اكدت دراسة بحثية على ما جاء بكتاب ” الزكاة .. صدقة وقرض حسن ” للمفكر العربى الكبير على محمد الشرفاء الحمادى، في الجزء الخاص بأنشاء مؤسسة للزكاة، نشرت الدراسة الباحثة سمارة محمد عبد الله حسن، والتي تم مناقشتها بجامعة آل البيت بالأردن بعنوان ” أثر الزكاة في إعادة توزيع الدخل والثروة، من خلال صندوق الزكاة الأردني” والذي يطبق هذه الفريضة من خلال مؤسسة لها استقلاليتها وشخصيتها الاعتبارية.
وتلخصت الدراسة في أن الزكاة تهدف الى تحقيق إعادة توزيع وزيادة الدخل والثروة وزيادة التوظيف والحد من البطالة والتضخم، وكذلك الحد من عملية اكتناز المال وتخفيف حدة الفقر، إلا أن زيادة عدد السكان وارتفاع معدلات الفقر عند مقارنتها بالموارد الفعلية للزكاة، قد يضعف من تحقيق هذه الأهداف.
وتوصلت الدراسة الى عدد من النتائج منها أن الزكاة تلعب دوراً مهماً في التنمية الاقتصادية من خلال تمويلها للتنمية وتشجيعها للاستثمار ومحاربتها للاكتناز، وأن الزكاة لها دور فعال في محاربة الركود الاقتصادي والحد من التضخم والبطالة وتخفيض معدلات الفقر والعمل على زيادة التوظيف وزيادة الطلب الكلي على السلع والخدمات.
وانتهت الدراسة الى أن فريضة الزكاة أداة فعالة من وسائل اعادة توزيع الثروة بين أفراد المجتمع على أساس عادل، حيث أكد الباحث علي أن الزكاة تؤخذ من الاغنياء وتوزع على الفقراء والمحتاجين، وتحفز الفقير على العمل من خلال مساعدة المتعثرين على بداية مشوارهم العملي من خلال تقديم رأس المال وأدوات العمل لغير القادرين على شرائها لعدم امتلاكهم رأس المال اللازم، والتكرار السنوي للزكاة وعدم سقوطها يزيد من فعاليتها في إعادة توزيع الثروة.
أما أهم التوصيات التى جاءت بالدراسة فقد اشتملت على إعطاء استقلالية أكثر لصندوق الزكاة من خلال وضعه تحت إدارة رجال الدين والدعاة مما يساهم في رسم صورة ذهنية جيدة لدى المواطنين، ومما سيؤثر أيضاً على زيادة موارده، وتفعيل دور صندوق الزكاة، وذلك من خلال توليه عملية تحصيل الزكاة، وكذلك إضفاء صفة الالزامية على قانون الزكاة الاردني، والاهتمام بالجانب الاقتصادي للصندوق عن طريق التقييم المستمر لأنشطته واشراكه في برامج التنمية الوطنية، من خلال انشاء مشاريع تأهيلية ناجحة ومساندتها ببرامج تدريبية وتأهيلية لأصحابها ومتابعة هذه المشاريع محاسبياً وفنياً، و إعطاء المنتفع من صندوق الزكاة ما يبلغه مستوى خط الفقر، والتركيز على بند الغارمين.