قال ماهر فرغلى الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، ردا على مقال الكاتب والمفكر العربي علي محمد الشرفاء “المفسدون في الأرض: “داعش وأخواتها”، أن الأوضاع في سوريا بعد بشار الأسد، وانسحاب الجيش، سيئة جدا وتشبه إلى حد كبير أوضاع 2011 في مصر ، مؤكدا أن هناك أولويات تتمثل في الحفاظ على كيان الدولة السورية، والحفاظ على الشعب السورى وعودة المهجرين، متخوفا من أن تحتمي سوريا بالجماعات الإرهابية، أو أي دولة إقليمية، موضحا، أننا أمام هجمة منظمة ودقيقة جدا لتقسيم سوريا، مضيفا أن ما يحدث الآن داخل سوريا تم الاستعدادات له منذ عام ونصف لدخول حلب، من جماعات إرهابية في إدلب، لافتا إلى أن الجماعات في سوريا مكونة من تنظيم القاعدة مثل جماعة حراس الدين ونور الدين زنكي، ومجموعات أخرى من تنظيمات انشقت عن القاعدة، منها هيئة تحرير الشام، وهناك المكون السلفى، مثل جماعات أحرار الشام والجماعات الموازية لها، مضيفا أن هناك 126 فصيل مسلح داخل سوريا بـ100 ألف مقاتل، مثل جيش السنة وفيلق الشام وفيلق الرحمن وصقور الشام ودرع الثورة والاتحاد الإسلامي، وهذه تابعة للإخوان، ففيلق الشام بمفرده يضم أكثر من 30 مجموعة، وعلى رأسهم تنظيم داعش ، وهيئة تحرير الشام تضم 26 فصيل.
وأكد الباحث في شؤون الحركات الإرهابية أن الأوضاع في سوريا أصبحت مربكة ومخيفة، بالرغم من فرحة الشعب السوري بتحقيق جزء من حريته، إلا أن المشهد السوري يشهد تطورات معقدة، حيث يبرز شخص يسعى إلى رئاسة البلاد مستندا إلى قوة الفصائل والسلاح، مما يهدد بظهور ديكتاتورية جديدة بطابع إسلاموي وديني، مضيفا أن هذا النوع من الديكتاتورية قد يكون أخطر وأصعب على الشعب السوري والمنطقة بأكملها، مما يفرض تحديات كبرى على مستقبل سوريا واستقرارها، مؤكدا أن الهدف الواضح فيما يحدث بسوريا هو تقسيم سوري، والهدف الرئيسي إعادة رسم خرائط المنطقة بربيع دموي، موضحا أن الربيع العربي الأول كان في 2011 ومصر أفشلته في إعادة رسم خرائط المنطقة، مشيرا إلى أن إسرائيل فشلت منذ بداية عملية طوفان الأقصى لزعزعة استقرار بعض دول المنطقة فدخلت على مرحلة أخرى وهي تحريك الجماعات المسلحة وعودة داعش بقوة في المنطقة العربية، موضحا أن هذه الجماعات مدربة والهدف إعادة تقسيم المنطقة والمستهدف في سوريا تقسيمها لـ3 دويلات كردية وسنية ميليشيات ودولة للنظام.
ويرى فرغلى أن هناك رضا أمريكي على ما يحدث في سوريا وكل الإعلام الأمريكي يتحدث عن أن ما يحدث في سوريا إنها معارضة مسلحة، بينما روسيا منشغلة في حرب أوكرانيا، ويقال إن الهدف مما يحدث هو مقايضة ترك سوريا مقابل ترك الحرب الأوكرانية، مشيرا إلى أن مشروع تفكيك الدول العربية يسير وما يجري هو مجرد مرحلة حتى تتحول سوريا لدولة تشبه طالبان أو دولة إخوانية جديدة في سوريا، محذرا من احتمال أن تستغل الجماعات الإرهابية مثل داعش والنصرة هذه اللحظة لإعادة التموضع، مما يهدد استقرار دول الجوار مثل العراق ولبنان.
وأضاف الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية أن الجولاني يشبه أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش، حيث مر البغدادي على جماعة الإخوان ثم القاعدة حتى أسس تنظيم داعش، بينما الجولاني انتمى للإخون ثم تنظيم القاعدة ثم بايع الزرقاوي الزعيم السابق لتنظيم داعش قبل أن يؤسس هيئة تحرير الشام، موضحا أن كلا من البغدادي والجولاني ينتميان لما يسمى بالسلفية الجهادية سواء الجهادية العالمية أو المحلية، معتبرا أن هناك مجموعة كبيرة من القيادات والتنظيمات والفصائل المتنوعة حول الجولاني، والمشكلة أنهم ليست لديهم وحدة فكرية أو تنظيمية، والاتحاد بينهم كان مرحليا، مبينا أن الخطير هو عدم تراجع هيئة تحرير الشام عن أفعالها القديمة أو إنكارها لها بشكل رسمي.
وحذر فرغلي من قيام دولة إخوانية في سوريا حيث قام الجولاني بالجانب الخاص بحمل السلاح ثم يقوم الإخوان بالجانب الآخر المتعلق بتداول السلطة وبناء حكومة جديدة يشكلونها، ومن ورائهم فصائل جهادية تحمي حكمهم على غرار الحرس الثوري الإيراني، لافتا إلى إنسجام الولايات المتحدة الأمريكية مع إدارة الجولاني، حيث أن أميركا ستعيد تقييم وجودها العسكري شرق الفرات وستعتمد بشكل أكبر على الأدوات الدبلوماسية لدعم سوريا الجديدة ، مشيرا إلى أن الدور العربي يجب أن يركز على توحيد المعارضة السورية وتقديم خارطة طريق للحل السياسي، مضيفا أن أي انقسام داخلي قد يفسح المجال أمام القوى الأجنبية لتعزيز نفوذها، موضحا أن تقديم دعم مالي عربي لإعادة بناء البنية التحتية سيكون الخطوة الأهم الان لتخفيف معاناة الشعب السوري.
وحذر فرغلي من خطط تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ دولية أو طائفية، مشددا على أن الدول العربية يجب أن تضغط للحفاظ على وحدة الأراضي السورية.