطبق شرعته.