قال المحامي المغربي والناشط الدعوي حافظ امين، ردا على مقال مفكر العرب علي محمد الشرفاء الحمادي «ونعلم ما توسوس به نفسه» يجب التأكيد على قيمة القرآن الكريم كمصدر أولي ومباشر للتشريع الإسلامي، يليه السنة النبوية كمصدر ثانوي يوضح ويفصل ما ورد في القرآن من أحكام وتوجيهات، موضحا أن القرآن الكريم يحوي آيات بينات تدعو إلى العدل، الرحمة، التسامح، والسلام، ويحث على التفكر والتدبر في آياته لاستخراج العبر والحكم.
وأكد أنه بالنسبة للروايات والأحاديث، فإن الإسلام قد شهد جهوداً مضنية من العلماء المسلمين الأوائل في تصنيف الأحاديث وتقييمها بناءً على درجة صحتها، وهذا يشمل معرفة سند الحديث وعدالة وضبط رواته، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة في هذا المجال، يجب التنبه إلى أن بعض الروايات قد لا تتوافق مع القيم القرآنية الأساسية أو قد تكون ضعيفة السند، مما يستوجب الحذر في التعامل معها.
وأشار المحامي المغربي والناشط الدعوي حافظ امين الى أن الدعوة إلى العودة إلى القرآن الكريم وتجنب الافتراءات التي لا تجد سنداً فيه، هي دعوة للتمسك بجوهر الدين الإسلامي وصفائه، مع الحذر من أي تفسيرات أو أحاديث قد تؤدي إلى سوء الفهم أو التطرف. يجب على المسلمين التحقق من المعلومات والعودة إلى العلماء الموثوقين عند البحث في الأمور الدينية لتجنب الوقوع في البدع والخرافات.
وأشار الى أن الإسلام يحث على التفكر والتدبر في آيات القرآن الكريم لاستخلاص العبر والتوجيهات التي تساعد المسلم على العيش بطريقة ترضي الله، مؤكدا أن الرجوع إلى القرآن والسنة بفهم صحيح يؤدي إلى حياة مليئة بالسلام والتفاهم والتعاطف بين الناس.
وفيما يتعلق بموضوع الأعمال ورفعها فى شهر شعبان ، أكد أنه يجب فهم أن الله عز وجل عليم بكل شيء، قريب من عباده، ولا يحتاج إلى وسائل بشرية لمعرفة أعمالهم، فالإيمان بالله ومراقبته في كل الأوقات يجب أن يحفز المسلم على العمل الصالح دون الارتباط بزمان معين لرفع الأعمال.
واحتتم بقوله ” العودة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية بفهم صحيح وعميق هي الطريقة الأمثل لضمان أن يعيش المسلم حياة ترضي الله وتجنب الوقوع في الافتراءات والبدع التي لا أساس لها من الصحة”.
وكان المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي قد نشر مقالا بعنوان «ونعلم ما توسوس به نفسه» متسائلا فيه هل يوجد نص في الذكر الحكيم بلغه الرسول عليه السلام للناس بأن جميع أعمالهم ترفع في شهر شعبان؟، ألا تعتبر هذه الرواية إفتراء على الله ورسوله؟، والله يخاطب الناس بقوله: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۚ وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ) سبأ (٢).
فهل من المنطق أن يؤمن المسلم برواية كاذبة تتناقض مع قدرة الله على علمه بكل حركة في الأرض والسماء وكل عمل يعمله الإنسان قبل القيام به يعلمه الله سبحانه في كل ثانية، فهل يحتاج الخالق العظيم ليحدد يوماً تُرفع فيه أعمال الناس وهو يعلمها مسبقا، دون الحاجة لمن يكلف برفعها اليه سبحانه جل وعلا، ألم يقل سبحانه؛
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إليه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)
فمن كان بذلك القرب للإنسان فهل يحتاج لمن يسجل أعمال الإنسان ويرفعها اليه سبحانه؟ .
ويستكمل الشرفاء، فليتوقف المتآمرون على رسالة الله للناس وليُحكِموا بينهم آياته التي تخرجهم من الظلمات إلى النور، وهل أعظم من الإفادة من أن نتبع كتاب الله كما أمر في قوله سبحانه :
(اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) الأعراف (٣).
وسرد المفكر العربي على محمد الشرفاء بعض الآيات القرآنية التى تدحض كل فكر مريض وتُبطل كل رواية مزورة على الرسول، والله لم يكلف رسوله عليه السلام أكثر من أن يبلغ الناس آيات الذكر الحكيم ويتلوها عليهم ويعلمهم مقاصدها وحكمة الله فيها، لما يحقق للإنسان حياة طيبة مطمئنة في الدنيا ويفوز يوم القيامة بجنات النعيم، مؤكدا أن الآيات التاليه تنفي تماما ما تم تزويره على الرسول عليه السلام بأن أعمال الناس تُرفع لله في شهر شعبان:
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إليه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ق (١٦/١٧/١٨) .
وقول الله سبحانه :(وَإِنَّ عَلَیۡكُمۡ لَحَـٰفِظِینَ كِرَاما كَـٰتِبِینَ یَعۡلَمُونَ مَا تَفۡعَلُونَ) الانفطار (١٠/١١/١٢).
وكثير من الآيات التي تنفي المزاعم الكاذبة على الرسول عليه السلام بما نُسب اليه من أقوال مزورة أنه قال ( ترفع أعمال الناس في شعبان )
فالآيات السابقة تؤكد أن الله سبحانه لا يحتاج لمن يرفع أعمال الناس في أي يوم، ولا يعلم الرُسل أو الأنبياء أو شيوخ الدين الكيفية في تسجيل أعمال الإنسان ليُحاسب عليها يوم القيامة حينما يُخرج الله كتابا يلقاه منشورا فيه سجل حياته ومُجمل أعماله منذ ولادته حتى وفاته، ولايعلم الغيب إلا الله. لذلك تفاديا عن اللغط والخلط بين الحق والباطل يجب أن يتم عرض كل المنقول من روايات على كتاب الله ليكون هو الحكم النهائي على بطلان كل الروايات دون استثناء اتفاقا مع التكليف الالهي لرسوله في قوله سبحانه ؛
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) المائدة (٦٧) .
ذلك الأمر الالهى للرسول عليه الصلاة والسلام بأن يُبلغ ما أنزله الله عليه من آيات القرآن الكريم تلاوة وشرحا لمقاصد الآيات وحكمة الله فيها لمنفعة الإنسان فقط، ولم يصرح للرسول أن يؤلف أقوالا من عنده تتعلق برسالة الإسلام لتنافس آيات الذكر الحكيم كما حدث منذ أربعة عشر قرنا حينما طغت الروايات على الآيات وضاعت الرسالة واختلف المسلمون وتقاتلوا، وانتشرت الفتن، بالرغم أن الله سبحانه خاطب الناس جميعا بقوله ؛
(وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) الانعام (٣٨).