اتفق الدكتور إبراهيم رضا أحد علماء الأزهر الشريف، مع ما طرحه الكاتب والمفكر العربي علي محمد الشرفاء في مقاله ” إذا صلح الفرد صلح المجتمع” مشيرا إلى أن الأسرة هي الخلية الأولى في المجتمع، وإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع كله، والمجتمع كله ما هو إلا أسر، فإذا كانت الأسر كلها صالحة كان المجتمع كله صالحا نافعا.
وتمنى الدكتور إبراهيم رضا فى تصريحات خاصة لـ “رسالة السلام ” إنتشار مثل هذه الأفكار البناءة التي تدعم إصلاح مفاهيم المجتمع، متابعا، إذا فسدت الأسرة فسد المجتمع كله، لافتا إلى أن عماد الأسرة هما الزوج والزوجة، فإذا كان الزوج صالحا والزوجة صالحة فإن الرعية ستكون كذلك.
وقال رضا أن إذا لم تهتم المرأة بأسرتها والزوج بأسرته، فماذا تنتظر من النشء الصاعد، فلا شك أنك ستجد شبابا فاشلا وانفلاتا أخلاقيا، وإذا وجدت انفلاتا أخلاقيا لن تجد طبيبا ناجحا أو مهندسا فالحا، ولا جنديا يحافظ على تراب وطنه.
وتابع “أما إذا تربى الأبناء تربية صالحة، رأيت الشرطي الأمين، والطبيب الناجح والمهندس البارع، لأن الأسرة هى التي تُخرج الأجيال، فالمستشفى بدون طبيب لا فائدة منه، والمدرسة بدون معلم لا قيمة لها”.
وأوضح رضا أن النبي صلى الله عليه وسلم اول من سانده الشباب وأول من عارضه الشيوخ، فالشباب أذهانهم حاضرة، فهم عماد الأمة، خاصة من كانت تنشئته سليمة سوية واهتم به والداه ، مؤكدا أن من يطالب بالاهتمام بالبيت والأسرة أولا فهو على صواب، لأن ذلك بداية نجاح وفلاح المجتمع.
وإلى نص مقال الكاتب والمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي بعنوان” إذا صلح الفرد صلح المجتمع”:
من العجب أن يحتار المسلم بين تطبيق شرع الله ويستمر في التمسك بتشريع البشر الذي يسبب الخراب والدمار للأسرة ويشتت الأطفال في الشوارع والأزقة وينزع الرحمة من قلوب الوالدين، في الوقت الذي يأمر التشريع الإلهي الناس باتباع الرحمة والمودة بين الزوجين ليتربى الأطفال في أحضان الوالدين دافئة بالحب والتفاهم بينهما مما يلقي بأشعة المودة والتراحم على الأبناء وتترعرع فيهم الثقة بالله وبأنفسهم.
ويكمل الشرفاء قائلًا: إن الأبناء يكبرون رجالًا يتحملون مسؤولية حماية الأسرة ليؤسسوا مجتمع الفضيلة والعدالة والإحسان ليحيا الإنسان حياة طيبة دون قهر أو ظلم أو استعلاء أو طغيان، لأن تلك الأمراض تتكون في بيوت الكراهية والظلم بين الزوجين حين تختفي المودة والرحمة بين الوالدين وينشأ الأطفال مفتقدين دفء الحب والأمان، فتتكون فيهم أمراض نفسية تترجم في معاملاتهم مع الناس، خاصة حينما يكونون في مراكز قيادية في أوطانهم.
ويختتم الشرفاء، إن النشء والشباب الذي يتربى في بيئة غير صالحة تكون قلوبهم قاسية وتعاملهم مع الناس بالتهديد والعدوان، ولذلك فالقاعدة لتأسيس مجتمعات صالحة تحقق الأمن والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي إذا طبق مبدأ (إذا صلح الفرد صلح المجتمع).