قال المفكر العربى على محمد الشرفاء، أن كل حركة خلفها محرك وكل دولة توظف أليات الأعلام لخدمة استراتيجياتها السياسية والاهداف للتربية الوطنية والأخلاقية وتضع كل دولة سياسة إعلامية تخدم مصالحها الوطنية في الداخل لمواجهة الفكر المتطرف ومحاولات الأعداء من صرف النظر عن أولويات المصالح الوطنية ومنع التغرير بالشعب وتحريضه على النظام لخلق حالة من الفوضي توظفه الدول في خدمة مصالحها الاستعمارية لتحقق النتائج المرجوة لتنفيذ خططها الخبيثة والإستيلاء على عقول الشباب لصرف تفكيرهم عن الولاء للوطن والدفاع عنه وتحصينه من
مخططات الأعداء التآمرية التي يستخدمون فيها بعض ضعاف النفوس من أصحاب المصالح الأنانية الضيقة وبعض أصحاب الأفكار المتطرفة لزعزعة الامن الوطني .
أضاف ” الشرفاء ” أنه نظرا لعدم وجود استراتيجية واضحة لتوظيف الإعلاميين والأجهزة الاعلامية وفق ما تتطلبه المصلحة الوطنية العليا فأصبح الميدان فارغاً وآمناً لمن يريد أن يعبث بعقول الشعب ليحدث ما حدث في عام ٢٠١١ وتتكرر المأساة بعدما تحقق من خطوات جبارة في مختلف القطاعات، ولكن بقي العقل فارغاً يتلقى كل الأكاذيب والدعايات دون تحصين من تأثير المؤمرات على مستقبل الوطن ويشترك في تنفيذ مؤمرات اسقاط النظام من يدبر الخطط ومن يقوم بتطبيق أهداف الشياطين دون وعي وادراك، وتتكالب كل القوى المختلفة في توجهات وتتحد لاسقاط عدو مشترك وهو النظام بفعل شعارات خادعة مثل حقوق الانسان وحق التظاهر وحق الطعام وغلاء الاسعار لكي يهيجون الشعب ويثور على الدولة ويتم استغلاله من قبل مجموعة صغيرة منظمة مرتبطة بأجهزة مخابرات اجنبية لهدم المعبد واسقاط النظام على رؤوس الجميع.
وتساءل المفكر العربى على محمد الشرفاء لماذا لا يوجد مجلس متخصص يوجه الرأي العام لخدمة دولته ويرسل رسائل بواسطة منهج متكامل للمواطنين يوضح للرأي العام أي قانون أو استباق حدوث ظروف اقتصادية لتهيئة الشعب لاستيعاب آثارها السلبية، مع وضع خطط تقلل من آثارها، بحيث يتشكل مجلس سياسة اعلامية مما يلي من خبراء علم النفس والاجتماع ، وخبراء اقتصاد ، وسياسيين ، وخبراء أمنيين سابقين لديهم الخبرة في رصد مؤشرات إثارة الرأي العام قبل تحقيق العدو لأهدافه، بلاضافة الى خبراء إعلاميين ومدراء الفضائيات ليتولوا تنفيذ السياسة الاعلامية التي يرسمها المجلس السياسي الاعلامى .
من جانبه قال اللواء أشرف امين الخبير الأمنى، أن الإعلام له دور كبير فى تشكيل الوعى لدى الرأى العام، لافتا الى أن الحروب لم تعد طائرة ومدفع وانما أصبح الإعلام والشائعات يمثلان دورا كبيرا فى اضعاف الدول .
وأضاف أن انشاء مجلس متخصص لتوعية المواطن والتصدى للشائعات ، أمر فى غاية الأهمية ويجب الأسراع فيه، مطالبا أن يكون المجلس معلن عنه بشكل واضح وصريح لمواجهة الشائعات وإدارة الأزمات بطريقة إعلامية صحيحة .
وأشار الخبير الأمنى الى أن الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى تحتاج للجنة فنية لديها قدر عالى من المعلومات تضم فى عناصرها اعلاميين وخبراء سوشيال ميديا واقتصاديين وامنيين ومسئولين من الرقابة الإدارية والخارجية، بحيث يكون لديهم فكر واستراتيجية معينة تؤهلهم لاصدار البيانات اللازمة للرد على اى شائعة بشكل محترف .
ولفت اللواء أشرف أمين أن على سبيل المثال، الأزمة الاقتصادية الحالية التى يتعرض لها العالم كله لابد أن نتعامل معها بمفهوم علمى ونفسى حتى يقتنع المواطن بالحقائق التى تعلنها الدولة بدلا من أن يكون مناخ خصب لاتجاهات معينة تواجه الدولة وليس الحكومة .
وفى سياق متصل، قال عصام هلال عضو مجلس الشيوخ، أن الدعوة لانشاء مجلس متخصص لتوعية المواطن باهداف وخطط دولته وتوضيح أى قانون أو استباق حدوث ظروف اقتصادية لتهيئة الشعب لاستيعاب أية أثار سلبية، وفقا لمقترح المفكر العربى على محمد الشرفاء ، هو أمر فى غاية الأهمية، ولكنه لا يجب أن يقتصر على هيئة أو مؤسسة بعينها ، وانما لابد أن يقوم بهذ ا الدور كل مؤسسات المجتمع المدنى والأحزاب السياسية ومؤسسات الدولة.
وأكد هلال،أنه منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم وهو دائم الحديث عن أهمية الوعى، وأن الحروب القادمة ليست حروبا عسكرية وانما حروب شائعات لتشكيل الوعى المصرى تجاه فكر معين .
وطالب هلال بضرورة أن نشكل وعى المواطن المصرى بصورة صحيحة بعيدا عن المغالطات والمزايدات والسموم الواردة لنا من الخارج ومن الداخل ولابد أن نعترف ونقر أن مازالت الحرب مستمرة على الدولة المصرية بأشكال متعددة، كمحاربة الاقتصاد ومنع المصريين فى الخارج من تحويلات مدخراتهم بالعملات الأجنبية، وكذلك الشائعات الدائرة داخل مصر حول عدم قدرة الدولة المصرية على سداد ديونها ،مطالبا الحكومة بمصارحة المواطن بالحقائق والارقام الصحيحة حتى لا تدع الفرصة للشائعات والكلام المغلوط بصرف النظر عن كون هل هذه الحقيقة مرضية أو غير مرضية .