كشفت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات أنه حاضر ومستقبل جديد يكتب على أرض الفيروز، ليطوي صفحة الإرهاب الأسود الذي تم اجتثاثه من جذوره بأيدي ودماء شهدائنا ومصابينا الأبرار، فرحلة إعمار انطلقت بشبه جزيرة سيناء لتدب فيها نسائم التنمية وتستعيد مكانتها الحضارية والسياحية والتنموية التي تستحقها، وتعبر محاور التنمية لتربط شرقها بغربها ويتم ربط جزيرة سيناء بالدلتا المصرية؛ لتسهيل حركة التنقل للبضائع والأفراد، وتبني فرص واعدة للاستثمار.
ولفتت الدراسة أن جهود إعمار سيناء ليست وليدة اللحظة بل امتدت على مدى 9 سنوات، فلم يمنع أو يعرقل الإرهاب خطة التنمية التي انطلقت بكافة ربوع الدولة ومنها سيناء، ليكون شعار إعمار سيناء يد تبني ويد تحارب الإرهاب. فدائمًا ما كانت النظرة التاريخية لشبه جزيرة سيناء بأنها ساحة حرب، وخط الدفاع الأول عن مصر من جهة الشرق، لذا ظلت في طي النسيان التنموي لعقود، فلم تشهد المنطقة سوى مشروعين تنمويين بالتسعينيات لكنها لم تستكمل، وهما مشروع شرق التفريعة والمنطقة الصناعية، ومشروع الاستصلاح الزراعي لتنمية شمال سيناء.
وتابعت الدراسة: لقد افتقرت أراضي سيناء لعقود للبنية التحتية، والخدمات كالصحة والتعليم، وكذلك افتقرت للمشروعات الاستثمارية، وشبكة الطرق والكباري والمواصلات التي تربط سيناء بباقي أنحاء الجمهورية، وزاد الأمر سوءً في أعقاب ثورتي 25 يناير و30 يونيو، حيث تحولت أجزاء من سيناء إلى مرتع للجماعات الإرهابية، وانتشرت الأعمال الإرهابية وتفجير خطوط أنابيب الغاز. إلا أن هذه النظرة اختلفت الآن وأصبحت التنمية والإعمار هو خط الدفاع الأول عن المنطقة، لتشهد المنطقة عبور جديد على غرار عبور 1973 المجيد، لكن هذه المرة هو عبور تنموي، اختارت فيه الدولة الخيار الأصعب بالتحرك بالتوازي في التخلص من الإرهاب وإطلاق شرايين التنمية بمختلف قطاعاتها بكافة أجزاء سيناء.
ولفتت الدراسة أنه تمحورت خطة تنمية سيناء في ثلاث محاور رئيسة وهي: التنمية العمرانية المتكاملة، وتحسين مستوى الخدمات الأساسية، وتنمية اقتصادية وجذب استثمارات جديدة، وبلغت إجمالي الاستثمارات التنموية المنفذة والجاري تنفيذها لتنمية سيناء حوالي 610 مليار جنيه.
كان قد تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الأوضاع الأمنية قبل وبعد 2013، مؤكدًا أنه كان أمام خيارين بعد توليه مسئولية الحكم، أحدهما إما توجيه جهود الدولة وحشد الإعلام نحو الحرب على الإرهاب في شمال سيناء، أو بذل الجهد في مكافحة الإرهاب بالتزامن مع إعادة إعمار وبناء الدولة المصرية بما تستحقه البلاد والشعب المصري.
وأكد خلال فعاليات الندوة التثقيفية 37 للقوات المسلحة، احتفالًا بيوم الشهيد: «عندما توليت المسئولية كان هدفنا القضاء على الإرهاب في شمال سيناء مع تحقيق التنمية».
المصدر : اليوم السابع